الدوحة قد تصبح الحليف رقم سبعة عربيا..
تقرير: قطر حليفة لأمريكا من خارج الناتو للعب دور الوساطة مع إيران

حصول قطر على وضع الحليف الرئيسي لأميركا من خارج الناتو يعزز دورها الإقليمي

صرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عقب إعلان الرئيس جو بايدن ترشيح قطر كحليف رئيس من خارج الناتو، بأن التصنيف سيغير الطريقة التي تتعامل بها واشنطن وجيشها مع هذا البلد.
ونقلت قناة روسيا اليوم خلال إفادة صحفية في البنتاغون، قال كيربي بشأن الوضع الجديد المرشحة له قطر: "إنه يفتح مجموعة كاملة جديدة من الفرص: التدريبات والعمليات وكما تعلمون ... اكتساب القدرات أيضا".
وفي تعليق على اللقاء الذي جمع أمير قطر تميم بن حمد بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في البنتاغون، قال المتحدث باسم البنتاغون إن "الوزير كرر امتنانه الصادق للأمير الذي لا غنى عنه، وبصراحة تامة، الدعم المستمر لجهودنا لمواصلة إخراج الأمريكيين وحلفائنا الأفغان من أفغانستان"، مشيرا إلى أن الطرفين بحثا المصالح الأمنية الإقليمية المشتركة بما في ذلك تهدئة التوترات في المنطقة ومكافحة الإرهاب والتهديدات التي تمثلها إيران.
وصرح كيربي في هذا الصدد بأن "الوزير أوستن شاطر رؤيته للردع المتكامل، مؤكدا على أهمية الجهود المتعددة الأطراف والعمليات المتكاملة مع شركاء مثل قطر لمواجهة التهديدات التي تواجها المنطقة".
وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن التصنيف كحليف رئيس من خارج الناتو، أو ما يعرف اختصارا بـ"MNNA"، يعد بمثابة "رمز قوي للعلاقة الوثيقة التي تشترك فيها الولايات المتحدة مع تلك الدول، ويظهر احترامنا العميق للصداقة مع البلدان التي تنتمي إليه".
يشار إلى أن الدول المصنفة بالنسبة للولايات المتحدة ضمن "الحليف الرئيس من خارج الناتو"، تكون مؤهلة من بين عدة أمور أخرى:
وتنضم قطر بعد إقرارها من قبل الكونغرس في هذا التصنيف، إلى ست دول عربية هي مصر والكويت والبحرين والأردن وتونس والمغرب.
وتوجد في قائمة الدول المصنعة حليفا رئيسا للولايات المتحدة من خارج الناتو، 17 دولة هي "أفغانستان، الأرجنتين، أستراليا، البحرين، البرازيل، مصر، إسرائيل، اليابان، الأردن، كوريا، الكويت، المغرب، نيوزيلندا، باكستان، الفلبين، تايلاند، وتونس، علاوة على تايوان التي تعامل وفق هذا التصنيف ولكن بشكل غير رسمي.
اللافت أن وجود أفغانستان ضمن تصنيف الولايات المتحدة للحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو يلقي بظلال من الشك على الفوائد والضمانات التي يمكن أن تحصل عليها صاحباته، إذ أن هذه "المكانة" لم تمنع السلطات الأمريكية من سحب قواتها بشكل كامل العام الماضي من هذا البلد رغم مناشدات حكومته في ذلك الوقت.
وعرضت قطر لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الخصمين خاصة في ما يتعلق بأزمة الملف النووي الذي يتفاوض الطرفان بشأنه في فيينا في محادثات غير مباشرة وصلت على الأرجح لنهاياتها من دون أن يتوصلا لصيغة توافقية تعيد إنعاش اتفاق 2015 الذي تحلل منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وردت عليه طهران بالتحلل من التزامات منصوص عليها في خطة العمل المشتركة.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لتلفزيون الجزيرة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، إن بلاده تستغل القنوات المفتوحة مع واشنطن وطهران بهدف تقريب وجهات النظر.
وجاءت تصريحات الوزير القطري بعد اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الملحة.
وكان بايدن قد وعد بجعل قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، في تصنيف يجعل الدوحة من أهم الشركاء ويتيح لها لعب دور إقليمي وهو ما تطمح له.
وزار وزير الخارجية القطري إيران قبل أيام من زيارة الشيخ تميم لواشنطن وفي توقيت حيوي إذ تسعى طهران وقوى عالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وتأتي تصريحات الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بينما اعتبر مسؤول أميركي كبير في وزارة الخارجية الاثنين أن الوقت بدأ ينفد أمام المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، داعيا طهران إلى الموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن للمساعدة في إبرام اتفاق.
وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع إيران تعززت خاصة خلال الأزمة الخليجية (2017) بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر دبلوماسيا واقتصاديا وهي الأزمة التي انتهت بمصالحة خليجية في قمة العلا في يناير/كانون الأول 2020.
كما ترتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة تعزز خاصة من خلال استضافة الدوحة لمفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان انتهت باتفاق يضمن مغادرة آمنة للقوات الأميركية لأفغانستان وذلك قبل الانسحاب الأميركي الفوضي وسيطرة الحركة المتشددة على السلطة بعد 20 عاما من حرب دامية.
ولاحقا لعبت قطر دورا محوريا في إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان من كابول بعد سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كما أصبحت ممثلا للمصالح الأميركية في أفغانستان.
وتعتقد الإمارة الخليجية الغنية بالغاز أنه يمكنها لعب دور مفصلي في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران وحلحلة الأزمة الراهنة بينما تجري مفاوضات في فيينا لإنعاش الاتفاق النووي للعام 2015.
والمفاوضات النووية عالقة حاليا في مسائل خلافية تتعلق بالضمانات الأميركية وبرفع العقوبات الأميركية والدولية عن إيران وهي نقاط مفصلية قد تتدخل فيها الدوحة لجهة تليين مواقف الجانبين.
وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته إن البرنامج النووي الإيراني يقترب من "تحقيق اختراق" نحو امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، ما يترك مهلة "أسابيع" أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق يجمد هذا البرنامج ويخفف من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
وأضاف "أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها اتخاذ بعض القرارات السياسية الأكثر حساسية من قبل جميع الأطراف" المنخرطة في المفاوضات لإحياء اتفاق عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وتابع "إذا كان هدفنا التوصل إلى تفاهم بشكل سريع فإن الطريقة الفضلى للقيام بذلك وفي أي مفاوضات هي أن تلتقي الأطراف الأكثر عرضة للمخاطرة بشكل مباشر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران.
وقال "كانت هذه وجهة نظرنا منذ البداية: نحن مستعدون للقاء إيران في حال كانوا هم على استعداد للقائنا"، لافتا إلى أن برنامج التخصيب الإيراني قريب جدا من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي.
وقال المسؤول إن الأمر سيكون "مؤسفا للغاية" إذا لم يجر الطرفان محادثات مباشرة "بالنظر إلى الوقت القليل المتبقي أمامهما ومدى حساسية القرارات التي يتوجب اتخاذها".
وعلق الدبلوماسيون الجمعة مفاوضاتهم الجارية منذ بضعة أسابيع في فيينا ليعودوا إلى عواصمهم.
وكتب منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يترأس المحادثات الجارية في قصر كوبورغ الفخم في العاصمة النمسوية في تغريدة "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن".
وقبل أسبوع أعلنت إيران للمرة الأولى أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة التي أعربت بسرعة عن استعدادها لعقد محادثات "عاجلة".
وقال المسؤول الأميركي إنه لم يتم حل جميع التفاصيل الواردة في اتفاق محتمل، مضيفا "لكننا مستعدون لأخذ هذه الخيارات. بإمكاننا رؤية مسار يصل إلى اتفاق إذا تم اتخاذ هذه القرارات وفي حال القيام بذلك بسرعة".