أذرع إيران تقدم شروطا لتمديد..

مجلس القيادة الرئاسي يظهر موقفاً مسؤولاً حيال جهود تمديد الهدنة الأممية

كد الرئيس الزبيدي أن مجلس القيادة الرئاسي نفذ ماعليه من التزامات تجاه الهدنة، وتعاطى بإيجابية مع جهود المجتمع الدولي لتمديدها، مشددا على أن الحديث عن إعادة تجديد الهدنة في ظل تعنت المليشيات غير مجد

السيد الرئيس عيدروس الزبيدي يترأس اجتماعا لمناقشة مع السفير البريطاني - أرشيف

خلود محمد
محررة أخبار في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
الرياض

أظهر مجلس القيادة الرئاسي موقفاً مسؤولا حيال الجهود التي تبثها الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة في الازمة اليمنية، وذلك في اعقاب تقديم ميليشيات الحوثي – أذرع إيران في اليمن – شروطاً لاستمرارها، حيث اشترطت أذرع طهران في صنعاء، صرف مرتبات اليمنيين من ثروات الجنوب النفطية، وهو الأمر الذي يتوقع يعرقل تمديد الهدنة الأممية التي كانت قد دشنت في مطلع ابريل نيسان الماضي ومددت حتى سبتمبر أيلول الجاري، وسط ترقب لتمديدها أو استئناف القتال مجددا.

وعلى هامش زيارة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الى الرياض، استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، الخميس، سعادة ريتشارد أوبنهايم سفير المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى اليمن ومساعده.

واستعرض اللقاء مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية في المحافظات المُحررة، وجهود مجلس القيادة الرئاسي لاستتباب الأوضاع وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وجهود الحكومة لإنعاش الوضع الاقتصادي وتحسين الخدمات.

وجرى خلال اللقاء، مناقشة مساعي الأمم المتحدة والمجتمعين الإقليمي والدولي لتمديد الهدنة الأممية، وبهذا الخصوص أكد الرئيس الزُبيدي أن الحديث عن تمديد الهدنة في ظل غطرسة وتعنت المليشيات الحوثية وتنصلها عن الالتزام بتعهداتها سيظل مجرد حبرا على ورق، داعيا المجتمع الدولي إلى تبني موقفٍ جادٍ يُجبر المليشيات على تنفيذ كامل التزاماتها المتعلقة بالهدنة دون تلكؤ أو مواربة.

وأكد الرئيس الزبيدي، خلال اللقاء أن مجلس القيادة الرئاسي نفذ ماعليه من التزامات تجاه الهدنة، وتعاطى بإيجابية مع جهود المجتمع الدولي لتمديدها، مشددا على أن الحديث عن إعادة تجديد الهدنة في ظل تعنت المليشيات غير مجد، ولا ينبغي أن يستمر مسلسل منح الفرص للمليشيات الرافضة لدعوات السلام على حساب الشعب.

كما ناقش اللقاء أيضا، الأوضاع في محافظة شبوة، حيث جدد الرئيس الزُبيدي التزام مجلس القيادة الرئاسي بدعم السلطات المحلية بقيادة المحافظ الشيخ عوض العولقي، لتطبيع الحياة وترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة.

وتطرق اللقاء كذلك، إلى تطورات الأوضاع في محافظة أبين عقب الانتصارات الكبيرة التي حققتها عملية "سهام الشرق" في دحر عناصر التنظيمات الإرهابية من أغلب مناطق المحافظة.

من جانبه التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، اليوم في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، سفير المملكة المتحدة لدى بلادنا ريتشارد اوبنهايم.

 

وناقش اللقاء مستجدات الأوضاع اليمنية، ومسار الهدنة الانسانية، وفرص تجديدها في ظل خروقات المليشيات الحوثية واستهتارها بمعاناة اليمنيين.

وأكد العرادة أن المجلس الرئاسي قدم الكثير من التنازلات من أجل إحلال السلام والاستقرار، والتخفيف من المعاناة الإنسانية في البلاد، مؤكدا ضرورة الضغط على المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني للوفاء بالتزاماتها بموجب الاعلان الأممي، بما في ذلك فتح طرق تعز وباقي المحافظات، ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عوائد موانئ الحديدة.

من جانبه جدد السفير اوبنهايم دعم بلاده للمجلس القيادة الرئاسي.. مثمناً الخطوات التي يقوم بها المجلس من أجل تسهيل الوصول الى الحل السياسي وتجاوز التحديات التي تقف في سبيل ذلك.

ويبدو ان المجلس الانتقالي الجنوبي هو القوة الجبالية التي يتوقع ان تفرض السلام على الجنوبيين، حيث يؤكد موقع  أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد أصبح قوة عسكرية وأمنية وازنة فوق كثير من بقاع الأرض بالجنوب، وأضحى رقما سياسيا فاعلا يستعصي على خصومه وخصوم القضية الجنوبية برمتها انتزاعه من على الخارطة السياسية التي تشكلت وتتشكل تباعاً، ولكن هذا لا يعني أبدا أنه قد أصبح بمأمن من خصومه بالداخل أو حتى من بعض حلفائه الاقليميين، فبرغم كل ما حققه من مكاسب داخلية وخارجية إلّا أنه ما يزال في دائرة الاستهداف وعلى تخوم الخطر الحقيقي قد تودي به أو على الأقل تقضم من رصيد ما حققه وتفرمل من جموح حركته أرضاً. فما يجري اليوم في الرياض من عملية إعادة تشكيل ومراجعة لعمل وهيكل مجلس القيادة الرئاسي يُـنبى بأن ثمة ما يحاك ضد الانتقالي هناك بعد قرابة شهرين من هروب معظم أعضاء المجلس الرئاسي إلى الرياض مغاضبين حانقين من النتائج التي انتهت بها الأحداث الأخيرة في محافظتي شبوة وأبين لمصلحة الطرف الجنوبي، وطيلة شهرين من الشكوى والتحريض ضده وضد ورئيسه من بعض أعضاء المجلس لدى الجانب السعودي، كل هذه الأمور تشي بأن ضغوطات كبيرة يتعرض لها الانتقالي ورئيسه هناك تستهدف انتزاع منه تنازلات للطرف الآخر تحت ذريعة الحفاظ على تماسك المجلس الرئاسي وحُـجة مجابهة الحوثيين وضرورة التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة مع الحوثيين

وقالت ناشطة يمنية "إن الإستقبال الباهت الذي تعمدت السلطات السعودية ان يُـستبقل به السيد عيدروس الزبيدي في الرياض إلّا عنوانا لا تخطئه عين لماهية ما جرى وسيجري هناك)".

وأكد موقع شبوة برس أن إصلاح يبذل قصارى جهده من الابتزاز بوجه السلطات السعودية والتلويح بإفشال مجلس القيادة وبفتح قنوات تواصل مع الحوثيين، والغرض من كل هذا الحصول على وضع مريح داخل مجلس الرئاسة على حساب حصة ودور الانتقالي.

قد لا يفلح حزب الإصلاح بالفوز بكل ما يتوخاه، بسبب صلابة الانتقالي والممانعة الإماراتية الكبيرة، ولكن من المؤكد انه أي حزب الإصلاح سيفوز ببعض منها، خصوصاً و أن الجانب السعودي ما يزال أسيرا لابتزاز شركائه، و يرى في الإصلاح حليفا مفترضا-- ولو على مضض- في هذه المرحلة المهمة وخشية من أن يشبك علاقات من خلف الستار مع الحوثيين. فكثير من قيادات وكوادر الحزب تعلنها صراحة على رؤوس الأشهاد بان المصالحة مع الحوثيين مطروحة وبقوة في أجندته تحت عناوين براقة لا يتورع من ان يسحقها تحت أقدامه حين تتصادم مع رغابته- مثل عنوان الحفاظ على الوحدة ورفض التدخل الخارجي والحفاظ على السيادة والثروة اليمنية،ويستخدمها عادة من باب المزايدات على الآخر ولجلب المصلحة الذاتية له، والتجارب السابقة شهودّ عدول على ذلك.