بعد أن صارت تهديدات الحوثيين حقيقة..

المواقف الإقليمية والدولية من واقع الاعتداءات الحوثية على المصالح الدولية

تكمن أهمية ميناء الضبة النفطي المرتبط بشركات النفط في وادي المسيلة في كونه من أهم موانيء التصدير النفطي، حيث كان يستقبل عام 2008 يوميا (170) ألف برميل من النفط الخام .

استمرار ذراع إيران في اليمن ومن يقف وراءها باستهداف المنشآت المدنية والاقتصادية

المكلا

بعد انتهاء الهدنة في اليمن، المستمرة منذ ستة أشهر، والتي مُدِّدت مرتين، وإعلان الحوثيين عن "وصول تفاهمات الهدنة لطريق مسدود"، تطرح تساؤلات عن السيناريوهات والبدائل المتوقعة، وسط دعوات عربية وأممية ودولية لضرورة تمديدها وتوسيعها منعاً لعودة القتال.
ويقول الحوثيون إن هناك تأخيراً في فتح مطار صنعاء وتأخيراً متعمداً للسفن لفترات طويلة بقصد زيادة الكلفة في ميناء الحديدة، ومشاكل تتعلق بصرف رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين، ومشاكل بملف الأسرى والمعتقلين، وفتح الطرق في تعز وعموم المحافظات، وقضايا أخرى.
فيما اتهمت الحكومة اليمنية، جماعة "الحوثي" بالتعامل مع الهدنة كـ"فرصة للابتزاز وتقديم مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني".
وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبد الله العليمي: إن "مليشيات الحوثي الانقلابية تعاملت مع الهدنة الإنسانية كمعركة سياسية وفرصة للابتزاز، وقدمت مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني"، وفق وكالة "سبأ" للأنباء الرسمية، مضيفاً: "اتضح للعالم أجمع أن المليشيات الحوثية أبعد ما تكون شريكاً في السلام".
بدوره، عبّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق حول تمديد الهدنة في اليمن، مشيراً إلى أنه سيواصل جهوده الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق بشأن الوسيلة للمضي قدماً.
وأشار إلى أنه قدم مقترحاً لتنفيذه يتمثل في "دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، كما تضمن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات  
 

تهديدات متتالية


بعد ساعات من انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، حذّر المتحدث العسكري باسم مليشيا الحوثي اليمنية، يحيى سريع، جميع الشركات النفطية العاملة في اليمن والسعودية والإمارات من استهدافها.
وكتب سريع في حسابه على "تويتر"، (2 أكتوبر 2022)، تغريدة قال فيها إن الحوثيين يمنحون شركات النفط العاملة في البلدين فرصة لترتيب أوضاعها، لكنه لم يحدد مدة معينة، ولا ما الذي يمكن للمليشيا القيام به ضد هذه الشركات.
وجاء التهديد الحوثي بعد يوم من تهديدٍ مماثل للشركات النفطية التي تستخرج النفط في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، عشية انتهاء الهدنة بعد ستة أشهر من إعلانها.
وأفاد بيان مقتضب للحوثيين: "ننبه الشركات الملاحية التي لها وجهات إلى دول التحالف العربي، والشركات التي تعمل في الأراضي اليمنية، إلى متابعة تحذيراتنا وتعليماتنا".
وتخشى أسواق الطاقة العالمية عودة الهجمات الحوثية، واحتمال تعرض منشآت أكثر حيوية تؤثر على إمدادات النفط السعودية والإماراتية لدول العالم، خصوصاً مع الأزمة الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وتسبب ذلك في ارتفاع أسعار النفط.
وتنبع أهمية السعودية من تصنيفها أول مصدّر للنفط الخام في العالم، بإجمالي 6.5 مليون برميل يومياً في الظروف الطبيعية، وفق بيانات دولية.
وتملك السعودية قدرة أكبر على التصدير، حيث وصلت لمتوسط 7.5 مليون برميل يومياً وحتى 8 ملايين برميل خلال الأشهر الماضية، في الظروف الطبيعية، قبل أن تعلن لاحقاً في مايو الماضي رفع إنتاجها إلى 11 مليون برميل يومياً، وتخطط لرفعه إلى 13 مليوناً.
فيما وصل حجم صادرات الإمارات إلى نحو 3.5 مليون برميل يومياً.
ويعني أي ضرر في إمدادات السعودية والإمارات، عالمياً ارتفاعاً غير متوقع في سعر برميل النفط، وزيادة المخاوف من إمكانية تذبذب سلاسل إمدادات الخام للأسواق، إلى جانب العقوبات على النفط الروسي الذي تسبب في الارتفاع وتجاوز أسعار النفط 130 دولاراً للبرميل.
شنت الذراع الإيرانية في اليمن، يوم أمس الجمعة، هجوماً بطائرتين مسيرتين على ميناء الضبة النفطي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوبي شرق البلاد.
مسيّرتيان مفخختان حوثيتان استهدفتا ميناء الضبة النفطي، شرق المكلا.
أكد محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، في تصريح مصور، أن مسيّرتين مفخختين حوثيتين استهدفتا ميناء الضبة النفطي، شرق المكلا. وأوضح أن ذراع إيران في اليمن أطلقت مسيرتين مفخختين لاستهداف ميناء الضبة النفطي وذلك بالتزامن مع وصول الباخرة الخاصة بنقل شحنات النفط الخام من الميناء.
وأشار بن ماضي إلى أنه تم إسقاط مسيرة حوثية ولم تقع أي أضرار بشرية أو مادية في هذا الهجوم، لافتا إلى أن انطلاق الهجوم الارهابي كان من منطقة بين مأرب والجوف.
وأكد محافظ حضرموت، اتخاذ إجراءات مع الحكومة ودول التحالف لمنع مثل هذه الحوادث. وسماع دوي انفجارات عند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم أعقبها قيام قوات أمنية وعسكرية بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى الميناء.
ويأتي الهجوم بعد نحو أسبوعين من التهديدات التي أطلقتها ذراع إيران في اليمن، عشية انتهاء الهدنة الأممية، باستهداف شركات النفط والملاحة الدولية.
وتعثرت مساعي الأمم المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لتجديد وتوسيع الهدنة التي انقضت مطلع الشهر الجاري، بسبب فرض ميليشيا الحوثي مطالب إضافية وصفت بأنها غير مقبولة.


ميناء الضبة


ميناء ضبة لتصدير النفط هو أكبر رصيف بحري في محافظة حضرموت وفي الجنوب بشكل عام.
وتكمن أهمية ميناء الضبة النفطي المرتبط بشركات النفط في وادي المسيلة في كونه من أهم موانيء التصدير النفطي، حيث كان يستقبل عام 2008 يوميا (170) ألف برميل من النفط الخام .
وفقا لإعلان رسمي صادر حينها والذي يتم تخزينه في الخزانات التابعة للميناء التي تتسع لحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل في حين يبلغ معدل الضخ من الخزانات إلى بواخر النقل خمسين ألف برميل في الساعة.
أما ايام الذروة في عام 1993 وما بعده فكان يصدر الميناء بحدود 400 ألف برميل يوميا.
يتم تصدير نفط المسيلة من هذا الميناء، وتأتي عدة ناقلات نفط عملاقة للميناء مثل الناقلات اليونانية وناقلات كورية جنوبية وصينية وغيرها.
 المواقف العربية والإقليمية والدولية من الهجوم الحوثي


- جمهورية مصر العربية


أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم الغاشم الذي نفذته ذراع إيران بطائرتين مسيرتين على ميناء الضبة النفطي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوبي شرق اليمن.

وحملت مصر الاذرع الإيرانية في اليمن مسئولية التصعيد الراهن في اليمن، وعرقلة جهود تجديد الهدنة، مؤكدة ضرورة تخلي الجماعة عن مواقفها المتعنتة وتجاوبها بشكل فوري مع المساعي الدولية والإقليمية لتجديد الهدنة، على النحو الذي يمهد الطريق إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق نار وإفساح المجال أمام جهود التسوية السياسية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.
كما حذر البيان من مغبة استغلال أي طرف للظروف الدولية الراهنة لتأجيج الصراع في اليمن، وتهديد أمن واستقرار المنطقة وطرق الملاحة، أو محاولة الاستحواذ على المقدرات الاقتصادية للشعب اليمنى الشقيق وشدد على دعم مصر الراسخ لوحدة اليمن وسيادته على أراضيه وتضامنها الكامل معه في مواجهة التهديدات كافة.
 

الممكلة العربية السعودية تدين هجوم ميناء الضبة 


وأدانت وزارة الخارجية السعودية، الهجوم الإرهابي الذي نفذته ذراع إيران في اليمن أمس (الجمعة)، بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفتا ميناء الضبة النفطي في حضرموت أثناء رسو سفينة لشحن النفط الخام في الميناء.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان: إن الهجوم الإرهابي يعد خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية،

ويؤكد استمرار الاذرع الإيرانية ومن يقف وراءها في استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية وإمدادات وممرات الطاقة العالمية، وتهديد البيئة البحرية بالتلوث.
وأوضحت وزارة الخارجية أن هذا الهجوم يعد تصعيداً من الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن والتي رفضت تلك الميليشيا تمديدها وتوسيعها رغم كل الجهود التي بذلت، وحرص الحكومة الشرعية اليمنية على تقديم كافة التسهيلات لتجديدها انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني الشقيق.
وأكدت وزارة الخارجية موقف المملكة الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار اليمن، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، واستمرار دعم التحالف للحكومة الشرعية اليمنية، وجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تمديد الهدنة وإيقاف إطلاق النار في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
الكويت
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت للهجوم الذي استهدفت فيه الحوثي ميناء الضبة النفطي في حضرموت أثناء رسو سفينة لشحن النفط الخام من الميناء.
وأوضحت الخارجية الكويتية - في بيان اليوم السبت - أن هذا الهجوم يعد انتهاكا صارخا للأعراف والقوانين الدولية وخرقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 كما يؤكد الهجوم استمرار نهج الحوثي في استهداف المنشآت المدنية وتهديد إمدادات الطاقة وممرات التجارة العالمية الأمر الذي يتطلب تحرك المجتمع الدولي السريع والفاعل لردع مثل هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها صيانة للأمن والسلم وحفظا لإمدادات الطاقة وممرات التجارة العالمية.


البرلمان العربي


وأعرب البرلمان العربي عن إدانته محاولة استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية ميناء الضبة النفطي في حضرموت بطائرتين مسيرتين.
وحذر في بيان منذ قليل من خطورة وتداعيات هذه الهجمات الإرهابية على الاستقرار والأمن في المنطقة.
وعبر عن تضامنه الكامل مع مجلس القيادة الرئاسي في كل ما يتخذه من إجراءات للتصدي لهذه المليشيات المدعومة من إيران، رافضا التصعيد الحوثي الإرهابي وإصرار المليشيا على إفشال جهود تجديد الهدنة.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك الفوري للتصدي لمثل هذه الأفعال الإجرامية التي تؤثر سلبًا على أسواق النفط العالمية، والضغط على  الحوثيين للانصياع إلى الإرادة الدولية لتجديد الهدنة.


منظمة التعاون الإسلامي


وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على ميناء الضبة النفطي في حضرموت.
وتتوالي الإدانات للجريمة الإرهابية الخسيسة، حيث أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، عدوان مليشيات الحوثي الإرهابية بطائرتين مسيرتين مفخختين على ميناء الضبة النفطي في حضرموت.
كما ند أحمد أبو الغيط، أمين العام لجامعة الدول العربية، بمحاولة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران استهداف ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت بطائرتين مسيرتين.
وأكد السفير جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، اليوم السبت أن التصعيد الحوثي الخطير يمثل استهتارًا وتحديًا للجهود الدولية والإقليمية الحثيثة الرامية لتجديد تمديد الهدنة.
المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج
أدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، اليوم الأحد، هجوم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على باخرة نفطية في ميناء الضبة بحضرموت بمسيرتين.
وقال في بيان إن هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية، داعيا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومضاعفة الجهود لتجديد وتوسيع الهدنة.
وتتسم مواقف المجتمع الدولي تجاه إجرام مليشيا الحوثي الإرهابية بالتراخي، ما يدفعها إلى التمادي في استهداف الجنوب وجبهاته والإفلات من جرائمها الوحشية.


الاتحاد الأوروبي


وأدان الاتحاد الأوروبي اليوم السبت الهجوم الذي شنه ذراع إيران في اليمن بطائرتين مسيرتين على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت اليمنية أمس، مؤكدا أن ما وصفه بالتهديد الصارخ للتجارة البحرية الدولية أمر "غير مقبول".
وذكر الاتحاد في بيان أن الهجمات الإرهابية على الملاحة الدولية تمثل "انتهاكا للمبادئ الأساسية لقانون البحار، حيث تعرض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في المنطقة للخطر وتعيق الوصول إلى الموانئ اليمنية".
وأضاف البيان، الصادر عن بعثة الاتحاد والبعثات الدبلوماسية لدوله الأعضاء في اليمن، أن تلك الهجمات من شأنها أيضا أن "تحرم اليمنيين من القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية ويمكن أن تؤثر على تدفق السلع الأساسية إلى اليمن".
وأكد البيان على ضرورة "الحد من التوترات وخفض التصعيد ومضاعفة الجهود لإنهاء الصراع في اليمن من خلال تسوية تفاوضية"، مشددا على استمرار الاتحاد في دعم جهود المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لتجديد الهدنة والتوصل لتسوية سياسية..
اعتراف حوثي رسمي بالهجوم هذا واعترفت ذراع إيران في اليمن باستهداف ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان عبر حسابه على تويتر إن قوات الجماعة نفذت "ضربة تحذيرية بسيطة" لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول تحميل النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت.
وأضاف المتحدث باسم الجماعة: "لن نتردد في إيقاف ومنع أي سفينة" في المستقبل.