الجنرال المقدشي رفض أوامره..
الرئيس هادي: قوات علي محسن أدخلت الحوثيين إلى صنعاء
قول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إنهم في اليمن يدركون جيداً خطورة المد الإيراني في المنطقة، ويسترجع بعضاً من مراسلاته ولقاءاته مع العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز

الرئيس عبد ربه منصور هادي
أتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قوات عسكرية كان يقودها الفريق علي محسن الأحمر(نائبه الحالي) ، بالخيانة وتسليم عمران وإدخال الحوثيين إلى صنعاء، في أول اتهامات توجه لحليف السعودية الأبرز في اعقاب ما تقول مصادر ان خلافات نشبت بين هادي ونائبه على خليفة تسوية سياسية مرتقبة يكون الضحية فيها هادي.
وعلى الرغم من التكتم على تلك الخلافات إلا انها ظهرت في اعقاب اتهام الاعلام التابع للأحمر، الرئيس هادي ببيع ميناء عدن وجزيرة سقطرى لدولة الإمارات، وهي التهم التي نفاها مقربون من هادي.
وقال هادي في مقابلة مع صحيفة القدس العربي القطرية (أطلع عليها محرر اليوم الثامن) " إن الجنرال محمد المقدشي (عينه لاحقا رئيسا للأركان العامة في الجيش اليمني)، رفض أوامره لقتال الحوثيين"..متهما كتائب تابعة للفرقة الأولى مدرع التي كان يتزعمها الفرق الأحمر (نائبه الحالي)، بتسليم السلاح للحوثيين.
وقال "وجهت محمد المقدشي الذي كان قائداً للمنطقة الغربية أن يحرك قوة لمواجهة الحوثيين، وخرجت كتائب كانت تابعة لما كان يسمى الفرقة الأولى مدرع وكتائب أخرجها علي الجايفي لكن تلك الكتائب وصلت إلى منتصف الطريق وتم استهداف الجنود، وقتل عدد منهم في كمائن، وانسحبت القوة تاركة سلاحها للحوثيين، في مؤامرة واضحة، وعندما طلبت استعادة سلاح القوة التي خرجت، قال القادة إن القوة تركت سلاحها واستولى عليه الحوثي، وكأن الأمر قد دبر لكي يستولي الحوثي على سلاح الكتائب، كما استولى على سلاح اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي في عمران".
وفي رده على سؤال " كيف تم ذلك وأنت القائد الأعلى للقوات المسلحة؟"، قال هادي "لم يكن الجيش في يدي".
وتؤكد تصريحات هادي بأن بدأ بالافصاح عن من كان له الدور إلى جانب المخلوع صالح في تسهيل عملية دخول الحوثيين إلى صنعاء.
ونفى هادي التهم التي وجهت له بأنه هو من سلم عمران وصنعاء للحوثيين.
وقال الرئيس اليمني: مشكلتنا مع الحوثي تتمثل في أنه يرى أن معه أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه، وهنا كيف تتفاهم ـ سياسياً ـ مع رجل يرى أنه مكلف من الله، ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية.
واتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خصومه الحوثيين بأنهم يحملون مشروعاً دينياً يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين، مكرراً اتهامهم بالارتباط بإيران.
وشدد هادي في الحوار على أن «الدولة الاتحادية» هي المخرج من الحروب والانقلابات التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسين سنة حسب تعبيره. مؤكداً على أن الحل العسكري بات مطروحاً بقوة بعد رفض الحوثيين لكل الحلول السلمية.
واتهم الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقيام بالانقلاب من أجل إجهاض مشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها تقضي على طموحاتهم في الانفراد بالسلطة والثروة.
وأكد أن «المجلس الانتقالي» الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي والذي يطالب بعودة دولة الجنوب ما قبل عام 1990، يعتبر في حكم المنتهي، وأن مخرجات الحوار الوطني قد أنصفت القضية الجنوبية وضمنت حلها.
وذكر أن إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دعم الحوثيين الذين ذكر انهم ينقضون اتفاقاتهم مع الحكومة بناء على تعليمات من طهران، مجدداً اتهام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإدخال الحوثيين صنعاء.
وذكر أن هناك تنسيقاً ضمن التحالف العربي لضبط الأمن في المناطق المحررة، مؤكداً أن عدم رغبة بعض الأطراف في إحراز تقدم عسكري في تعز يحسب على مكونات معينة هو ما يعيق تقدم المعارك في تعز.
وأكد الرئيس اليمني أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن منعت إعلان إفلاس البنك، ومن ثم انهيار الدولة في اليمن، متهماً الانقلابيين بمنع توريد إيرادات المناطق التي تحت سيطرتهم للبنك المركزي في عدن.
وقال هادي لصحيفة القدس العربي القطرية إن «الدولة الاتحادية» كفيلة بمعالجة القضية الجنوبية ومختلف القضايا الاهرى وهي مشروعنا الذي ندافع عنه، وهي التي تم التوافق عليها ضمن مخرجات الحوار الوطني، والمطالبة بها هي السبب في الانقلاب الذي قام به الحوثيون وعلي عبدالله صالح، والذي كان السبب وراء الحرب الدائرة حالياً في اليمن.. متهما القوى المتسلطة في المركز تريد أن تظل مسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية وسلطتها السياسية، وإقرار النظام الاتحادي يقضي على طموحات تلك القوى في السيطرة والاستحواذ على السلطة والثروة، لأنه نظام يجعل أهل كل إقليم يتحكمون بثرواتهم ويحكمون أنفسهم بأنفسهم بعيداً عن تسلط المتسلطين في المركز، ولذلك أشعل هؤلاء المتسلطون الحرب، وتحالفوا مع جماعة الحوثي الطائفية التي لها ارتباطاتها الخارجية للقضاء على طموحات اليمنيين في الدولة الاتحادية.
وقال "كنت أفكر دائماً وأنا شاهد على تاريخ من الحروب والصراعات أن «الدولة الاتحادية» ستكون حلاً لمشاكل اليمن، وناقشنا الفكرة مع مسؤولين ألمان، وأرسلنا بعد أن توليت الرئاسة ـ وأثناء الحوار الوطني ـ مبعوثين إلى ألمانيا لبحث الموضوع مع الألمان، بحكم خبرتهم في الأنظمة الاتحادية، ثم ترسخت الفكرة، وتم تطويرها من خلال نقاشات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، بما يتناسب مع الحالة اليمنية. واليوم تمثل الدولة الاتحادية حلاً للصراعات في اليمن لأنها توفر العدالة والمساواة، ولدينا نماذج في هذا الخصوص مثل إثيوبيا التي خرجت من الاحتراب إلى النموذج الاتحادي، واقتصادها اليوم يتقدم بشكل كبير، ودول أخرى فيها قوميات مختلفة وأديان مختلفة ولغات وأعراق مختلفة، ومع ذلك نجحت بعد أن اعتمدت النموذج الاتحادي في ولفت إلى أن الدولة الاتحادية هي التي ستحافظ على اليمن موحداً، وستبعد عنه مخاطر التقسيم، لأنها تضمن وحدة البلاد على أن تبقى سلطات كل إقليم التنفيذية والتشريعية والقضائية ضمن حدود الإقليم دون السيطرة على الأقاليم الأخرى، وكما كانت إحدى الشخصيات اليمنية تقول «وِحدة وكلٌ وَحده»، بما يعني بقاء أهل كل إقليم بسلطتهم وثروتهم داخل إقليمهم مع وجود حكومة اتحادية لها سلطاتها وثرواتها المحددة بقانون.
وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إنهم في اليمن يدركون جيداً خطورة المد الإيراني في المنطقة، ويسترجع بعضاً من مراسلاته ولقاءاته مع العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. ويؤكد: شرحت للأشقاء في السعودية في 2012 أن إيران ستسعى لتخريب المبادرة الخليجية لسببين: الأول: لأنها خليجية، والثاني: لأنه تم توقيعها في الرياض، وإيران لا تريد أي نجاح دبلوماسي للرياض في إيجاد حل سلمي في اليمن، وحدثت العاهل السعودي المرحوم عبدالله بن عبدالعزيز بذلك في لقاء بيننا بعد عودتي من نيويورك لحضور لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012. وقلت له إن إيران لا تريد للحوار الوطني أن ينجح. هي تريد الحرب لتتمكن من شيئين: الأول: جعل اليمن ممراً لزعزعة أمن واستقرار السعودية، ومن ثم السيطرة على مكة والمدينة وهو هدف استراتيجي لإيران، والهدف الثاني السيطرة على باب المندب الذي لو تمكنت من السيطرة عليه فإنها لن تكون في حاجة للسلاح النووي لأنها ستهدد بالسيطرة على باب المندب الملاحة البحرية.
ويستطرد الرئيس اليمني في سرد لقاءاته مع العاهل السعودي السابق عبدالله بن عبدالعزيز، قائلاً: في 2014 والحوثيون يسقطون عمران ذهبت في زيارة عاجلة إلى الرياض، والتقيت الملك عبدالله وطلبت المساعدة: طلبت 350 مليون دولار لقطاع الطيران الحربي، ومثلها للمدفعية والدبابات، وطلبت 435 مليون دولار لدعم صندوق الضمان الاجتماعي.
ووافق الملك على الطلبات وقال ادفعوا للأشقاء في اليمن هذه المبالغ وفوقها نصفها من عندي، لكن الأمور كانت قد تغيرت بشكل سريع وتحرك الحوثيون بعد سقوط عمران إلى صنعاء لإسقاطها.
وواصل هادي سرده للأحداث التي تلت سقوط العاصمة اليمنية في يد الحوثيين، ويذكر: بعد سقوط صنعاء، كانت المملكة العربية السعودية تريد أن تبرم اتفاقاً بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، لوقف تداعيات دخول الحوثيين صنعاء، ووافقت أنا على ما طلبت السعودية، وطلبت من السعوديين الجلوس مع صالح وعلي محسن، فجلسوا مع صالح ثلاث ساعات ومع محسن يمكن ساعتين لكن الاتفاق لم ينجح لأن علي عبدالله صالح كان يعد الأمور من أجل أن تتم سيطرة الحوثي ليس على صنعاء وحسب، ولكن على اليمن كلها.
ونفى هادي ان يكون سلم عمران للحوثيين، بل وذهب إلى التأكيد أنه وجه محمد المقدشي الذي كان قائداً للمنطقة الغربية أن يحرك قوة لمواجهة الحوثيين، وخرجت كتائب كانت تابعة لما كان يسمى الفرقة الأولى مدرع وكتائب أخرجها علي الجايفي لكن تلك الكتائب وصلت إلى منتصف الطريق وتم استهداف الجنود، وقتل عدد منهم في كمائن، وانسحبت القوة تاركة سلاحها للحوثيين، في مؤامرة واضحة، وعندما طلبت استعادة سلاح القوة التي خرجت، قال القادة إن القوة تركت سلاحها واستولى عليه الحوثي، وكأن الأمر قد دبر لكي يستولي الحوثي على سلاح الكتائب، كما استولى على سلاح اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي في عمران.
وأكد هادي وجود خلافات حقيقية، بين الحوثيين وعلي عبدالله صالخ قائلا “قد سال الدم بين الحليفين، كما سال من قبل في حروب صعدة، والحوثيون وصالح لا يجمعهم إلا مصلحة البقاء في السلطة، وإلا فإن الحروب الست بين الطرفين لا تسمح بقيام تحالف بينهما، ولولا أنهم اليوم يشعرون أنهم في قارب واحد لانفجر الصراع المسلح بينهم”.. مشيرا الى ان اي مواجهة مسلحة ستكون محسومة للحوثيين لأنهم أصبحوا أقوى من صالح الذي أدخلهم صنعاء لينتقم من خصومه، ولكن الحوثيين لم ينسوا الحروب الست بينهم وبين صالح، ولم ينسوا دم حسين الحوثي، فعملوا على إضعاف علي عبدالله صالح، وهم اليوم أقوى منه، وأي مواجهة بين الطرفين ستنتهي لصالح الحوثيين، لأن صالح فقد ثقة مؤيديه الذين يشعرون أنه باعهم للحوثيين، وفقد ثقة الجيش بعد أن تحالف مع الحوثيين وفرط في دماء شهداء الجيش في الحروب الست السابقة مع جماعة الحوثي.