بالتنسيق مع قطاع الصحافة في عدن..

"الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي".. دراسة وندوة علمية لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

الدراسة هدفت إلى التعرف على تأثير الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي في بناء العلاقات السياسية الداخلية والخارجية، وكذا معرفة الأساليب والوسائل الاتصالية التي اعتمد عليها الخطاب السياسي، ومحاولة كشف مدى تناغم خطاب الرئيس الزبيدي مع التطورات المحلية والاقليمية والدولية"

يشكل الخطاب السياسي في أوقات الأزمات والأحداث والتحولات السياسية نقطة فارقة في حسم المواقف - الباحثون

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

نظمت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، ندوة علمية بالتنسيق مع قطاع الصحافة والإعلام الحديث في العاصمة الجنوبية عدن، حول الدراسة العلمية الصادرة عن المؤسسة والموسومة بعنوان "الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي"، كأول دراسة بحثية من نوعها تتناول الخطاب السياسي كقراءة تحليلية دلالية في فترة زمنية منذ لحظة تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الـ4 من مايو/ آيار 2017 وحتى الـ4 من مايو/ آيار 2022م.

وهدفت الدراسة البحثية إلى تحليل الدلالة اللفظية والجسدية في الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التي القاها منذ إعلان 4 مايو/ايار 2017- 4 مايو 2022م، محاولة معرفة تحولات الخطاب ومدلولاته وكشف سر نجاحاته التي تحققت ومدى قدراته الفنية في التأثير على الجماهير المتلقية للخطاب. 

وتكون البحث من ثلاثة مطالب، تناول المبحث الأول، الإطار العام للبحث، وفي المطلب الثاني، الإطار النظري للبحث وتناول مفهوم الخطاب السياسي وأهميته وأبرز مناهج تحليل الخطاب ومن ثم نظرة عامة عن باث الخطاب، مركزا على انتمائه السياسي وخلفيته اللغوية التي كان لها حضور كبير في طبيعة الحقول الدلالية المستعملة.

 

 وفي المطلب الثالث والأخير، تناول نتائج تحليل لغة الخطاب السياسي، بالإضافة إلى قراءة لغة الجسد التواصلية، وقد اعتمد البحث على المدخل التکاملي لکل من التحليل النقدي والنصي والاستدلالي ومنهجية التحليل النفسي والاحصائي وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج والتوصيات.

واستهل الندوة العلمية د. صدام عبدالله وهو خبير في العلاقة الدبلوماسية الدولية، بكلمة أشار فيها إلى أهمية البحوث الصادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات والتي يرأسها الزميل "صالح أبوعوذل".. مشيرا إلى أن الدراسة العملية مثل نوعية فريدة في تحليل الخطاب السياسي القائد، وهي رسالة عملية توصلت الى العديد من النتائج والتوصيات للخطاب السياسي، وعلاقتها بالقضية الوطنية لشعب الجنوب.

ويشكل الخطاب السياسي في أوقات الأزمات والأحداث والتحولات السياسية نقطة فارقة في حسم المواقف، فإما أن تصبّ في مصلحة الباث للخطاب أو أن تحسم الأمر ضده، فهو وسيلة ذو حدين؛ لكونه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بصناعة القرار لاسيما حين تتداعى الأحداث، وتتسارع وتيرتها مما قد لا تسمح أحيانًا بالتفكير بلغة التريث وعادة ما يتم تحضير مسبق لهذه الخطابات السياسية؛ لكي تتمكن من إيصال رسالتها المرجوة والتي تسعى القيادات السياسية المرسلة للخطاب تحقيقها في فترة زمنية محددة. 

ويعدُّ الخطاب السياسي عملية تواصلية تتم بين طرفين هما الباث والمتلقي والتي تسعى إلى إيصال رسالة ما من أجل إقناع ذلك المتلقي بفحواها وجعله يتخذ موقفًا إيجابيًا يخدم مصلحة الباث. وهذا يتم عبر رسالة يبحث من خلالها الباث/ السياسي، شرعنة خطابه واستمالة أكبر عدد من المتلقين نحو قضيته وأهدافه. 

اهداف واشكالية الدراسة البحثية 

وتحدث الباحث د. صبري عفيف – المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات – عن إشكالية البحث، حيث قال "إن رهان الخطاب السياسي الذي يؤكد هوية الباث ووضوح رسالته من شأنه أن يسهّل انخراط المتلقي في مشروعه، وتبني أفكاره وبرامجه، فإذا ما اثبت أنه يحمل مشروعًا فكريًا يريد إقناع الناس به، وأنه واضح الرؤية صافي الفكرة ناجح في تفاعل المتلقي الإيجابي معه، من هنا تكمن إشكالية البحث في رصد أهداف الخطاب السياسي للزبيدي وتحليل آليات واستراتيجيات ومحرکات الاتصال والتواصل الاقناعي، وما يتضمنه من العلاقات والقوى الفاعلة المتضمنة والمؤشرات الزمنية الدالة على الخطاب، بالإضافة إلى رصد أهداف الأفعال الکلامية والتعرف على مسارات البرهنة الواردة  في خطاب الرئيس".

ولفت إلى أن الدراسة البحثية اجابت على العديد من التساؤلات من بينها "ما مدى تأثير الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي في تشكيل الوعي السياسي لدى المتلقين؟  وهل تعدد وسائل الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي، وهل أسهمت في تعزيز عملية الاتصال والتواصل مع المتلقي؟، وهل كان الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس مواكبا للتغييرات الحاصلة في المحيط المحلي والاقليمي والدولي؟".

وقال عفيف إن الدراسة هدفت إلى التعرف على تأثير الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي في بناء العلاقات السياسية الداخلية والخارجية، وكذا معرفة الأساليب والوسائل الاتصالية التي اعتمد عليها الخطاب السياسي، ومحاولة كشف مدى تناغم خطاب الرئيس الزبيدي مع التطورات المحلية والاقليمية والدولية".

ومن أهداف الدراسة "إزالة الغموض وتوضيح الصورة المغلوطة ضد الخطاب السياسي الجنوبي، وذلك بإبراز الدور الحقيقي لذلك الخطاب ومدى خدمة لقضية شعب الجنوب، تحديد المشكلات التي تعيق تطوير الخطاب السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقديم الرؤى المستقبلية؛ لتطوير أداء الخطاب السياسي الجنوبي الرأسي والافقي، وترسيخ مفاهيم ومضامين الخطاب السياسي لدى أفراد الشعب من خلال عرض تحليلاته وتفكيك شفراته وتوصيله لأكثر من شريحة في المجتمع".

وقال د. صبري عفيف "إن الخطاب السياسي يتميز بأنه خطاب يقوم على عملية الإقناع للجهة الموجه لها الخطاب، بالإضافة إلى تلقي القبول والاقتناع بمصداقيته، من خلال العديد من الوسائل والطرق المدعمة بالحجج والبراهين، وجب أن يوظف الخطاب السياسي الوسائل اللغوية والمنطقية الصحيحة، وجمل تعبيرية تتناسب مع طريقة التواصل مع الأفراد، كالصور والموسيقى بالإضافة إلى استخدام لغة الجسد، مع مراعاة أن تتناسب مع الموقف والمقام الذي يتم إلقاء الخطاب السياسي على أساسه".

ويُحقّق الخطاب السياسيّ عدّة وظائفٍ وفق استراتيجيّةٍ تقوم على إدارة أنماط التفكير الإنسانيّ، ومن هذه الوظائف ما يأتي:

وظيفة الخبر: من أهم وظائف التي تقوم على إيصال الخبر للجمهور بطريقة صحيحة ومقنعة.

وظيفة المقاومة والمعارضة: يعمل بشكل أساسي على تقديم المعارضات والاحتجاجات على سياسية متبعة في المجتمع الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى مقاومة هذه السياسية والنظام المتبع من أجل تغييره والحصول على نظام آخر.

وظيفة إخفاء الحقيقة: يساعد في إخفاء الحقائق وتزييفها، وتقديم حقائق أخرى غير الموجودة والمتبعة من قبل أفراد معينين.

وظيفة منح الشرعية أو نزعها: تقوم هذه الوظيفة على إعطاء السلطة لمجموعة معينة أو انتزاع السلطة من القائمين عليها. في الحالات التي يقوم بها الخطاب بأحد الوظائف السابقة، يعتبر خطاباً سياسياً بحتاً، وإذا خلا الخطاب من إحدى هذه الوظائف لا يمكن أن يتمّ وصفه بأنه خطاب سياسي.

 

تحليل لغة الجسد

 

يُعدّ الجسد منظومة رئيسة تحمل دلالات مُتعدّدة تُمثّل مظهره الخارجي تُعبّر عن مكبوتات داخلية نابعة من عمق حالته النفسية التي تنتج صراعات داخلية تظهر على شكل حركات أو علامات جسدية أدائية مقصودة أو غير مقصودة.

 وهي علامات غير لفظية وذات خصائص مُعيّنة تمتلك لغةً خاصة من خلال الحركات والإيماءات، يحتوي الشعر على حركات وإيماءات يشترك في خلقها الفكر والجسد معاً، فتتولّد لذلك الأحاسيس والمشاعر والدلالات اللامُتناهية. فالجسد " مُحور مكبوتات اللاوعي فلا يتحرك إلاّ خفية ولا يستعلن إلاّ رمزاً حتى أن أدراك الجسم الإنساني والسلوك المرتبط به كليهما يمكن النظر إليها في ضوء البناء الاجتماعي السائد في مجتمع مُعيّن ". 

وقالت الباحثة الاجتماعية والسياسية لدى مؤسسة اليوم الثامن د. اشجان الفضلي "إن التخاطب بالجسد قد يكون أكثر حرّية و اتساعا في التعبير من التخاطب اللغوي، إذ يتخذ أساليبَ مختلفة ومتعددة " بأسارير الوجه، بحركات الأيدي، بارتعاش الأطراف ، بتقلّص العضلات وانبساطها ،... فطرائق التعبير بالحركات لا حصر لها دواخله النفسية أكثر من التعبير اللفظي ، فيشعر " بأن المفهوم والمنطوق  من اللفظ لا يستطيع إفراغ الشحنـة النفسية الانفعالية، ولم يكن الاهتمام بلغة الجسد وليد الدراسات الحديثة ، بل اهتم القدماء بهذا الجانب التعبيري ومنهم الجاحظ ، في قوله :" فأمّا الإشارة فباليد ، وبالرأس ، وبالعين والحاجب والمنكب".

وقالت "إن كانت إشارته ليست بالمستوى العميق الذي تناولته الدراسات الحديثة إلا أنّه لا يمكن إنكار تلك الالتفاتة وإن كانت بسيطة، فهو كغيره من العلوم التي ابتدأت مجرّد إشارات بسيطة على ألسنة القدماء العرب؛ لتصبح فيما بعد علوماً مستقلّة لها أُصولها وقواعدها الخاصة على أيدي علماء الغرب. فقد دُرِسَ وصُنِّف ضمن ما يُعرف بـ" علم حركات الجسد ". 

وأضافت "لعلّنا نجد في جسد الباث للخطاب السياسي ميداناً مُناسباً لتطبيق تلك الدراسات بما يحمله من شفرات اجتماعية وعلامات خاصة تخلقها ظروفه السياسية الاجتماعية والاقتصاديى و ما تتركه عليه من آثار نفسية وجسدية وسلوكية فتؤدي وظيفة اتصالية غير لفظية لقد أُطلق على دراسة لغة الجسد تسميات مُتعدّدة منها: " الاتصال الجسدي، واللغة الجسدية، والكلام الجسدي، والحركة الجسمية، و البانتومايم أو التمثيل بالإشـارات، واللغة الصامتـة، ونحوها ".

 وحركات الجسد لا تأتي اعتباطية، بل كُلّ حركة أو إيماءة تصدر لابدّ من أن تكون عن عاطفـة وإحسـاس خاص يشعر به الإنسان لحظة صدور ذلك السلوك منه، فلغة الجسد هي " انعكاس ظاهري لحالة الشخص العاطفية. 

وتشير لغة الجسد إلى الاشارات غير لفظية التي يستخدمها الأشخاص، مثل تعابير الوجه وحركة الجسد فمن خلالها يمكن نقل المعلومة دون قولها تعد لغة الجسد من أهم العلامات لكشف الكثير من المشاعر والأفكار التي يريد أن يعبر عنها المتحدث حيث أصبح لها باحثين ومحللين ومهتمين، ويعد الاتصال اللفظي  من أساسيات العلوم السياسية لفترة زمنية طويلة وحاليا أصبح كل السياسيين حريصين على الاتصال من خلال لغة أجسادهم ويتدربون عليها لكي يقوموا بالتواصل واقناع الجمهور وإخفاء مواقفهم ومعتقداتهم ومشاعرهم الحقيقية لدرجة أنه أصبح لبعض القادة لغة جسد خاصة بهم، ولكن رغم كل تلك التدريبات إلا إن العقل الباطن بأوقات يفضح القادة والسياسيين ويرسل الرسالة الحقيقية إلى عقول الجمهور المهتم والمتابع.

فالاتصال هو عملية يقوم بها الشخص بنقل رسالة تحمل المعلومات، الآراء أو الاتجاهات أو المشاعر إلى الآخرين فيحدث من خلاله التأثير في عقول الاخرين الذين يتلقون الرسالة خاصة اولئك الذين حدثت في عقولهم خبرات مشابهة في عقل المرسل، حيث يتم التفاعل من خلال رموز واشارات تعمل على اثارة سلوك معين عند المتلقي.

ولذا سنوف نحاول تحليل بعض الإشارات الجسدي والنفسية التي حاول الباث ارسالها او التي أتت بشكل عفوي ضمن تناسق الخطاب.   

وتحدثت الباحثة عن الهيبة والوقار للسيد الرئيس قائلة "يمتلك القائد عيدروس الزبيدي هيبة حضور، صدق، وثبات من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت المميز الهادئ المتزن حيث لم يلاحظ عليه أن اتخذ موقع دفاعي، كل هذا يساعده على إرسال القيم والمعتقدات والتجارب الشخصية فهو يعبر عن الأفكار والمشاعر في داخله ويعبر عن تحمله للمسؤولية دون استخدام عبارات يطول الشرح فيها فهو يملك الاحتراف ويميل إلى عدم المبالغة في التعبير عن المشاعر أو عن وصف النفس أو عن الانجازات والأهداف التي يحققها من خلال استخدام جمل قصيرة واضحة كافية لإقناع الاخرين". 

أما ملامح الوجه تؤكد الباحثة "أن الايماء بالرأس تكتيك شائع ليبدو القيادي فعال ومستمع جيد، وعادة ما يقوم برفع الحاجب أثناء الحديث دليل على إثارة الفضول وهذا الموضوع يريد أن يسمع عنه أو دليل الاعجاب بالسؤال فهو يريد الحديث عن الموضوع لأنه يمتلك معلومات  ويرغب أن يبوح بها بصدق وثقة".

ويعد التواصل البصري فعال جدا ويمتلك القائد عيدروس لغة جريئة نابضة بالحياة حيث يتمتع بنظرة واثقة من خلال التحليل لعدد من المقابلات التلفزيونية، بينما يتواصل مع الجمهور الذي يشاهده في الخطابات السياسية الجماهيرية المباشرة بشيء من الاهمال في توزيع النظر وذلك لاعتماده الغالب على القراءة من الورقة وهذه الطريقة تعطي انطباع بالعصبية.

وما لوحظ أن الخطابات العفوية التلقائية كانت أكثر تواصلا مع المتلقي بلغة العيون مما يتيح له الحرية بالحديث والسيطرة المطلقة على المتلقي. 

أكثر ما يلف انتباه المتلقي اثناء حديث الرئيس عيدروس الزبيدي هو نظرات العينين للأسفل أثناء المقبلات التلفزيونية وهي من العلامات التي تشير الى تذكر بعض المشاعر أو التفكير بالمستقبل.  عادة ما يبدا حديثه بابتسامة تساعد المتلقي على عدم الشعور بالخطر، وتلك سمة بارزة في خطابات ولقاءاته 

أما حركة اليدين فغالبا ما يستخدم القادة اليدين أثناء خطاباتهم السياسية للتعبير عن السيطرة والتحكم بزمام الأمور، لكن مما لوحظ على القائد عيدروس أثناء ألقاء الخطابات الجماهيرية يتعمد الوسطية في حركة الايدي والذراعين حيث لم نشاهده يرفع الكف إلى مستويات أعلى ليظهر التعالي على الحضور ولم يقوم بحركة للأسفل تظهر الضعف ومن خلال هذه الحركة فهو يرسل رسائل لعقول المتلقين أنه في حالة من التساوي ويعبر عن احترامه للحضور بينما في الواقع يقوم بتأثير مباشر على الاقناع لفرض رأي معين او لإعطاء قرارات أكثر تأكيدا وملامسة للواقع السياسي الذي يتحدث عنه. 

وعادة ما يتعمد في وضع اليدين مخفية في المقبلات التلفزيونية إشارة على الرغبة في اخفاء بعض المعلومات أو المشاعر أو الأفكار وهي لغة دبلوماسية تتولد من عمق القضية لاسيما بعد ارتباطها بالتحالف العربي والاقليم.

ولوحظت في اللقاءات التوجيهية لأعضاء المجلس الانتقالي وفي بعض المقابلات فهي دليل الصدق والرحة النفسية والثقة بالنفس بينما يتعمد وضع راحة اليد على الفخذ في اغلب المقابلات التلفزيونية وفي الخطابات الجماهيرية تكون مخفية دلالة على التحفظ على بعض الافكار والقناعات أو اخفاء بعض المعلومات. لم يستخدم القائد عيدروس قبضة اليد في أي من المقبلات التلفزيونية او الخطابات المباشرة مع الجمهور.

مما سب  تبين أن لغة ملامح جسد الباث للخطاب فهذا المبحث وهو الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي لوحظ أنه يرسل انطباعات وينقل أفكار تساهم في التقارب النفسي لدى الجمهور من أبناء الجنوب فهو ذكي في نقل وجهات نظره ولديه القدرة على توسيع الخيال لدى المتلقي ومن خلال ارسال رسالة واحدة يقوم بأرسال عدة رسائل فهو يرسل ما يعني قوله وما يقوله فعلا وما يريد أن يسمعه للأخر بكل ثقة وثبات.

النتائج والتوصيات :

تحت عنوان (الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي، دراسة تحليلية دلالية) انطلق هذا البحث؛ لرصد أهداف الخطاب السياسي للزبيدي وتحليل آليات واستراتيجيات ومحرکات الاتصال والتواصل الاقناعي، وما يتضمنه من العلاقات والقوى الفاعلة المتضمنة والمؤشرات الزمنية الدالة على الخطاب، بالإضافة إلى رصد أهداف الأفعال الکلامية والتعرف على مسارات البرهنة الواردة  في خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

أولا: النتائج 

 لقد توصل الدراسة إلى نتيجة عامة مفادها أن الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي يمتلك قدرة فنية بارعة تساعده في توظيف إمكانات اللغة معانيها ومبانيها وأساليبها وتراكيبها ووسائل توصيلها وكذلك الاستفادة من لغة الجسد الاتصالية - في التعبير عن مضامين الخطاب السياسي. وأهم النتائج التفصيلية التي توصلت إليها البحث هي:

  1.  أن الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي الموجه للداخل أعتمد على الخطاب الجماهيري المباشر، وكان أكثر تأثيرا وشمولا؛ لكونه ارتبط بالواقع السياسي وكان قريبا من عاطفة الجماهير السياسية حيث تم اختيار مناسبات وطنية قريبة من العقل الجمعي الجنوبي.
  2. تجلت خاصية انفرد بها الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي عن بقية القادة السياسيين ألا وهي خلو خطابه من لغة العنف والكراهية والتطرف والعدوان لاسيما ضد الخصوم السياسيين او المعارضين حيث دقق الباحثون عن ألفظ (التخوين – المرتزقة – العملاء – سنضرب بيد من حديد – الخارجون عن القانون...) فتلك الالفاظ اختفت تماما من لغة خطابه. 
  3. أن الخطاب الموجه في وسائل الإعلام الدولية للخارج أعتمد على وسيلة المقابلات والتصاريح والندوات واعتمد الباث للخطاب السياسي على بعض الوسائل الإعلامية الدولية التي أراد الباث أن يوصل رسائل موجهة للخارج فتم اختيار قنوات ذات شهرة عالمية ولها ارتباط مباشر في صناعة القرار السياسي نحو(  bbcالبريطانية، وقناةrt  الروسية وكذلك قناتي الحدث والعربية التابعة للمملكة العربية السعودية وقناتي وسكاي نيوز وقناة أبو ظبي التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة
  4. أن الخطاب السياسي اعتمد على التأثير الاتصالي القائم على الإقناع والاستدلال، بهدف تسويق صورة قضيته وسياسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضلا عن إدارة صورة المجلس الانتقالي کمؤسسات؛ بهدف بناء أطر فکرية تسير في نفق إدارة هيبة الدولة الجنوبية، وتنمية الشعور بالهوية الجنوبية والعربية، والمواطنة على المستوى المحلي  والعربي والدولي.
  5. أن الخطاب السياسي اعتمد على استراتيجيات المعلومات التاريخية والأحداث السياسية والعسكرية والتطورات المتسارعة حيث كانت أكثر توظيفا، منتهجا أسلوب التكرار وبناء المعاني بهدف بناء وتشكيل صورة وهوية دولة الجنوب الجديدة وأن استقرار الجنوب يعني استقرار المنطقة بل والعالم ، محاولا ترسيخ تلك المبادئ في أذهان المتلقين مستخدما أكثر  وسيلة إعلامية محلية وعربية و دولية التي خاطبها الرئيس عيدروس الزبيدي.
  6. التأكيد على أهمية الدفاع المشترك والتحالفات من خلال تکرار المعاني المرتبطة بدور التحالف العربي المشترك والتكثيف من حقل مجابهة الإرهاب في الجنوب والمنطقة.
  7. شغلت قضية المصالحة الوطنية الجنوبية وإمکانية الحوار مع الأطراف المحلية المتصارعة في الساحة المحلية مساحة واسعة من لغة الخطاب؛ وذلك استشعارا بالمسؤولية .
  8. تسويق الإنجازات، التي حققها المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية، خاصةً بالسياسات الأمنية والعسكرية والسياسية، بهدف بث روح الأمل والطمأنينة في نفوس الجنوبيين بالداخل والخارج.
  9. تمثلت القوى الفاعلة في الخطاب السياسي بالدرجة الأولى في القوى الإقليمية الفاعلة ذات السمات الإيجابية، والتي تمثلت في کلا من: المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول التحالف العربي، وفي إطار الداخل الشعب الجنوبي وقواه الوطنية، والقوى الأمنية والعسكرية والمقاومة والشعب العظيم.
  10. اتسمت المؤشرات الزمنية للخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الإعلام بالربط المنطقي بين کل من الماضي والحاضر بالمستقبل بالدرجة الأولى من خلال الربط بين توصيف الواقع وکيفية التعامل معه في ضوء الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل لأجل تحقيق الأهداف المستقبلية المرادفة لخطة المجلس الانتقالي، وأکد على ذلک تکرار استخدام الأفعال والکلمات الدالة على ذلک، مثل: " استعادة الدولة - بناء الدولة الأهداف المصيرية – وطن يتسع للجميع – سنکون شركاء في بناء الوطن – سنحاول تجاوز الصعاب –.. إلخ".
  11. اتسم الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي بالترابط والتماسک، کما اعتمد في مجمله على ضمير المتکلم نحن أو نا الفاعلين، بينما لم يتم استخدام ضمير الأنا إلا في أضيق الحدود في حال التخصيص وعدم إمکانية التعميم، مثل: الالتزام بالمسئولية أو التنظير للمستقبل أو التنبؤ به.
  12. الخطابات العفوية غير مكتوبة كانت أكثر تفاعلا وتواصلا مع الجمهور وترسل دلالات معبرة عن مضمون الخطاب. 
  13. غياب الشخصيات ت الرسمية أحيانا في الخطابات الجماهيرية أو اللقاءات العامة الى جانب الرئيس قد يصحبها ضعف في ارسال لغة التواصل للمتلقي

ثانيا: التوصيات 

لقد توصل الباحثون بعد استنباط نتائج البحث إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات والتي نوردها كالاتي:

  1. الاهتمام بالخطاب السياسي الإعلامي الجنوبي بكل عام وخطاب الرئيس على وجه الخصوص لاسيما الخطاب السياسي الإعلامي الموجهة للقوى الفاعلة من خلال إقامة التحليلات الإعلامية في كافة الوسائل الاتصالية الجنوبية.
  2. توصي الدراسة الجهات المختصة في الهيئة الوطنية للأعلام الجنوبي بوضع استراتيجية إعلامية لتحليل الخطاب السياسي وفق منهجية علمية دقيقة والعمل على نشر وتحليل الخطاب الإعلامي الموجه من اجل الوصول الى نتائج ايجابية.
  3. يوصي البحث باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة الفعالة والتي تساهم في تعزيز وتطوير الخطاب الإعلامي وتقلل من الجهد والكلفة.
  4. توصي الدراسة متابعة الخطاب السياسي للجهات المناهضة ودراستها وتحليلها وتفنيد مكامن الضعف والقوة في سبيل مواجهتها بالطرق المناسبة والدقيقة.
  5. نشر الوعي المعرفي بأهمية تحليل الخطاب السياسي لما له من أهمية كبيرة في مسيرة العمل السياسي والدبلوماسي.
  6. إقامة عدد من الدورات الإعلامية المختصة بتحليل الخطاب السياسي وفق المناهج العلمية المختصة بتحليل بنية الخطاب بشكل عام والسياسي بشكل خاص.
  7. يفضل استخدام الخطاب العفوي في اللقاءات الجماهيرية والاجتماعات لكونها أكثر فاعلية من الخطاب المقروءة او المكتوب سلفا.
  8. يفضل أن يرافق الرئيس في اللقاءات والمهرجانات الخطابية والسياسية عدد من الشخصيات المختصة في المناسبة والموضوع المراد إيصال الرسالة منه.