استهداف أطفال لبنان..

"سلام فرمانده".. أغنية الحرس الثوري الإيراني يطرح فكرة انتظار "المهدي"

في محاولات "الحرس" للدخول أكثر إلى المجتمعات الشيعية وتأبيد السيطرة عليها، بلغات متعددة أصدر أغنية "سلام يا مهدي" الموجهة فعلياً للأطفال الصغار، من الهند إلى أفغانستان وباكستان ودول آخرى في العالم العربي، وخصوصاً في لبنان اليمن والعراق وسوريا وحتى دول شمال أفريقيا.

طهران

لم تغب ثقافة "الحرس الثوري الإيراني" طوال أكثر من 40 عاماً عن مجموعات واسعة من المجتمع في لبنان. فالاغتيالات السياسية والعمليات الأمنية ظلت طوال العقود الأربعة مؤدية الدور الفيصل في تقدم الميليشيات للسيطرة على الحكم، ورغم أنه هذه الثقافة لم تنجح بتحويل المجتمع الشيعي اللبناني بكامله إلى أداة بيد الحرس، إلا أن المحاولات لا تزال تجري على قدم وساق.

فهذا المجتمع متفرق بين جماعة "الحرس" أي حزب الله، وحركة أمل بقيادة نبيه بري التي تحاول تأطير نفسها ضمن الصيغة اللبنانية، بالإضافة إلى آخرين يمثلون نسبة مئوية كبيرة يرفضون الميليشيات ودورها التدميري في بلدهم والمنطقة.

وفي محاولات "الحرس" للدخول أكثر إلى المجتمعات الشيعية وتأبيد السيطرة عليها، بلغات متعددة أصدر أغنية "سلام يا مهدي" الموجهة فعلياً للأطفال الصغار، من الهند إلى أفغانستان وباكستان ودول آخرى في العالم العربي، وخصوصاً في لبنان اليمن والعراق وسوريا وحتى دول شمال أفريقيا.

"سلام فرمانده"
والأغنية بالأصل تدعى "سلام فرمانده" وهي عمل إيراني المنشأ يطرح أمام جيل الأطفال بلغاتهم ولهجاتهم المحلية فكرة انتظار "المهدي" وربطها بالزعيم الإيراني علي خامنئي مع مجموعة من المسؤولين الإيرانيين الموتى والأحياء، والهدف هو اختراق عقول الأطفال للسيطرة عليهم منذ صغرهم، كي لا يعاودون التحول لاحقاً إلى مناهضين لمشروع "تصدير الثورة".

ويحاول "الحرس" مع أتباعه تسجيل الأغنية أو النشيد في مناطق مختلفة في البلد الواحد لإشراك أكبر عدد من الأطفال، فيما يوصف بأنه مشهديات شعبية في محاولة لتشكيل حالة عامة تدفع الآخرين إلى الاشتراك فيها بمناطق أخرى.

ويؤكد أحد علماء النفس في بيروت بحديثه لموقع 24، أن "الأغنية تأتي بعد فشل محاولات كثيرة في السابق، ولكن الفارق أن هذه الأغنية تحول الأطفال إلى أتباع لفكرة ليست مناسبة لأعمارهم، حيث يلتحقون بما يشبه عبادة "الخامنئي" بما أنه في الأغنية هو "القائد المنقذ""، ويشير إلى أن إشراك الأطفال بهذا الكم بترديد الأغنية في ساحة سيؤدي حتماً إلى تشكيل "وعي" متقارب يبحث عن دور في عقيدة، وهو ما يتشبه كثيراً مع ما أنتجه تنظيم داعش في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية، محولاً الأطفال إلى عناصر انتحاريين جاهزين للموت في سبيل "قضية" لا يعرفون حقها من باطلها.

وتحول الأغنية الأطفال من أبناء دولهم ومؤسساتهم الرسمية ومدارسهم التي يتعلمون فيها حب بلدانهم إلى مجموعات لديها انتماء لمن يقود "الحرس" أو يعتلي موقع الزعامة الإيرانية، حيث يستطيعون مناهضة قرارات دولهم ومواجهتها، في مرحلة عمرية أكبر، بعيداً من المنطق والعقل والإنسانية.

وفي الأغنية محاولة من "الحرس" لوضع حاجز نفسي كبير بين الأطفال ورفاقهم الآخرين في المجتمع، تعمل لتفريقهم عن الآخرين بمشروع فئوي يبدأ الآن ويهدف للاستمرار عشرات السنين، وفق ما يحلل الخبير النفسي.