تقرير: "اعدام خارج القانون" بلودر يثير غضبا مجتمعياً في الجنوب

اثارت واقعة اعدام شخص متهم بقتل تاجر مواشي في لودر الأسبوع المنصرم، غضبا عارما في الجنوب، حيث عبرت قوى سياسية ومدنية وحقوقية وإعلامية عن ادانتها لواقعة اعدام المتهم على اثر حكم أصدره رجل دين يدعى توفيق البلالي، والذي تقول مصادر قبلية في لودر انه لا يمتلك أي صفة رسمية او قانونية تخول له اصدار مثل هكذا احكام.

وتوجه الشيخ القبلي لحمر بن لسود العولقي برسائل الى قبيلة العواذل في لودر وقبيلة نصاب في شبوة، دعاهم فيها الى وضع حد للفتنة التي يتم الترويج لها بين أبناء الوطن الواحد، ومحاولة خلق شرخ في النسيج الوطني الجنوبي.. معبرا عن ادانته لواقعة الإعدام التي تمت بطريقة غير قانونية ولا عرفية.

 ودعا الشيخ العولقي القبائل في لودر ونصاب الى تحكيم العقول وتشكيل لجنة من الطرفين للنظر في  هذه القضية وبحث ملابساتها دون تأخير او مماطلة، والخروج بمخارج تحفظ حق كل طرف وتخرس الأصوات النشاز".

وشدد الشيخ القبلي على ضرورة تجاوز الخلافات وحل هذه القضية التي فيها اختبار لمدى تلاحم أبناء الجنوب مع بعضهم البعض ورفضهم لكل اشكال هذه الأساليب الخارجة عن الأعراف والاسلاف القبلية المتعارف عليها".

وقال إن قبائل نصاب والعواذل من اعرق القبائل الجنوبية ولها باع طويل على الصعيد القبلي والوطني، ومثل ما تجاوز الجميع مشاكل وخلافات وثأرات سابقة سيم تجاوز هذه القضية وما حصل مقدر ومكتوب وعلى الجميع ان يتعظ مما حصل".

 وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، بيانا عبر فيه أسفه لتداعيات الحادثة التي جرت في مدينة لودر بمحافظة أبين وتمثلت في تنفيذ الاعدام في احد أبناء مديرية نصاب محافظة شبوة بعد إتهامه بإرتكاب عملية دهس مفضي الى الموت".

وقال انتقالي شبوة "بما أن ملابسات الحادث والقضية لم يتم فيها تحقيق شفاف وواضح ولم تتم إحالة القضية إلى النيابة أو المحكمة ولم تسلك السبل القانونية الصحيحة، فإن عملية الاعدام بهذه الطريقة هي سلوك غوغائي مشين وإستهتار بكل القوانين والشرائع والأعراف".

وأكدت قيادة انتقالي شبوة على التعبير عن الإدانة والإستنكار الشديدين لهذه الفعلة التي تنتمي لشريعة الغاب ولا تؤسس لثقافة إحترام هيبة القانون وتدعو إلى محاسبة الأشخاص الذين تواطؤ وشاركوا فيها وضرورة التحقيق في ملابسات القضية برمتها بشكل شفاف وأمين وتحت إشراف لجنة مشتركة من السلطتين المحليتين بمحافظتي شبوة وأبين".

وعبرت قيادة المجلس عن تعازيها الحارة لأسرة كل من : جلود الجوفي ونائف حسن الهندي رحمهما الله وتؤكد رفضها لكل محاولات إذكاء الفتنة بين أبناء لودر وأبين عموما وابناء شبوة حيث أن الواقعة صادرة عن أشخاص قلة لا يعبرون عن حقيقة العلاقات الوثيقة بين أبناء المجتمع الجنوبي الواحد  وينبغي محاسبتهم بكل صرامة وحزم".

ودعت قيادة المجلس الانتقالي شبوة إلى إطلاق سراح الاخ المواطن  عبدربه صالح احمد الخشة و ابنه قاسم عبدربه صالح احمد أو تسليمهما للجهات المختصة بمحافظة أبين وتؤكد على رفضها لكل أشكال العنف الاجتماعي والطبقي والديني والسياسي تحت أي مبررات وتناشد جميع المكونات المجتمعية الى رفض مثل هذه الاعمال الشنيعة والضغط نحو معاقبة مرتكبيها وإلى الإسهام في بناء معززات ثقافة التسامح والوئام والمحبة والاندماج والانصياع للقانون ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف والتعصب الأعمى".

وأكد عضو هيئة الرئاسة في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي على أن القتل، يستوجب القصاص، فهذا حق شرعي وقانوني لا خلاف حول مشروعيته، لكن تظل حالات القتل خارج نطاق القضاء جريمة تؤسس لشرعية الغاب ولن تقيم عدلا او تحفظ حقا".

وأضاف "في إطار ذات القضية فإن ما تعرض له نائف الهندي قبل مقتله، وبعد مقتله من تعذيب واهانة موثقة، واستمرار ذات التعامل مع والده عبدربه الخشة وشقيقه قاسم، تصرف غير سوي، وأمر لا يقره شرع ولا قانون ولا يقبل به عرف ولا ضمير حي".

وقال "على وزير الداخلية، ومحافظ ومدير أمن أبين ومشايخ لودر واجب احتواء هذا التجاوز ومعالجة نتائجه، بما يهدّى النفوس ويجبر الضرر وينفذ القانون على الجميع، وعدم ترك القضية تغادر مربعها الجنائي إلى مربعات أخرى تشعل نار الفتنة بين الإخوة".

وشدد "على الجهات المعنية ان تعالج هذه القضية في اطارها القانوني، وان يتم الإفراج عن والد نائف وشقيقه، أو احالتهما للقضاء كجهة مخولة بانفإذ القانون، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأشخاص الذين ظهروا في المقاطع المصورة المتداولة وهم يمارسون تجاوزاتهم لمهمتهم الأمنية".