جولة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط..

جو بايدن يتوعد إيران بالقوة العسكرية وطهران تعلن بدء جولة مفاوضات مع الرياض

يقول بايدن إنه سيعمل على خلق المزيد من الاستقرار من خلال التزامه العميق والمستمر بحل الدولتين كأفضل طريقة لضمان المساواة والحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال خلال زيارته متحف "الهولوكوست" بالقدس الغربية - عن وسائل إعلام اقليمية ووكالات أنباء دولية

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن
الرياض

"لست بحاجة لأن تكون يهوديا، حتى تكون صهيونيا"، بهذه العبارات أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تأييده لإسرائيل خلال حفل استقبال في مطار "بن غوريون" الدولي مباشرة، وفق قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، في مستهل جولة من ثلاث محطات، تشمل أيضا الأراضي الفلسطينية والسعودية، وهي الزيارة الأولى لبايدن كرئيس إلى الشرق الأوسط وتستمر حتى 17 يوليو/تموز الجاري.

 وزار الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء[1]، متحف يخلد ذكرى ضحايا "الهولوكوست" في القدس الغربية، حيث وضع إكليلا من الزهور والتقى بعدد من الناجيات.

وظهر الرئيس الأمريكي في المتحف الذي يخلد ذكرى المحارق الجماعية لليهود على يد النازيين، معتمرا "الكيبا" التي يضعها اليهود المتدينين على رؤوسهم.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأضاف بايدن، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية[2]، أنه سيُبقي الحرس الثوري الإيراني مدرجا على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحاته السابقة بأنه سيمنع طهران من امتلاك سلاح نووي تعني أنه سيستخدم القوة ضد إيران، قال بايدن "إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم".

وتنفي إيران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

وفشلت جهود إحياء الاتفاق حتى الآن، وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز إن فرص إحيائه تراجعت بعد المحادثات غير المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة قبل أسبوعين.

وكان المفاوضون على وشك التوصل إلى اتفاق جديد في مارس، لكن المحادثات انهارت إلى حد كبير بسبب رفض الولايات المتحدة لمطلب طهران بأن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، بدعوى أن هذا المطلب خارج نطاق إحياء الاتفاق.

وردا على سؤال عما إذا كان ملتزما بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الاتفاق، رد بايدن قائلا "نعم".

وحول السعودية، قال بايدن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية[3] يمكن أن يستغرق وقتا طويلا"، مضيفا "لكن تعميق العلاقة بمعنى القبول المتبادل والعمل معًا في جميع الأشياء هو أمر منطقي بالنسبة لي"، على حد قوله.

وأضاف "هدفي من زيارة السعودية هو الاستقرار في الشرق الأوسط، لأن الاستقرار في الشرق الأوسط هو مصلحة مهمة للغاية للولايات المتحدة".

وقال بايدن "سنخلق مزيدا من الاستقرار، هذا أمر بالغ الأهمية لجميع شعوب المنطقة ولهذا السبب يجب أن نناقش التزامي العميق والمستمر بحل الدولتين أيضا"، مشيرا إلى أن هذه هي "أفضل طريقة لضمان المساواة والحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وتحدث الباحث الخليجي عبدالله السيد الهاشمي إن الخليجيين لم يكونوا جاهزين لدرجة تفوق التوقعات، في كل تاريخ العلاقات الخليجية الأميركية، كما هم في هذا اللقاء، فعلى أجندتهم تبدو كل الحسابات جلية وفي غاية الوضوح، يعلمون الحاجة الأميركية والغربية لإمدادات الطاقة وضبط أسعارها".

وأضاف الهاشمي "إن الخليجيين يعلمون عن الفشل الأميركي في المفاوضات مع إيران، وكيف تمكنوا منذ بدأ التجاهل الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط في يناير 2021، من تطوير وتعزيز العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع الصين وروسيا، التي أصبحت راسخة ومتينة، ويصعب تفكيكها، ولكنها أيضا علاقات ذكية براغماتية، يمكنها ارتداء ثياب الحيادية في لحظة، دون ان تبدل لونها أو تتراجع عن قيمها الأساسية. كما يفكر الأميركان، لا يمكنك أن تأخذ دون أن تعطي، فماذا لدى الرئيس الأميركي ليقدمه حتى يأخذ ما يريد، أو بعضاً مما يريد".

وتساءل الباحث الخليجي "إذا كان سيقدم حلف «ناتو» شرق أوسطي، على طبق من ذهب، فعليه أن يضمن بأي وسيلة وقف التدخل الإيراني في الدول العربية، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلى جانب وقف مشروع إيران النووي، واقناع العالم، قبل الأميركيين، أنه قادر على ذلك، وكذلك عليه أن يقدم إسرائيل، وهي موافقة بما لا يقبل التراجع، على حل الدولتين، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دون مماطلة أو تسويف، وإلا فإن زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستكون مجرد مجاملات، لن تغني ولا تسمن من جوع".

واستبقت إيران زيارة بايدن إلى جدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء إن طهران والرياض مهتمتان بإجراء المزيد[4] من المحادثات، وذلك قبل أن يزور الرئيس الأميركي جو بايدن المنطقة، إذ من المتوقع أن يحاول التقريب بين السعودية وإسرائيل.

وأجرت السعودية وإيران، اللتان تخوضان صراعات بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط، خمس جولات من المحادثات، التي استضافتها بغداد، ووصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الأربعاء بأنها "واعدة".

وقال كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي إن "تأخير عقد الجولة المقبلة من المحادثات الإيرانية - السعودية يعزى إلى مساع لاتخاذ خطوة مهمة إلى الأمام في اجتماع بغداد المقبل".

وقطعت السعودية وإيران العلاقات عام 2016 بعد أن هاجم محتجون في الجمهورية الإسلامية سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، إثر إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.

ومن المنتظر أن يزور بايدن السعودية هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تشمل المحادثات المخاوف إزاء أمن الخليج، الناجمة عن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وشبكة وكلاء طهران في الشرق الأوسط.

وستتركز الأنظار على زيارة الرئيس الأميركي إلى جدة الجمعة، بعد أن وصف السعودية في 2018 بالدولة "المنبوذة" في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة.

كما ستقوم الطائرة الرئاسية "إيرفورس وان"، برحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والسعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية. وقبل ذلك سيلتقي بايدن مسؤولين إسرائيليين في مسعى إلى توسيع التعاون في مواجهة إيران.

وفي أواخر يونيو، أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارتين للسعودية وإيران، بحثتا خصوصا استئناف التفاوض بين المملكة والجمهورية الإسلامية.

وعُقدت الجولة الخامسة من المحادثات السعودية - الإيرانية في أبريل، بعد قيام إيران بتعليق المفاوضات في مارس دون إبداء سبب لذلك.

لكن تعليق المحادثات جاء بعد إعلان الرياض إعدام 81 شخصا على خلفية جرائم مرتبطة بـ"الإرهاب"، بينهم أشخاص على صلة بالحوثيين في اليمن المدعومين من إيران في حربهم ضد القوات الحكومية المدعومة من السعودية.

ومطلع الشهر ذاته، دافع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن سياسة "تعايش" مع إيران، ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي رأى فيه "استعدادا" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.


المصادر

[1]بايدن يزور متحف "الهولوكوست" بالقدس الغربية - الاناضول التركية 

[2]بايدن: اللجوء للقوة "ملاذ أخير" لمنع إيران من السلاح النووي -  سكاي نيوز عربية

[3]بايدن: اندماج إسرائيل في المنطقة يزيد من احتمالية التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين - وكالة شينخوا الصينية

[4]إيران: طهران والرياض مهتمتان بعقد اجتماعات أخرى - رويترز