صحيفة أمريكية تصف زيارة بايدن إلى السعودية بـ"الجيدة"..
"الرقصة الدبلوماسية".. هل تحسن العلاقة بين واشنطن ونظام إيران في الاتفاق النووي؟
لا يزال أمام بايدن سنتان ونصف في رئاسته، والأفضل له ولصالح الولايات المتحدة تقديم المزيد من التنازلات الواقعية

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد
يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية اليوم للقاء قادة دول الخليج، بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إطار رحلة وصفتها صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنها "جيدة على أكثر من جبهة حتى الآن".
لا يزال أمام بايدن سنتان ونصف في رئاسته، والأفضل له ولصالح الولايات المتحدة تقديم المزيد من التنازلات الواقعية
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن الولايات المتحدة تحتاج إلى علاقة أفضل مع السعوديين من أجل الأمن الإقليمي بقدر ما تحتاج إلى النفط.
وتبدو الرحلة جيدة على أكثر من جبهة حتى الآن. فعند توقفه في إسرائيل، أظهر بايدن القليل من العداء تجاه الدولة اليهودية الذي ميز فترة حكم الرئيس أوباما.
وتقول الصحيفة إن أوباما ووزير خارجيته جون كيري ضيعا سنوات ورأسمال سياسياً في محاولة لفرض حل فلسطيني-إسرائيلي لم يكن له أي فرصة في ظل تمسك "حماس" والمتشددين الفلسطينيين بتدمير إسرائيل. ومع أن البيت الأبيض في ولاية بايدن لم يفقد الأمل في حل كهذا، إلا أن لديه أولويات أخرى.
اتفاقيات أبراهام
ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى هذه الأولويات البناء على اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي وضعها دونالد ترامب والتي شكلت انفراجًا في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية. ولم تنضم السعودية إلى الاتفاقات، لكن الأحداث تسير في هذا الاتجاه، في إشارة إلى موافقة الدولة العبرية الخميس على اتفاق دبلوماسي في شأن جزيرتين في البحر الأحمر قد يمهد الطريق لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. ويُحسب لفريق بايدن أنه لعب دوراً في المحادثات بهدوء.
وتلفت الصحيفة إلى أن بايدن لأنه يتوسل للسعوديين لزيادة إنتاج النفط. فالمملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول القليلة التي لديها طاقة إنتاجية فائضة، وإن تكن غير كافية للتسبب في انخفاض كبير في سعر النفط الذي يبلغ الآن حوالي 96 دولارًا للبرميل.
وذكرت الصحيفة بأن فريق بايدن كان يرغب منذ وصوله إلى السلطة عام 2021 إلى نبذ صناعة النفط والغاز الأمريكية، وهذا ما حاوله مع السعوديين أيضاً.
ولكن الصحيفة لفتت إلى أن ذلك كان سوء تقدير كارثياً - اقتصاديًا لأسعار الطاقة، واستراتيجيًا لضعف أوروبا أمام فلاديمير بوتين، وسياسياً للديمقراطيين عندما يواجهون الناخبين الغاضبين في نوفمبر (تشرين الثاني).
حلم بايدن
في المحادثات الخاصة في إسرائيل والمملكة العربية السعودية، كانت القضية الكبرى حلم بايدن المستمر بإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران. وقدم دبلوماسيوه تنازلات لمدة 18 شهرًا دون نتيجة جيدة. ويدرك كل من السعوديين والإسرائيليين أن طهران لن تتوقف عن البحث عن قنبلة مع أو بدون اتفاق جديد، وهم قلقون من التنازلات الأمريكية الجديدة التي من شأنها أن تمنح إيران عشرات المليارات من الدولارات لتمويل المزيد من الإرهاب في المنطقة.
من هذا المنطلق، تخلص الصحيفة إلى أن أسرع طريقة لتحسين العلاقات مع السعوديين والخليج تتمثل في إنهاء الرقصة الدبلوماسية مع إيران والعودة إلى حملة الضغط القصوى ل ترامب. ومع أن الصحيفة تقول إنها لا تتوقع ذلك، تشير إلى أنه لا يزال أمام بايدن سنتان ونصف في رئاسته، والأفضل له ولصالح الولايات المتحدة تقديم المزيد من التنازلات الواقعية.