الابتعاد عن مناطق نفوذ التنظيم في الجنوب..
"إخوان اليمن".. رسائل ممنهجة إلى مجلس القيادة الرئاسي.. ماذا تضمنت؟
الزبيدي يؤكد أن السلوك الإرهابي للمليشيات الحوثية وعدم اكتراثها بالمواثيق والعهود التي وقعتها أمام المجتمع الدولي، يضع الجميع أمام مسؤولية إنهاء هذا التهديد الخطير لأمن وطننا، واستقرار المنطقة العربية عموما.
بعد ساعات من قنص الحوثيين، مسؤولا عسكريا كبيرا في محافظة لحج جبهة يافع الحد، تعهد المجلس الرئاسي بهزيمة الإرهاب و"الانقلاب" ودراسة خطة سريعة.
ونعى المجلس الانتقالي، والقوات الجنوبية قائد اللواء الرابع دعم وإسناد العميد هدار الشوحطي، الذي قتل في عملية استهداف حوثية بجبهة الحد يافع، بالإضافة إلى مقتل 21 من عناصر القوات الجنوبية في هجوم "إرهابي" على حاجز أمني في مديرية أحور بمحافظة أبين.
وفي بيانات منفصلة أكد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، استمرار المعركة مع الإرهاب و"الانقلاب"، حتى تحقيق النصر وتثبيت الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
واعتبر نائب رئيس المجلس الرئاسي، عيدروس الزبيدي، العملية الحوثية الغادرة التي استهدفت العميد هدار الشوحطي في جبهة الحد يافع، "خرقًا سافرًا للهدنة الأممية من قبل المليشيات".
وأكد الزبيدي أن "السلوك الإرهابي للمليشيات الحوثية وعدم اكتراثها بالمواثيق والعهود التي وقعتها أمام المجتمع الدولي، يضع الجميع أمام مسؤولية إنهاء هذا التهديد الخطير لأمن وطننا، واستقرار المنطقة العربية عموما".
وأشار إلى أن "الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف الحاجز الأمني لقوات الحزام الأمني في مديرية أحور، يكشف حجم الضربات الموجعة التي ألحقتها قواتنا بالتنظيمات الإرهابية وعناصرها"؟
وتعهد باستمرار معركة القوات المسلحة الجنوبية "مع الإرهاب بمختلف أشكاله"، مؤكدًا أنها "لن تتوقف حتى تطهير كل شبر من أرض الجنوب من خطر التنظيمات الإرهابية، وتأمين حدوده من المليشيات الحوثية، وصولاً إلى النصر المنشود".
وفي السياق نفسه، ندد نائب رئيس المجلس الرئاسي قائد ألوية العمالقة العميد عبدالرحمن المحرمي، بـ"اختراق" مليشيات الحوثي للهدنة بقنص قائد اللواء الرابع دعم وإسناد العميد هدّار الشوحطي، بالإضافة إلى هجوم أبين "الإرهابي" الذي راح ضحيته "كوكبة" من قادة وجنود الحزام الأمني.
وفيما وصف المحرمي، الحادثين بـ"الغادرين"، أشاد بتضحيات العميد هدار الشوحطي الذي قال إنه يعتبره "قائدا فذّا وشجاعاً لا يُشقُّ له غُبار، تقدم صفوف مقاتليه في جبهات القتال للدفاع عن حياض الوطن، وكان له دور كبير في تحرير العاصمة عدن ومحافظة لحج".
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح، وقوفه إلى جانب المجلس الانتقالي ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن "محافظة أبين ستنتصر على الإرهاب وسيجر الإرهابيون ذيول الهزيمة".
وتعد القوات الجنوبية وقوات العمالقة وقوات المقاومة الوطنية هي أقوى قوات مسلحة على الأرض في اليمن، وذات حضور عسكري وثقل سياسي ولها أدوار محورية ورئيسية في مواجهة التنظيمات "الإرهابية" والانقلاب الحوثي.
هجوم تنظيم القاعدة في أبين لاقى تنديدًا رسميًا واسع النطاق، فرئيس الحكومة اليمنية ووزراء الدفاع والداخلية والإعلام وحقوق الإنسان شددوا على ضرورة رفع اليقظة العالية في محاربة التنظيمات الإرهابية.
ووجه رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبدالملك، بتعزيز "اليقظة الأمنية والاستمرار في ملاحقة العناصر الإرهابية ومتابعتها وضبطها "لتجفيف منابع الإرهاب وتتبع عناصره الضالة".
وأكد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري أن هجوم أبين، لن "يثني القوات المسلحة من محاربة التنظيمات الإرهابية وملاحقة عناصرها إلى أوكارها وتطهير الوطن من عبثها وإجرامها".
وشدد الداعري على اليقظة ورفع الجاهزية القتالية والاستنفار للتصدي لأي تهديدات أو عمليات إرهابية مماثلة تستهدف القوات المسلحة والأمن، مؤكدًا ضرورة التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية والأمنية، حتى تتمكن من مواجهة الإرهاب، وردع كل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار في المحافظات المحررة.
قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد قال إن القوات الجنوبية تدرس "خطة للرد السريع" للثأر لضحايا العملية "الإرهابية" لتنظيم القاعدة في "مقاطين” بمديرية أحور الساحلية.
وفي تقرير آخر لموقع 24 إن حزب الإصلاح اليمني يحاول خلط الأوراق في الجنوب من أجل الاستيلاء على موطن نشاطها ويأتي توقيت هذه الهجمات ليؤكد العلاقة الخفية بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح الإخواني في اليمن.
حيث كشفت وكالة فرانس برس عن مقتل 21 من مقاتلي القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فيما تمت تصفية 8 من عناصر القاعدة الإرهابية وأسر من تبقى منهم.
وأكد مصدر أمني حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف نقطة أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أمس الثلاثاء، إلى 27 قتيلاً من الجانبين، وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي الجنوبي محمد النقيب لصحيفة العرب إن المسلحين استخدموا قذائف صاروخية وأسلحة خفيفة ومتوسطة ومركبات عسكرية لمهاجمة نقطة تفتيش أمنية في مديرية أحور بالمحافظة".
وذكرت أن التنظيم الإرهابي لا يخفي قلقه من التحولات التي يشهدها اليمن، منذ تسلم مجلس القيادة الرئاسي لمهامه في أبريل(نيسان) الماضي، وازدادت هواجسه مع التطورات الميدانية في شبوة وأبين، حينما بسطت قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس(آب) الماضي سيطرتها على أنحاء واسعة من المحافظتين.
وفي موقع سبوتينك الروسي، قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، إن "التضحيات التي يقدمها الجنوب اليوم من شبابه ومنتسبي وقادة قواته المسلحة، هي ثمن طبيعي للوصول إلى هدف شعب الجنوب في نيل حريته واستقلاله".
واعتبر أن ما تعرضت له القوات الأمنية الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من عملية إرهابية نفذتها عناصر مسلحة تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية المحفد بمحافظة أبين، بمثابة رد طبيعي ومتوقع من التنظيمات الإرهابية والقوى المتخادمة معها كتنظيم الإخوان، على حملة "سهام الشرق" التي تنفذها القوات الجنوبية لتعقب العناصر الإرهابية في بعض مناطق محافظة أبين، والتي قدمت إليها من المناطق الحدودية اليمنية كمأرب والبيضاء.
وأضاف أن "القوات الجنوبية قدمت تضحيات كبيرة في التصدي للعناصر الإرهابية، وأنها ستواصل جهودها حتى تأمين كامل محافظات الجنوب، والرد على هذه العملية الإرهابية سيكون قاسياً".
وألمح صالح إلى تورط تنظيم الإخوان في اليمن في دعم التنظيمات الإرهابية سراً وعلناً، وهذا يتضح جلياً من خلال الدعم الإعلامي المقدم لهذه التنظيمات ومحاولة تبرير جرائمها بصورة مستمرة، ناهيك عن تعمدها استهداف القوات الجنوبية والتحريض عليها عبر حملات إعلامية واسعة ومنظمة.
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قال الكاتب اليمني محمود الطاهر: إن الهجوم تزامن مع إصدارات مرئية لتنظيم القاعدة يهدد فيها المجلس الرئاسي اليمني والسعودية في الوقت نفسه، ويأتي ذلك تباعاً لصفقات واتفاقيات عقدها الحوثي وتنظيم القاعدة"، مشيراً إلى أن هناك تناغماً شهدته الفترة الأخيرة بين التنظيمات الإرهابية والجماعة الحوثية، في سياق السعي لإفشال مجلس القيادة الرئاسي.
وأضاف "أعتقد أن تنسيقاً ما حصل؛ لأن مهمة إفشال مجلس القيادة تأتي من الداخل، ومن ثم لزعزعة الأمن والاستقرار، وما حدث هو بداية لمزيد من محاولات إرباك المجلس بهدف إضعافه"، كما لفت إلى وجود تخادم بين الحوثيين والقاعدة لاستهداف جهود بسط الأمن والاستقرار في المناطق اليمنية المحررة، مؤكداً أن هذا "أصبح متعارفاً عليه، فعندما تصل المكونات اليمنية لمرحلة توافق معينة نجد مثل هذه العمليات".
ومن جهته، قال محمد الغيثي الذي يشغل منصب رئيس هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي، إن "السلام في بلاده لن يتحقق إلا بقطع دابر الإرهاب، والقضاء الكامل على أذرعه وداعميه"، وشدد في تغريد على حسابه الشخصي بموقع تويتر، على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية تجاه مكافحة الإرهاب، ومواجهة ما وصفه بـ"التهديد المشترك بالغ الخطورة".
يذكر أنه في 22 أغسطس(آب) الماضي، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق عملية عسكرية أسماها "سهام الشرق" لتأمين محافظة أبين من العناصر الإرهابية، وتشهد المديريات الوسطى في محافظة أبين نشاطاً لتنظيم القاعدة، وتشن عناصره بين الحين والآخر هجمات إرهابية على الجيش والأمن تخلف عادةً ضحايا من العسكريين، ما دفع القوات اليمنية إلى تنفيذ حملات على أوكار التنظيم.