رسم الحدود الأيديولوجية والتاريخية..
تقرير: الإسلام الديمقراطي.. نقیض التطرف تحت غطاء الدين في إيران

الإسلام الديمقراطي، نقیض التطرف تحت غطاء الدين
“إنه الفخر التاريخي للمجاهدين أنهم، تحت قيادة مسعود رجوي، تمكنوا من هزيمة تفكير خميني العائد إلى العصور الوسطى باسم الإسلام وذلك من خلال رسم الحدود الأيديولوجية والتاريخية للإسلام الديمقراطي وتقديم نقيض قوي للقراءة المتخلفة من الإسلام ولیضمنوا المجتمع الإیراني في مواجهة بلیة التطرف.”
(جزء من كلمة السيدة مريم رجوي في مؤتمر “رمضان ــ متحدون ضد التطرف وإثارة الحروب ــ ومن أجل السلام والأخوة”)
أهم خصائص التطرف تحت غطاء الدين
التطرف تحت غطاء الإسلام آفة تهدد عالم اليوم ومنجزاته، ويُعد نظام ولاية الفقيه النموذج الذي أوصل الحكومة إلى هذا النوع من التطرف والجاهلية.
إن إساءة استخدام الدين لتوسيع وترسيخ الحكم المطلق لولاية الفقيه والسلطة المتخلفة تاريخيا، وهو السمة الرئيسية للتطرف، وتشتمل السمات الأخرى على النحو الآتي:
– التحريف في تفسير القرآن وسنة النبي وتعاليم رواد علماء الشيعة لتبرير الجريمة والفساد.
– مأسسة أشد وأحط أشكال العنف منها كالرجم وبتر الأطراف وعصب العينين بحجة تنفيذ أحكام دينية.
– اللجوء إلى التعذيب في الدهاليز المظلمة، والإعدامات في الشوارع، والإعدامات الجماعية والإبادة البشرية، والقمع لكبح الاحتجاجات الاجتماعية.
– الإضطهاد الهستيري للنساء والنظرة العنصرية الجنسية للإنسان.
– التدخل في كافة شؤون الناس وانتهاك الحريات الفردية والاجتماعية.
– عدم الاعتراف بحق الاختيار وحق الشعب في الانتخابات الحرة.
– تصدير الإرهاب وإثارة الحروب تحت غطاء الدفاع عن الإسلام.
– شغف جنوني تجاه التسلح بأسلحة الدمار الشامل والقنبلة النووية.
– سلب ونهب واختلاس الموارد الاقتصادية والعمل على مأسسة الفقر المدقع بالمجتمع.
– شيطنة المعارضين بأقذر الأوصاف.
تصحيح الخطأ بالانطباع
وفي حين يترجم البعض التطرف تحت ستار الإسلام على أنه عودة للأسس والمبادئ، وبينما يُنظر إلى هذا النوع من التطرف على أنه عودة إلى المبادئ والمعتقدات الإسلامية الأساسية فقد أظهر عراب التطرف المغطى بالإسلام الذي اغتصب سيادة الشعب الإيراني بأنه يستخدم أكثر الأساليب البراغماتية والميكافيلية عندما يتعلق الأمر بالسلطة والنفوذ.
ولا ننسى عبارات خميني الشهيرة هذه:
“الحفاظ على الإسلام ذاته [اسم مستعار لخميني ونظام ولاية الفقيه] وهو أمر أعلى وأهم من حياة المسلمين أيضا، تردد الجماعات كلاما أحمق بأن التجسس ليس بالأمر الجيد! التجسس المفسد ليس جيدا لكنه جائز من أجل الحفاظ على الإسلام وحماية أرواح المسلمين، وأن الكذب جائزا أيضا، وكذلك شرب الخمر جائز “(صحيفة خميني ، ج 15، ص 116).
مجاهدي خلق نقيضة التطرف باسم الإسلام
في مواجهة وحش بهذه الصفات هناك قوة في تاريخ إيران المعاصر تُعتبر نقيضا لها من جميع النواحي، ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية منظمةَ وُلِدَت بهذه الجملة لمحمد حنيف نجاد:
” ليس الفارق بين الصواب والخطأ، بين من يدعي بالولاء بالله والملحد بل الفارق بين المُستَغِلين والمُستَغَلين”.
إنها المنظمة التي أزالت الحدود الغليظة التخلف الظلامي والخرافات والجهل عن الوجه الحقيقي للقرآن وقدمت فهما وانطباعا ديناميكيا حيا عن الإسلام؛ إنه الإنطباع الذي وجه النضال من أجل حرية الشعب الإيراني، وقد أثار ترسيم المجاهدين المحكم للحد الفاصل مع اليمين المتخلف أثناء الإنقلاب الانتهازي سنة 1975 غضب الملالي وخاصة خميني.
في أول خطاب له بجامعة طهران في 24 يناير 1979 هتف مسعود رجوي بشعار “عاشت الثورة الديمقراطية في إيران”.
ومن دواعي الفخر والشرف التاريخية للمجاهدين وما يزيدهم فخرا هو ما قاله خميني الذي أصابه اليأس من مواكبة المجاهدين مع ولاية الفقيه .. حيث قال:
“إذا كان لدي احتمال واحدا من بين ألف إحتمال بأنكم ستتخلون عن الأعمال التي تريدون القيام بها عندها سأكون مستعدا للاتفاق معكم وسأتي إليكم؛ لم يكن عليكم القدوم إليّ”(صحيفة خميني ج 14، ص 343).
هذا في حين أنه قد أعلن في نفس الخطاب في 11 مايو 1981بأن أنشطة حزب توده وفدائيي خلق (الأكثرية) مجازة ومسموح بها إذ قال: ” إن بعض الأحزاب المنحرفة التي لا نعتبرها جزءا من المسلمين، وعلى الرغم من ذلك هي حرة لأنها ليست لديها حركة مسلحة ولديها خطابات سياسية فقط، وسيكون لها مطبوعات حرة.»( المصدر نفسه).
حدود فاصلة شاملة لمجاهدي خلق مع التطرف
إن سبب إلصاق خميني لمسميات “المنافقين” ثم “الياغي” و “الباغي” و “المحاربين المسلحين” بالمجاهدين هو أنهم تحدثوا عن إسلام أبرز سماته الحرية والديمقراطية، وكانوا في صراع مع ولاية الفقيه والإحتكار الناتج عنها. المجاهدون كانوا يروجون حكم الشعب وصوت الشعب في مواجهة حكم الملالي وقوات الحرس، وكانوا يؤمنون بالتعددية السياسية وحرية الفكر وحرية التعبير بالإضافة إلى كره النظام المتخلف الهستيري للنساء، وقد ضغطوا أصروا منذ البداية على المساواة بين الرجل والمرأة في مواجهة التحجر، مؤكدين على أن العبادة والإكراه الديني يقومان على أساس مسؤولية التوعية الدينية وإختيار الإنسان مصداقا لقول الله تعالى( قد تبين الرشد من الغي).
لقد دفعوا ثمنا باهظا ضريبة لهذا الإيمان في تاريخ إيران المعاصر، وفي حالة واحدة استشهاد 30 ألف سجين في صيف عام 1988.
نعم ، لم تقتصر مواجهة المجاهدين مع التطرف فقط في المجالات النظرية أو السياسية والنضالات والتنظيمية فقط بل دفعوا ثمن هذا الترسيم بالعمل الثوري ومن لحومهم ودمائهم وجلودهم وعظامهم وجوارحهم، ومن ثم فإن لديهم معرفة شاملة به (اي بالتطرف) ويعرفون كيف يتغلبون على هذا البلاء التاريخي.
في الواقع إذا استبعدنا المجاهدين ونظرتهم الديمقراطية التقدمية للإسلام وتضحياتهم العظيمة للحظة واحدة في مواجهة أبشع طغيان ديني من المشهد الاجتماعي السياسي في إيران، فهل كان هناك من الممكن تصور إيجاد نهاية لسلطة ملالي خميني وخامنئي الشريرة على المشهد الإيراني؟
ألم يكن التطرف المتستر تحت غطاء الإسلام مسلطا ليطأ الشرق الأوسط تحت أقدامه علاوة على الحال في إيران؟
ألم يكن نظام ولاية الفقيه متسلحا الآن بالقنبلة النووية ويهدد العالم بأكثر اللغات قسوة؟