صبغة سياسيّة..
"الإخوان".. تحقيقات في تونس وهزيمة بالمغرب وحرب شائعات ساذجة باليمن
مُني حزب العدالة والتنمية المغربي، الذراع السياسيّة للإخوان، بهزيمة انتخابية جديدة، وذلك في الانتخابات التي أعيدت في أربع دوائر انتخابية
في تونس، تتواصل التحقيقات بشأن تورط حركة النهضة الإخوانية في ملف تسفير الشباب إلى بؤر الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا، بينما نفت الحركة عن قياداتها تهمة الضلوع في ذلك، وزعمت أنّ الاتهام يكتسي صبغة سياسيّة؛ هدفها استهداف حركة النهضة وقياداتها. وفي المغرب مُني حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسيّة للإخوان، بهزيمة انتخابية جديدة، في الانتخابات التي أعيدت في أربع دوائر انتخابية، بحكم من المحكمة الدستورية. أمّا في اليمن فسارعت منابر الإخوان إلى اختلاق شائعات مفادها قيام دولة الإمارات العربية، بتوقيع اتفاق مع ألمانيا؛ لبيع الغاز اليمني من منشأة بلحاف.
حركة النهضة رهن تحقيقات القضاء التونسي
مع تسارع وتيرة التحقيقات، التي طالت الرجل الأول في حركة النهضة، راشد الغنوشي، نفت الحركة عن قياداتها تهمة الضلوع في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في سوريا وليبيا والعراق، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته بمقرها، وزعمت فيه أنّ الاتهام "يكتسي صبغة سياسيّة؛ هدفها استهداف حركة النهضة وقياداتها، من قبل خصومها اليساريين والقوميين، والسلطة القائمة، التي تسعى لإلهاء التونسيين عن مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة".
بدوره، ادعى علي العريض وزير الداخلية ورئيس الحكومة التونسيّة السابق، والقيادي البارز في حركة النهضة، أنّ إجراءاته خلال فترة تولّيه السلطة، حدّت من انتشار الإرهاب، وقلّصت من تأثير تنظيم أنصار الشريعة، وغيره من التنظيمات الإرهابية، لكنّه لم يقدم تفسيراً حول الأعداد الكبيرة من الشباب التونسي، التي ذهبت للقتال ضمن صفوف داعش في سوريا والعراق.
من جهة أخرى، اتهم عماد الخميري، المتحدث باسم النهضة، الرئيس قيس سعيّد، بـمواصلة نهجه في الهيمنة على مؤسسات الدولة، وذلك بــ "وضع يده على القضاء، والسيطرة على مفاصل السلطة القضائية"، بحسب قوله، وذلك "من خلال حل المجلس الأعلى للقضاء، وإصدار مرسوم رئاسي لتنصيب أعضاء المجلس الأعلى المؤقت للقضاء". وأبدى الخميري استنكاره قيام الرئيس بـــ"إصدار مرسوم يخول له نقل وتعيين وإقالة القضاة، إضافة إلى إصدار المرسوم المتعلق بعزل أكثر من 50 قاضياً". وهو الأمر الذي رفع يد الحركة عن القضاء، بعد أن تمكن نور الدين البحيري، وزير العدل السابق والقيادي في الحركة، من بسط هيمنة الإخوان على المؤسّسة العريقة.
مُني حزب العدالة والتنمية المغربي، الذراع السياسيّة للإخوان، بهزيمة انتخابية جديدة، وذلك في الانتخابات التي أعيدت في أربع دوائر انتخابية
وحول ملف التسفير إلى بؤر الإرهاب قال عماد الخميري، إنّ هناك "سياقات معلومة للوضع الحالي، وللاتهامات الموجهة لحركة النهضة، وراءها ربط وتوظيف سياسي لضرب خصوم سياسيين". وأضاف: "من الواضح أنّ سلطة الانقلاب هيمنت على جميع السلطات منذ 25 تمّوز (يوليو)، وتحاول باستمرار استهداف خصومها السياسيين وتشويههم؛ مستعملة كل الأدوات، بما في ذلك وضعهم ضمن توصيفات والحديث عن ارتباطهم بملفات فساد، أو في علاقة بالإرهاب والتسفير".
هزيمة انتخابية جديدة لإخوان المغرب
من جديد مُني حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسيّة للإخوان، بهزيمة انتخابية جديدة، وذلك في الانتخابات التي أعيدت في أربع دوائر انتخابية، بحكم من المحكمة الدستورية، بعد أن ثبت ارتكاب عدد من المخالفات.
الانتخابات التي جرت في عين الشق، وجرسيف، وآسفي، ودريوش، على سبعة مقاعد نيابية، خرج منها المصباح خالي الوفاض، رغم التصريحات الشعبوية التي حاول من خلالها عبد الإله بنكيران، الأمين الحزب لـ(المصباح)، مخاطبة ود القواعد الشعبية، بالتزامن مع عملية التصويت، حيث أفضت النتائج إلى فوز الحركة الشعبية الليبرالية، وحزب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي للقوات الشعبية بالمقاعد المتنافس عليها.
كان بنكيران قد استهل الدعاية الانتخابية في الدوائر المذكورة باتهام خصومه بالاتجار بالانتخابات، قائلاً: "أغلبهم تجار انتخابات، وهذه المسألة لا تجوز شرعاً وقانونياً وأخلاقياً، مقابل دراهم معدودات، أو أنّ السلطة طلبت التصويت عليه، تقوم بذلك وتمنحه صوتك، هذا حرام، لأنك تبيع ما لا يباع". كما هاجم الدعوات المطالبة بتقنين الإجهاض، وإصلاح مدونة الأسرة، زاعماً أنّ "الأسرة المغربية صارت مهددة". مدعياً أنّ "جهات تسعى إلى إحداث تغييرات في القوانين وخراب البلاد".
إخوان اليمن وحرب شائعات ساذجة
مع الضغط السياسي الهائل، الذي تتعرض له جماعة الإخوان في اليمن، عبر تحجيم دورها من قبل المجلس الرئاسي، عقب كشف مخططاتها، دأبت الجماعة عبر أبواقها السياسية في حزب الإصلاح، ومنابرها الإعلامية المختلفة، على إطلاق الشائعات، وآخرها المزاعم التي تحاول الترويج لها، عبر الترويج لأكاذيب ساذجة، حول الدور الإماراتي في اليمن، كان أحدثها مزاعم قيام أبو ظبي ببيع الغاز اليمني لألمانيا.
الشائعات انطلقت في أعقاب تصريحات وزير الاقتصاد الألماني، روبيرت هابيك، حول توقيع المستشار أولاف شولتس، لاتفاق يقضي باستيراد الغاز الطبيعي المسال من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال جولة هابيك الخليجية.
الذباب الإلكتروني التابع لحزب الإصلاح، سارع إلى اختلاق مؤامرة إماراتية مزعومة، مفادها أنّ الاتفاق المرتقب إنّما هو لبيع الغاز اليمني من منشأة بلحاف إلى ألمانيا، بداعي أنّ الإمارات ليست دولة منتجة للغاز، وأنّ الصفقة المرتقبة هي عملية سطو على الغاز اليمني، في مغالطة فجة وساذجة، تفنّدها الأرقام والإحصائيات الدولية؛ حيث احتلت الإمارات العربية في العام 2021، المرتبة الثانية عشرة، بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم بمعدل إنتاج يبلغ نحو 57 مليار متر مكعب.