44 مدينة صينية تعاني الإغلاق الكلي أو الجزئي..

تقرير أمريكي: "صفر كوفيد".. هل تهدد مساعي الرئيس الصيني لولاية ثالثة؟

الرئيس الصيني شي جين بينغ

وكالات

قالت شبكة التليفزيون الإخبارية الأمريكية ”سي إن إن“، إن إجراءات الإغلاق التي تفرضها السلطات الصينية على العديد من المدن الكبرى تهدد بخلق أزمة داخلية في البلاد، وكذلك للرئيس الصيني شي جين بينغ.

وذكرت في تحليل إخباري نشرته، اليوم السبت: ”في الصين، تشهد المدن حالات إغلاق، وسط انقطاع خطوط الإمداد، ويعاني المسؤولون من أجل تأمين حركة البضائع الأساسية، في الوقت الذي يهدد فيه تسجيل أعلى معدلات للإصابة بفيروس كورونا بإدخال البلاد في أزمة وطنية خلقتها الحكومة من تلقاء نفسها“.

وأضافت: ”هناك 44 مدينة صينية على الأقل تعاني من الإغلاق الكلي أو الجزئي، حيث تكافح السلطات للحد من انتشار المتحور أوميكرون، في شنغهاي، بؤرة تفشي المرض في الصين، وتوجد مشاهد لم يكن من الممكن تخيلها في العاصمة المالية الحديثة، التي أصبحت جزءا من الحياة اليومية لسكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة“.

وأشارت إلى الحظر المفروض على سكان المدينة، والذي يمنعهم من مغادرة منازلهم لأسابيع، حيث يجاهد السكان للحصول على احتياجاتهم الأساسية وحريتهم في نفس الوقت، وشوهد بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يصرخون من نوافذ مساكنهم، وحتى مع صدور خطة جديدة لتخفيف القيود، فيبدو أنه لا توجد نهاية في الأفق لما يعاني منه الصينيون.

ورأت الشبكة الأمريكية أن الموقف الحالي ربما يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه الصين، ورئيسها شي جين بينغ، منذ بدء تفشي الجائحة في ووهان قبل أكثر من عامين، وبالنسبة لشي جين بينغ، فإن هذا المأزق يأتي في توقيت حساس، قبل أشهر قليلة على خطوته غير المسبوقة المتوقعة بالبقاء في السلطة لولاية ثالثة، خاصة أن بصمته واضحة ومباشرة في استراتيجية ”صفر كوفيد“ التي أطلقها ويصر على تنفيذها.

وقالت الشبكة: ”لكن مع دخول تفشي المرض مرحلة حرجة، في ظل إغلاق بعض المدن بالفعل لأسابيع، وتحذيرات مسؤول صحي كبير من أن تفشي المرض في شنغهاي لم يتم احتواؤه بشكل فعال، فإنه سيتعين على الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وزعيمه التعامل مع التداعيات الاقتصادية وتصاعد الاحتمالات بأن الغضب الشعبي ضد الحكومة والذي شُوهد في شنغهاي يمكن أن يتصاعد“.

ونقلت عن ”تري ماكارفر“، الشريك والمؤسس في مجموعة ”تريفيوم“ لأبحاث السياسة الصينية، قوله: ”عندما تكون السلطة متمركزة في أيدي شخص واحد فقط، فإنه يمكن إلقاء اللوم فيما يحدث من مشكلات عليه بشكل مباشر، وبالتالي، فإنها تنعكس عليه بصورة سيئة“.

ولكن في نفس الوقت، فإن هذا الموقف لن يكون له تأثير خطير على مساعي شي جين بينغ للحصول على ولاية ثالثة في الحكم؛ نظرا لعدم وجود أي منافسة حقيقية على الأرض بالنسبة له.

كما يقول محللون إنه إذا نجحت السلطات الصينية في السيطرة على الوباء، كما حدث في ووهان عام 2020، فإنه من المحتمل، ورغم عمق التحديات التي تواجهها، أن تصوّر الحكومة الصينية ذلك بأنه انتصار سياسي.

وخلصت ”سي إن إن“ إلى أنه في البيئة الصينية، التي يتم فيها سحق الأصوات المعارضة، فإن رواية الحزب الشيوعي الصيني هي التي ستسود في نهاية المطاف، إلا أن بكين في نفس الوقت وضعت نفسها في مأزق، يجبرها على التمسك بسياسة ”صفر كوفيد“.

ونقلت في نهاية تحليلها عن يانزونغ هوانغ، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، قوله: ”يجب ألا نقلل من قدرات الحكومة في تعزيز روايتها لاستمرار الدعم الشعبي، ويجب أيضا ألا نقلل في تسامح الناس، حتى مع السياسات التي تلحق الأضرار بمصالحهم“.