وسط تحذيرات دولية وغربية من إمكانية امتلاكها قريبا القنبلة النووية..

طهران.. لماذا تتمسك بنهج التعنت في مواجهة مطالب وكالة الطاقة الذرية؟

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلن عدم تسجيل أي تقدّم في المحادثات بشأن عثور مفتشي الوكالة على مواد نووية غير معلن عنها في ثلاثة مواقع إيرانية.

تمتلك إيران حاليا 386.4 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 في المئة

واشنطن

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس عدم تسجيل أي تقدّم في المحادثات مع إيران بشأن عثور مفتشي الوكالة على مواد نووية غير معلن عنها في ثلاثة مواقع، مشيرة إلى زيارة لطهران سيقوم بها مسؤولون في الوكالة هذا الشهر.
وقالت الوكالة في تقريرها إن "المدير العام رافايل غروسي يشعر بقلق بالغ من عدم تحقيق تقدّم"، ما يعني أن إيران لا تزال تمارس مناوراتها في الملف لكسب الوقت، وسط تحذيرات دولية وغربية من إمكانية امتلاكها قريبا القنبلة النووية.
وسيجري مسؤولون في الوكالة زيارة لطهران قبل نهاية نوفمبر، وفق التقرير، الذي تابع أن "الوكالة جدّدت التأكيد أنها تتوقّع خلال هذا الاجتماع أن تبدأ إيران بتقديم تفسيرات تقنية ذات صدقية" حول آثار اليورانيوم المخصّب التي عثر عليها في الماضي في بعض المواقع، و"إتاحة الوصول إلى المواقع والمواد وأخذ عيّنات بالشكل المناسب".
وأشار التقرير إلى أن المدير العام "يجدد التأكيد أن هذه المسائل... يجب حلّها لكي تتمكّن الوكالة من توفير ضمانات على الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني".
وتمارس الوكالة الأممية ضغوطا على إيران للحصول منها على أجوبة بشأن وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلنة، وهي مسألة شائكة أدت إلى صدور قرار ينتقد عدم تعاون إيران خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة عقد في يونيو.
وفي شرم الشيخ في مصر، حيث يعقد مؤتمر الأطراف حول المناخ، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الخميس إن إيران "لم تقدّم بعد أي أجوبة" بشأن مواقع نووية غير معلنة عثر فيها على آثار يورانيوم، مشيرا إلى أنه لا يرى "تقدما" على صعيد الاتفاق النووي في الوقت الحالي.
وسيعقد الاجتماع الدوري المقبل لمجلس المحافظين في الوكالة الأسبوع المقبل، وسيناقش تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران.
وفي تقرير منفصل، أشارت الوكالة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بلغ 3673.7 كيلوغراما بحلول الثاني والعشرين من أكتوبر، بتراجع بلغ 267.2 كيلوغراما مقارنة بالتقرير الفصلي السابق.
لكن الانخفاض في إجمالي المخزون يرجع جزئيا إلى زيادة مخزون اليورانيوم عالي التخصيب.
ويبلغ حاليا مخزون اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة 62.3 كيلوغراما، بعد أن كان 55.6 كيلوغراما.
وهذا المستوى من التخصيب أقرب بكثير من عتبة 90 في المئة الضرورية لاستخدامه في سلاح.
وعند هذا المستوى، يمكن استخدام اليورانيوم لإنتاج نظائر للاستخدامات الطبية، على غرار تشخيص بعض أنواع السرطان.
وواصلت إيران التي تشدّد على أنها لا تسعى لتطوير قنبلة نووية، تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67 في المئة، الذي ينص عليه اتفاق 2015 مع القوى الكبرى.
وقالت الوكالة "أي مرجعية أساسية مستقبلية... لأنشطة التحقق والمراقبة سيستغرق وضعها وقتا طويلا وستشمل درجة من عدم اليقين. وكلما طال الوضع الحالي، ازدادت حالة عدم اليقين هذه".
وأتاح اتفاق أبرم في 2015 بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين وبرلين) رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها النووي. لكن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع عن التزاماتها.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق المتبقية بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ورعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحياء الاتفاق في أبريل 2021. وبعد أن علقت مرات عدة، بدا قبل حوالي الشهرين أن اتفاقا سيرى النور، قبل أن يتعثر مرة أخرى بسبب نقاط تباين بين واشنطن وطهران.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الأمل ضئيل في إحياء الاتفاق النووي بسبب الأوضاع التي يواجهها النظام الإيراني حاليا، في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ حوالي شهرين.