قمع الاحتجاجات يدعم إبراهيم رئيسي في خلافة خامنئي..

وزراء أوروبيون يدعمون انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي

اندلعت الجولة الجديدة من الانتفاضات عندما ألقي القبض على مهسا أميني، فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا من كردستان الإيرانية، في طهران بذريعة حجاب سيئ وتعرضت للضرب حتى الموت على أيدي الشرطة.

إبراهيم رئيسي وخامنئي (أرشيف)

طهران

دعم 11 رئيسا للوزراء ووزراء أوربيين سابقين من سلوفينيا والنرويج وفرنسا وليتوانيا وأيرلندا وبولندا ومالطا ومولدوفا وسان مارينو، وأصدروا بيان مشترك، حول انتفاضة الشعب الإيراني.

منذ منتصف سبتمبر، انتشرت الاحتجاجات والانتفاضات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء إيران. توسع نطاق احتجاجات النساء والشباب ليشمل جميع المحافظات الـ 31. المتظاهرون الذين يحملون شعار الموت لخامنئي يريدون الإطاحة بالدكتاتورية الدينية وغير المنتخبة. وألقت القوات القمعية الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين وفتحت النار عليهم.

اندلعت الجولة الجديدة من الانتفاضات عندما ألقي القبض على مهسا أميني، فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا من كردستان الإيرانية، في طهران بذريعة حجاب سيئ وتعرضت للضرب حتى الموت على أيدي الشرطة. . يحاول حكام (النظام) في إيران منع نقل ونشر الأخبار والصور حول أبعاد الانتفاضة والكشف عن أبعاد المجزرة من خلال تعطيل الإنترنت في أجزاء كبيرة من إيران. يجب على المجتمع الدولي ضمان حرية الوصول إلى الإنترنت لشعب إيران.

تلعب وحدات المقاومة والمقاومة المنظمة دورًا جادًا في تنظيم واستمرار هذه الاحتجاجات ومقاومة القمع بالمجازفة.

نفذت عمليات الإعدام والقمع في السنوات الأربعين الماضية تحت سيطرة القادة الحاليين (النظام) في إيران مثل خامنئي وإبراهيم رئيسي، رئيسها الحالي. دعت منظمة العفو الدولية مرارًا وتكرارًا إلى محاكمة رئيسي لدوره في مذبحة السجناء السياسيين عام 1988. في ذلك العام، تم إعدام 30 ألف سجين سياسي، 90٪ منهم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بفتوى خميني. في انتفاضة الشعب الإيراني في نوفمبر 2019، قتل الحرس أكثر من 1500 متظاهر.

وفقا للشروط المذكورة، فإننا نحن الموقعون ندعو الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الدولية الأخرى:

1. في أي وقت من الأوقات، لم تكن احتمالات التغيير في إيران قريبة جدًا. حان الوقت للاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه بأي وسيلة ممكنة والإطاحة بهذا النظام.

2. إدانة مقتل المتظاهرين في إيران بشدة واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا القمع. يجب إحالة قضية جريمة هذا النظام إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويجب تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة.

3. الشعب الإيراني لديه بديل ديمقراطي تتبلور أهدافه في برنامج النقاط العشر للسيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة، وهو يستحق كل أنواع الدعم.

4. يجب أن يكون الحوار والتعامل مع النظام الإيراني واستمرار العلاقة معه مشروطًا بالإفراج عن جميع المعتقلين في الانتفاضة.


وقال ثلاثة محللين ومسؤول مؤيد للإصلاح إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتشديده القيود على حقوق المرأة، يعزز أوراق اعتماده كمتشدد وربما احتمال أن يصبح الزعيم الأعلى التالي لإيران، حتى لو كان ذلك على حساب إثارة احتجاجات جماهيرية وإشاعة الفرقة بين الكثير من الإيرانيين والنخبة الحاكمة.
وبعد مرور عام على انتخاب رئيسي الذي مثل نهاية عصر اعتبره كثير من الإيرانيين أكثر براغماتية وتسامحا، أدى التطبيق الصارم لحكومته في ارتداء الحجاب في الأسابيع التي سبقت وفاة مهسا أميني في الحجز يوم 16 سبتمبر (أيلول) إلى إعادة التأكيد الكامل على نفوذ المتشددين.
والآن، وفي الوقت الذي يدعو فيه عشرات الآلاف من المحتجين إلى سقوط نظام الجمهورية الإسلامية رداً على وفاة أميني، يعزز المتشددون قوتهم، ويؤيدون استخدام رئيسي للقوة ضد الاحتجاجات حتى لو كانت الأمور السياسية راسخة في قبضة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.


ويرى محللون ومصادر مقربة من صنع القرار في إيران أن خامنئي، 83 عاماً، مصمم على دعم أركان الجمهورية الإسلامية التي قادها منذ وفاة مؤسسها آية الله روح الله الخميني عام 1989.
وينظر الإيرانيون العاديون وخبراء أجانب ورجال دين إلى رئيسي، باعتباره مرشحاً منافساً لخلافة خامنئي، على الرغم من أنه لم يفصح عن هذا الطموح. ولم يعتمد الزعيم الأعلى خليفة له وهناك أيضاً آخرون في الساحة، أبرزهم مجتبى، نجل خامنئي.
وقال مسؤول مؤيد للإصلاح اشترط عدم نشر اسمه لاعتبارات سياسية: "يؤمن رئيسي حقاً بقائمة الأولويات الثورية للزعيم الأعلى. إنه متشدد يؤمن بتطبيق قيود اجتماعية وسياسية على نحو أكثر صرامة".
ومضى يقول: "لا دراية لي بطموحاته الشخصية ليصبح الزعيم الأعلى المقبل، لكن سواء خلفه أم لم يخلفه، دعني أؤكد أن رئيسي نفسه رجل دين مناهض للغرب ولا يؤمن بمجتمع أكثر حرية".
ولم يتسن لرويترز التواصل مع مسؤولين في مكتبي رئيسي وخامنئي للتعليق.
 

وانتخب رئيسي، المشمول برعاية خامنئي، رئيساً للجمهورية في يونيو (حزيران) 2021 في سباق جعل جميع فروع الدولة تحت سيطرة المتشددين بعد سنوات من حكم أكثر براغماتية في عهد الرئيس السابق حسن روحاني.
ويحظى رئيسي بثقة الحرس الثوري، وهي قوة عسكرية متشددة استخدمتها الدولة لسحق الاضطرابات السياسية على مدى عقود، ويعتبرها الإيرانيون عاملاً مؤثراً في اختيار خليفة خامنئي.
 

وبعد أن عينه خامنئي في منصب رئيس السلطة القضائية، وهو منصب بارز عام 2019، خضع رئيسي لعقوبات أمريكية بعد بضعة أشهر بسبب الدور الذي يعتقد أنه لعبه في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988. ولم تقر إيران قط بعمليات القتل. وحين سُئل عن مقتل السجناء السياسيين في مؤتمر صحفي في يونيو (حزيران) 2021، أجاب رئيسي بأنه ينبغي الإشادة بالقاضي أو المدعي العام الذي دافع عن أمن الناس.
الحجاب والعفة


أدى الأمر الذي أصدره رئيسي في يوليو (تموز) بأن على السلطات إنفاذ "قانون الحجاب والعفة" في إيران، إلى مزيد من القيود مثل منع النساء من دخول بعض البنوك والمكاتب الحكومية وبعض وسائل النقل العام.
وفي 13 سبتمبر (تموز)، ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض على أميني وهي كردية إيرانية بسبب "ملابس غير مناسبة". وبعد ثلاثة أيام توفيت أميني في مستشفى بالعاصمة بعد أن دخلت في غيبوبة. وفي إشارة إلى اليوم الذي فقدت فيه أميني الوعي في الحجز، قال الطبيب الشرعي إنها استعادت وعيها لفترة وجيزة لكن "إنعاش القلب والتنفس لم يكن فعالاً في الدقيقة الحرجة الأولى، مما أدى إلى حدوث تلف في الدماغ".
ونفت الأسرة معاناة مهسا من أي مشاكل في القلب.


وخلعت نساء الحجاب وأشعلن النار فيه أثناء الاحتجاجات التي تعد واحدة من أجرأ الانتفاضات الشعبية منذ ثورة 1979 وضربة رمزية للجمهورية الإسلامية التي سعت إلى فرض قواعد اللباس المحافظة على النساء في الأماكن العامة.
وقال هنري روما من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز بحثي،: "صحيح أن الخلافة دائماً في خلفية السياسة الإيرانية، لكنني أعتقد أن التركيز الشديد على الحجاب، الذي بدأ جدياً هذا الصيف، يمثل انعكاساً لتوحيد قوى المتشددين".
ويعد التطبيق المتشدد لارتداء الحجاب في عهد رئيسي نهاية ليس فقط مع عهد روحاني، ولكن أيضاً مع رئاسة محمود أحمدي نجاد الذي اشتهر بتشدده في قضايا كثيرة لكنه قاوم الفرض الصارم لقواعد اللباس.
وقال كورنيليوس أديبهر من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "خامنئي يستعد. إنه يريد ترك إرث، ويجب أن يكون إرثه داعماً للجمهورية الإسلامية، وهو ما يترجم إلى تقوية نسيجها الداخلي".


وجعلت الاحتجاجات بعض المسؤولين يثيرون تساؤلات حول سياسة الالتزام بارتداء الحجاب. ولكن من اللافت للانتباه أن علي لاريجاني، مستشار خامنئي، تساءل عما إذا كان يجب على الشرطة فرض الالتزام بالحجاب اصلاً. لكن المتشددين يتمسكون بمواقفهم.
واتهم وزير الداخلية أحمد وحيدي، القائد السابق بالحرس الثوري، المحتجين بتقديم "مشاهد بشعة" باسم حقوق المرأة، قائلاً إن المحتجين يرون "الحرية في عري وعدم حياء المرأة".


وقال كسرى اعرابي، من مبادرة برنامج إيران في معهد توني بلير إنه من المتوقع أن يكون للحرس الثوري دور كبير في اختيار الخليفة لأن الزعيم الأعلى التالي سيعتمد بشكل أكبر على دعم الحرس في مواجهة المعارضة المناهضة للحكومة.
"رئيسي أغرب عن وجهنا"


من المرجح أن يلعب الحرس الثوري دوراً رئيسياً إذا قررت إيران القمع الشامل للاضطرابات التي قتل فيها بالفعل أكثر من 200 شخص، وفقاً لجماعات حقوقية لكن ثلاثة محللين ومسؤولاً قالوا لرويترز في سبتمبر (أيلول) إن قضية الخلافة أضافت تعقيداً في تفكير القيادة بشأن مدى القمع الذي يتعين اتباعه لأن بداية الاضطرابات تزامنت مع شائعات عن اعتلال صحة خامنئي.
وانشغلت المؤسسة الحاكمة - المتمثلة في نظام يجمع بين سلطة دينية ورئيس منتخب وبرلمان - بالمناورات المرتبطة بالخلافة حتى في الوقت الذي توازن فيه السياسة الأمنية.


وقال المحللون والمسؤول في سبتمبر (أيلول) إن بعض المصادر المطلعة تخشى أن يؤدي استخدام المزيد من القوة إلى كشف الانقسامات داخل صفوفها وإذكاء المزيد من الاضطرابات، وهو أمر قد لا يتحمله مثل هذا الوقت الحساس.
وعبر المحتجون عن غضبهم أمام رئيسي نفسه أثناء زيارته لجامعة بطهران هذا الشهر، حين هتفت الطالبات قائلات "رئيسي أغرب عن وجهنا" و"الملالي أغربوا عن وجهنا".


وفي تكرار لتصريحات خامنئي، دأب رئيسي على إلقاء اللوم على الغرب في الاضطرابات، واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بإشاعة "الفوضى والإرهاب والدمار"، واستشهد بوصف الخميني للولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر".
وفي عهد رئيسي، توقفت المحادثات غير المباشرة التي استمرت شهوراً بين إيران والولايات المتحدة في فيينا بشأن إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ويقول الجانبان إنه يتعين على طهران وواشنطن اتخاذ قرارات سياسية لتسوية القضايا المتبقية.
ومازالت العقوبات المفروضة على النفط الإيراني تضغط على الاقتصاد الإيراني، مما جعل العملة تنخفض إلى مستويات قياسية.


وقال مائير جافيدانفار، المحاضر في الشأن الإيراني في جامعة ريتشمان في إسرائيل: "رئيسي يتخذ مثل هذا الموقف المتطرف بشأن حقوق المرأة لأنه يعلم أن هذا ما يريده خامنئي" ومضى يقول: "السير على نهج خامنئي في موقفه من قضية المرأة سيبقيه في السباق لخلافة خامنئي".