قطر تشرعن لهجمات إرهابية في عدن..
الحوثيون وإخوان اليمن.. مخططات استهداف الجنوب إرهابياً بتهمة التطبيع مع إسرائيل
إعلام الدوحة يعد ترميم مقبرة اليهود تطبيعاً مع تل أبيب والصحافي أحمد شلبي يؤكد أنه أصبح هدفا للتنظيمات الإرهابية جراء التحريض عليه من مختار الرحبي وأحمد الشلفي ومحمد العماد
لم يدر الصحافي الشاب أحمد شلبي ان حديثه عن إعادة ترميم مقبرة اليهود في حي المعلا بالعاصمة عدن، قد تجعله القنوات القطرية والإيرانية "مادة إعلامية دسمة"، تحرض من خلالها عليه كصحفي وعلى الشعب الجنوبي بتهمة التطبيع لإسرائيل، وتمنح التنظيمات المتطرفة مشروعية لاستهداف الجنوب بالهجمات الإرهابية بدعوى التطبيع مع إسرائيل.
الصحافي أحمد شلبي تلقى خلال الأيام الماضية تهديدات بالتصفية الجسدية وذلك في اعقاب نشر وسائل إعلام قطرية وإيرانية تقارير تصفه بأنه قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، زاعمة ان حديثه عن إعادة ترميم مقبرة اليهود كجزء من تأريخ وأرث عاصمة الجنوب، يمثل عملية تطبيع مع إسرائيل.
مصادر سياسية لـ(اليوم الثامن): قطر تريد منح الحوثيين مشروعية اجتياح عدن بمزاعم محاربة القوات الإسرائيلية |
ترميم مقبرة اليهود في عدن
خلال الأعوام الماضية تعرضت مقبرة اليهود الواقعة في مدخل شارع الشهيد مدرب بالمعلا، والمحاذية لدوار شركة النفط الوطنية، لأعمال تدمير جراء تهدم سورها، الأمر الذي دفع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في الـ20 من مارس/ آذار الماضي، الى توجيه السلطات في العاصمة بضرورة إعادة ترميم سور المقبرة، التي تعتبر واحد من أهم المعالم الأثرية في الجنوب والتي تؤكد على "التعايش والسلام" الذي عاشته المدينة قبل تعرضها للغزو والحروب الممنهجة خلال نصف قرن من الزمان.
وقال مختار اليافعي - نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي "إن بدء العمل لصيانة وتأهيل المقبرة جاء تنفيذا لتوجيهات الرئيس الزبيدي حفاظاً على المقبرة وتقديساً لأرواح ساكنيها، معتبرا ذلك رسالة يقدمها (الرئيس) الزُبيدي بأن عدن مدينة مسالمة ولا يمكن الإضرار بأي من المقدسات الدينية لكل الديانات السماوية".
قال اليافعي "إن المقبرة اليهودية في عدن هي جزء من أرث تأريخي لبلادنا، كانت الجالية اليهودية تقيم في عدن مثلها مثل أي بلد عربي، كان الديانة اليهودية تعيش الى جانب المسلمين في سلام وتعايش".
تهديدات تطال الصحافي أحمد شلبي
تلقى الصحافي أحمد شلبي تهديدات بالتصفية وذلك عقب أيام من بث قنوات تابعة للحوثيين والإخوان، تقارير تحدثت عن ان شلبي قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد دعا إلى التطبيع مع إسرائيل".
ووصلت العديد من الاتصالات والرسائل على هاتف شلبي تتوعده بالتصفية الجسدية".
وتابع محرر صحيفة اليوم الثامن التقرير الذي بثته قناة كان الإسرائيلية، تبين ان الزميل أحمد شلبي لم يتحدث مطلقا عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، لكنه اعتبر ترميم المقبرة بأنها خطوة من القيادة السياسية الجنوبية للحفاظ على أرث تاريخي مرتبط بتأريخ الجنوب".
مصادر سياسية لـ(اليوم الثامن): قطر تريد منح الحوثيين مشروعية اجتياح عدن بمزاعم محاربة القوات الإسرائيلية |
وتبين قيام صحافيين يمنيين مرتبطين بقطر وإيران، بالتحريض بشكل ممنهج على قتل الصحافي شلبي من خلال تناول اسمه في تقارير في منصات إخبارية يديرها هؤلاء الصحافيون.
وعلى مدى أسبوع اشرف محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة القطرية احمد الشلفي، ومدير قناة المهرية الإخواني مختار الرحبي ومدير قناة الهوية الحوثية محمد العماد بالتحريض على قتل الصحفي شلي.
وبثت القنوات الإخبارية والمنصات الصحافية على مدى أسبوع كامل سلسلة من التقارير التي زعمت من خلالها ان "رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، اطلق إشارة جديدة للتطبيع مع إسرائيل، عبر خطوة فعلية أعلن من خلالها استعداده لإقامة علاقات مباشرة مع تل أبيب".
وعلى الرغم من ان التوجيهات التي أصدرها الزبيدي مر عليها أكثر من ستة أشهر، الا ان القوات الإخوانية والحوثية والقطرية والإيرانية، زعمت انها توجيهات حديثة (أغسطس آب) والمتمثلة بترميم مقبرة اليهود في مديرية المعلا بالعاصمة عدن، في خطوة زعم الاعلام القطري والإيراني بأنها مغازلة جديدة لرئيس الكيان الانفصالي لإسرائيل.
وقالت قناة عدن المستقلة إن "الزبيدي وجه بسرعة ترميم مقبرة اليهود، وتوفير الحماية اللازمة لها وغيرها من المعابد والكنائس في عدن، والضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث بها"، لكن الاعلام القطري والإيراني اعتبر تلك التوجيهات تأكيدا على تطبيع المجلس الانتقالي الجنوبي مع الكيان الإسرائيلي.
وقال أحمد شلبي لصحيفة اليوم الثامن إنه تلقى تهديدات بالقتل من عناصر متطرفة بتهمة التطبيع مع إسرائيل".. نافيا ان يكون قد أشار في حديثه إلى أي شكل من اشكال التطبيع وانما تمحور حديثه حول التعايش الذي تنشده دولة الجنوب المستقبلية مع مختلف الأديان، على اعتبار ان ذلك يمثل ارثا وطنيا.
"الصحافي الجنوبي أحمد شلبي يتعرض لتهديدات من جماعات متطرفة على خلفية تعليقاته على إعادة ترميم مقبرة اليهود في العاصمة عدن" |
قطر ترعى تحريض الإرهاب على الجنوب
الموظف في قناة الجزيرة القطرية واحد ابرز اعلاميها جمال ريان، وضع جملة من التساؤلات حول ما زعم انه تواجد قوات إسرائيلية في (جنوب اليمن)، تساؤلات سبق عملية إرهابية نفذها تنظيم انصار الشريعة (القاعدة) قرب ميناء شقرة بأبين، خلف الهجوم 21 شهيداً بينهم مسؤول أمني كبير وعدد من الجرحى.
وقال ريّان في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": "بأي حق تصول وتجول قوات عسكرية اسرائيلية في جنوب اليمن ، جنبا الى جنب مع القوات المدعومة اماراتيا".
مضيفا: "وبأي حق يقصف ويدمر سلاح الجو الاسرائيلي المدن في سوريا، ولماذا تلتزم الجامعة العربية الصمت؟".
صحف إخوانية يمنية ممولة قطرياً، زعمت ان إعادة ترميم مقبرة اليهود في عدن، يمثل تطبيعا مع إسرائيل، على الرغم من ان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سبق وأعلن موقفه من التطبيع مع إسرائيل قبل نحو عامين، حيث تمثل الموقف في ان الجنوب حين يكون دولة مستقلة سيكون قرار التطبيع من عدمه يعود الى السياسة الدولة حينها وليس الآن.
لكن التحريض القطري والإيراني من بوابة إعادة ترميم مقبرة اليهود في حي المعلا بالعاصمة، ليس منطقياً، فعملية الترميم جاءت ضمن اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بحماية الإرث التاريخي لمدينة التعايش والسلام (عدن) التي عرفت "قبل الغزو اليمني "بمدينة للتعايش والسلام قبل ان تسلب منها هذه الصفة عقب احتلالها في 7 يوليو 1994م".
ويبدو أن عملية تأمين شبوة وأبين وقطع الطريق على تهريب المشتقات النفطية مثل ضربة قاصمة للأذرع الإيرانية والقطرية، قد دفع الدوحة الى استثمار الحديث عن ترميم المقبرة لتحريض المتطرفين على شن هجمات ضد الجنوب، لكن قطر التي تخوض حروبا عدائية ضد الجنوب وجيرانها في الخليج، عملت خلال أغسطس (آب) على إعادة نبش ماضي الصراعات السلطوية في الجنوب، لكن ذلك قوبل بردة فعل شعبية عنيفة رافضة لسياسة قطر الإعلامية والسياسية تجاه الجنوب.
ويرفض الجنوبيون كل وسائل الابتزاز السياسي والإعلامي الذي يمارسه الحوثيون والإخوان ويؤكدون على ان الجنوب ماضٍ في مشروع الاستقلال.