احتجاجات إيران..

"ملالي إيران" يواجه أزمة سياسية جديدة.. اغتيال "مهسا أميني" يشعل 30 مدينة بالتظاهرات

"أثار موت الصبيّة الكردية الإيرانية غضبا كبيرا في إيران؛ فالشابة التي كانت برفقة أخيها قرب محطة مترو أثناء رحلة عائلية للعاصمة طهران، انتهى بها المطاف ميتة أثناء احتجازها"

الفتاة مهسا أميني وفي الخلف تظاهرات حاشدة في إيران تندد بسياسة النظام الدكتاتورية - أرشيف

محرر الشؤون الإقليمية
محرر الشؤون الاقليمية والملف الإيراني
طهران

يواجه النظام الإيراني أزمة سياسية متصاعدة، جراء توسعة التظاهرات الغاضبة، وذلك في اعقاب تورط نظام إبراهيم رئيسي في اغتيال الناشطة المدنية مهسا أميني، واتسعت رقعة الاحتجاج في إيران بشكل كبير في مدن رئيسية، وأحياء محسوبة على الحرس الثوري في العاصمة طهران، التي انتفضت ضد نظام خامنئي.

وأظهرت تسجيلات مرئية اعيد نشرها على منصات صحيفة اليوم الثامن، الإيرانيين وهم يهتفون ضد نظام الملالي واضرم النيران في صور رموز النظام، في تصاعد للاحتجاجات الشعبية المنددة باغتيال مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي لقت حتفه قبل أيام بعدما ألقت القبض عليها وحدة الشرطة المكلفة بتطبيق قواعد اللباس الصارمة التي يفرضها النظام الإيراني على النساء، بما في ذلك إلزامية وضع الحجاب في الأماكن العامة.

وأثارت وفاة أميني التي دخلت في غيبوبة بعد احتجازها بتهمة ارتداء الحجاب بشكل ”غير لائق“، احتجاجات عنيفة وانتقادات لاذعة، وقد عرفت شوارع العاصمة طهران احتجاجات ردًا على وفاة الشابة.

وكانت مهسا أميني ، تجري زيارة إلى طهران مع عائلتها عندما أوقفتها وحدة من ”شرطة الأخلاق“ المكلفة بتطبيق التزام الإيرانيات بارتداء الحجاب.

وقال شقيقها في تصريح لموقع ”إيران واير“ إنه كان ينتظرها أمام مركز الشرطة عندما شاهد سيارة إسعاف تخرج من المقر وتقلّ شقيقته إلى المستشفى، مضيفًا أنه علم بأنها تعرّضت لنوبة قلبية ودماغية وبأنها دخلت في غيبوبة.

وأكدت شرطة طهران في بيان لها أن أميني أوقفت مع نساء أخريات لإعطائهن ”شروحًا وتوجيهات“ حول اللباس الواجب ارتداؤه في الأماكن العامة.

وبعد ذلك، أضافت شرطة طهران في بيانها تعليقًا على حالة أميني الصحية: ”لقد عانت فجأة من مشكلة في القلب.. ونقلت على الفور إلى المستشفى“.

وقبل التلفزيون الرسمي الإيراني في بيان له: ”للأسف ماتت وتم نقل جثتها إلى معهد الطب الشرعي“.

ووفقًا لما نقلته وكالة ”فرانس برس“، لم يتضح على الفور ما حدث بين وصول الشابة إلى مركز الشرطة ونقلها إلى المستشفى.

وقبل الإعلان عن الوفاة، أشارت الرئاسة الإيرانية في بيان إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي أوعز إلى وزير الداخلية بالتحقيق في المسألة.

بينما كشفت الناشطة الحقوقية الإيرانية مسيح علي نجاد، أن الفتاة دخلت في غيبوبة بسبب ”تعرضها لضرب مبرح“ بعد أن تم توقيفها من قبل ”شرطة الأخلاق“.

وأثار موت الصبيّة الكردية الإيرانية غضبا كبيرا في إيران؛ فالشابة التي كانت برفقة أخيها قرب محطة مترو أثناء رحلة عائلية للعاصمة طهران، انتهى بها المطاف ميتة أثناء احتجازها.

ذاك النشاط العادي جدا الذي كانت تقوم به الشابة، مهسا أميني، والمصير المأساوي الذي لقيته إثر اعتقالها لمخالفتها قانونا عمره أربعة عقود تقريبا يفرض زيا موحّدا على نساء الجمهورية، هو ما أثار غضب كثيرين. 

توضّح الصحفية المختصة بشؤون المرأة، الإيرانية فاراناك أميدي، لبي بي سي عربي، أن ما حدث "أمرٌ مخيف لأنه يمكن أن يحدث لأي امرأة.. لأي امرأة ترتدي ما يعرف بالحجاب السيء.. أو باد حجاب كما يعرف محليا".

تشرح الصحفية أميدي أن السلطات الإيرانية استخدمت مصطلح "الحجاب السيء" لاعتقال أي امرأة لا تظهر في المجال العام على الهيئة التي حددتها السلطة للمرأة الإيرانية".وهذا يعني أن القانون الذي يفرض الحجاب "يستهدف أيضا النساء المحجبات اللاتي يضعن الحجاب، لكن ليس بالشكل الذي تروّج له السلطة".

واتهم والد مهسا أميني، السلطات الإيرانية بالكذب، وفي مقابلة تلفزيونية، قال أمجد أميني إنه لم يُسمح له بالاطلاع على تقرير تشريح جثة ابنته، ونفى أنها كانت في حالة صحية سيئة.

وقال إن شهودا أبلغوا الأسرة بأنها تعرضت للضرب في حجز الشرطة.

قال والد الفتاة الضحية إن "شقيقها كياراش، البالغ من العمر 17 عاما، والذي كان موجودا عندما كانت محتجزة، قيل له إنها تعرضت للضرب".

وقال أميني "كان ابني معها. قال بعض الشهود لابني إنها تعرضت للضرب في الشاحنة وفي مركز الشرطة".

وأضاف "توسل ابني إليهم ألا يأخذوه ، لكنه تعرض أيضًا للضرب ، ومزقت ملابسه".

وقال "طلبت منهم أن يطلعوني على محتوى الكاميرات التي يحملها ضباط الأمن، وقالوا لي إن "بطارية الكاميرات قد نفدت".

وقالت السلطات الإيرانية إن أميني كانت ترتدي ملابس غير محتشمة وقت اعتقالها.

لكن أميني قال إنها "كانت ترتدي معطفا طويلا على الدوام".

استنادًا إلى التقارير الواردة من داخل إيران والمراقبة والرصد من قبل نيت بلوكس NetBlocks، عطل النظام بشدة الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء البلاد حيث بدأ حملة واسعة النطاق على المظاهرات.

وفي أعقاب الانتفاضات الغاضبة في 19 و 20 سبتمبر، اعترفت قوى النظام المحبطة بغضب "الأعداء والمعارضين الذين يجلسون في الكمين"، وأكدت أن المحتجين "استهدفوا أمن النظام".

ويعكس صمت خامنئي عن الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد في تصريحاته في 21 سبتمبر / أيلول مخاوفه من استمرار الانتفاضة التي تدخل الآن يومها السابع، أي أطول من انتفاضة نوفمبر 2019.

وأفادت مصادر إخبارية مختلفة عن مقتل العشرات وإصابة المئات واعتقالهم خلال الاحتجاجات التي أثارت الغضب في جميع أنحاء إيران. الغضب يتصاعد في الشوارع ويبدد أي مخاوف قد تكون لدى الناس من قوات الأمن التي لا تعرف الرحمة.

وعادة ما تبدأ الاحتجاجات في الجامعات في الصباح ثم تبدأ في الاحتجاج في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد من وقت متأخر بعد الظهر إلى الليل. 

 وتفيد الانباء عن احتجاجات في أكثر من مائة مدينة عبر 30 محافظة في إيران. بما في ذلك طهران، مشهد، كرمانشاه، الأهواز، أصفهان، قنباد كاووس، باكداشت، بيرجند، شيرفان، قشم، جرمسار، تبريز، باوه، أوشنفيه، شهرود، نظام أباد (طهران)، تونكابون، ديجاب، قوتشان، أنزالي، سنندج، قائمشهر، زاهدان، أردبيل، همدان، أبهار، نوشهر، شاهساور، سوه، مهاباد، إسلام آباد غرب، بابول، أمول، نزياباد (طهران) أرومية، فارامين (طهران)، كاشان، بوجنورد، ششتار، خرم آباد، سرابليه، لانغارود، دهلوران، زارين شهر، سيرجان، شيراز، كرمان، باراند، دزفول، بوكان، رضوان شهر (جيلان)، تاليش، لاهيجان، جوناباد، سمنان، مرند، بندر عباس، ماند، شهر ري، كرج، قم، نوبهار (كرمانشاه)، رشت، قوتشان، مروداشت، رفسنجان، بهبهان، وبعض البلدات والمدن في محافظة مازندران. 

قُتل العشرات من الإيرانيين العزل الذين احتجوا على عنف النظام وقتل مهسا أميني في الحجز.

وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يصدون قوات الأمن في العديد من المدن.

تقوم القوات الأمنية المنهكة في الشوارع باعتقالات واسعة النطاق من خلال مهاجمة منازل خاصة في أحياء مختلفة. كانوا يرتدون ملابس مكافحة الشغب، ودخلوا بعنف المنازل واعتقلوا السكان الذين يشتبهون بهم.

واستمر إضراب عام في 14 مدينة، معظمها في كردستان، لليوم الرابع على التوالي.

· تظهر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض العديد من مراكز الشرطة للنهب والحرق من قبل المتظاهرين الذين ردوا على عنف قوات الأمن. تعرضت مكاتب الحكومة في أمول وهمدان للهجوم. تم إحراق مراكز الشرطة في بابل وتبريز ومشهد وثلاث مدن أخرى على الأقل. 

· رفض المتظاهرون بأغلبية ساحقة الديكتاتورية الدينية وطالبوا بموت المرشد الأعلى علي خامنئي في جميع المواقع تقريبًا وكان شعار "الموت لخامنئي" هو الشعار الرئيسي.

كما أشار المتظاهرون إلى رفض أي نوع من الديكتاتورية بعبارة "الموت للمظلوم، سواء كان الشاه أو ولي الفقيه". 

· واصلت النساء قيادة جميع الاحتجاجات، متحدين وحشية قوات أمن النظام وحثوا الإيرانيين على الانتفاض ضد النظام. تُظهر العديد من المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرات يقودن المتظاهرين ضد قوات الأمن. 

· تمت مصادرة عشرات من سيارات الشرطة وعربات النقل والحافلات وإحراقها في العديد من المدن في أنحاء إيران. في إحدى الحالات، تم إيقاف سيارة إسعاف كانت تنقل المتظاهرين المحتجزين بدلاً من الجرحى في رشت، وتم تحرير المعتقلين، واشتعلت النيران في السيارة. 

· تم هدم ملصقات دعائية كبيرة لخامنئي، وقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني ورموز أخرى للنظام وإحراقها في العديد من مراكز الاحتجاج، بما في ذلك مسقط رأس المجرم سليماني كرمان. وتم حرق صورة لمؤسس النظام الذي يحتقره الإيرانيون الخميني بينما كان الناس يهتفون بشعارات مناهضة لنظام الملالي في مدينة ساري الشمالية. 

· واجهت قوات أمن النظام غضب المتظاهرين الذين أساءوا معاملتهم في رشت وأرمية وطهران وقشم، حيث تعرضوا للضرب والإبعاد. 

· كان هناك أكثر من مليونين تغريدة حول وفاة مهسا أميني بعد الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام على إثرها حتى يوم الإثنين والعديد غيرها منذ ذلك الحين، متجاوزة بذلك أي موضوع آخر بشكل خاص بين المستخدمين الإيرانيين. وفي يوم الأربعاء، كان هاشتاغ مهسا أميني قد وصل لأكثر من 2.23 مليون تغريدة. 

 وتشارك وحدات المقاومة التابعة لشبكة مجاهدي خلق في إيران بنشاط في الاحتجاجات. تم إجراء مقابلة مع عدد من أعضاء وحدات المقاومة منها تلفزيون TF1 في فرنسا معربًا عن تصميمهم على مواصلة الاحتجاجات حتى سقوط الديكتاتورية الدينية.

وقالت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، مشيدة بالانتفاضة الشجاعة والمتظاهرين، إن بنات ونساء إيران في طليعة الانتفاضة إلى جانب الرجال والشباب يجبرون القوى القمعية على التراجع.، هذه الانتفاضة تبشر بقيام جمهورية ديمقراطية تقوم على سيادة الشعب والمساواة.

وأشارت إلى أن تضامن مختلف شرائح الشعب في استمرار الانتفاضة أقوى ألف مرة من القمع والترهيب الذي مارسه نظام خامنئي.