"من الشدادي إلى البقماء والجرادي قادة الجيش ضحايا الاغتيالات"..

"مأرب اليمنية"..  اغتيالات وانفجارات.. الإخوان في مواجهة القبيلة المأربية

"عبدالرب الشدادي وعبدالرزاق البقماء ومحمد الجرادي، وعبدربه الأحرق قيادات عسكرية، تم تصفيتها جسدياً، لقطع الطريق امام انشاء قوات رديفة لجيش الإخوان في مأرب، كما تقول مصادر عسكرية يمنية"

تصفيات ممنهجة تستهدف رموز القبيلة الماربية العسكرية والاجتماعية - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن
عدن

اغتال مسلحون في محافظة مأرب القائد العسكري في الجيش اليمني اللواء محمد الجرادي، عقب أشهر من عملية اغتيال مماثلة للواء عبدالرزاق البقماء، قائد لواء اليمن السعيد المشكل بتمويل سعودي لمواجهة الأذرع الإيرانية، عمليتا اغتيال اثارت تساؤلات حول من يغتال قادة الجيش المناهض للحوثيين؟، هل هم الحوثيون أم الاخوان؟

وقالت مصادر عسكرية وصحفية يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن اللواء الجرادي كان مرشحا لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، بعد ان تم التوافق على تعيينه في مجلس القيادة الرئاسي، الا ان عملية الاغتيال استبقت قرار تعيينه.

وقال الصحافي اليمني سياف الغرباني "إن عملية اغتيال اللواء الجرادي كانت في البداية بإزاحته من قيادة اللواء 81 مشاة الذي أسست من الصفر، متهما جماعة الإخوان الموالية لقطر بالوقوف وراء عملية الاغتيال هذه".

ويعد اللواء الجرادي من قادة الجيش اليمني المحترفين وسبق له المشاركة في الحرب العراقية – الإيرانية وحظي بتكريم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأكدت مصادر عسكرية أن عملية اغتيال اللواء الجرادي مشابهة تماما لعملية اغتيال اللواء عبدالرازق البقماء، والهدف من ذلك هو قطع الطريق امام انشاء قوات رديفة لقوات الاخوان التي ترفض قتال الحوثيين بل وأصبحت متهمة بتسليم أسلحة سعودية ضخمة قدمتها الرياض لدعم جهود الحرب ضد الاذرع الإيرانية في اليمن.

 

الاغتيالات الإخوانية والحوثية في مأرب.. عبدرب الشدادي ونجله

 

اللواء عبدربه الشدادي، أحد القادة العسكريين الذين انشقوا عن نظام علي عبدالله صالح، وأعلنوا تحالفهم مع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، ابان الانتفاضة التي أطاحت بنظام صالح، وسلمت السلطة للإخوان.

في الـ7 من أبريل نيسان 2015م، وعقب نحو أسبوعين من انطلاق عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين الموالين لإيران، اصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، من مقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض، قرارا جمهوريا بتعيين الشدادي قائدا للمنطقة العسكرية الأولى.

في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، 2016 قتل الشدادي في ظروف غامضة بمأرب، قالت تقارير محلية في اليمن إنه قتل خلال مواجهات مع الاذرع الإيرانية، لكن الأخيرة لم تتبن عملية قتله على الاطلاق، في حين ان تقارير أخرى اشارت الى ان الشداد قتل في غارة لطائرة أمريكية (بدون طيار)، خلال حضوره اجتماع عسكري في مأرب حضرته قيادات ملاحقة أمريكيا، لكن الاخوان، اعتبروا انه توفي متأثرا بجراح أصيب بها خلال معارك مع الحوثيين، لكنهم لم يسعوا إلى أي عملية انتقام لمقتل قائد عسكري.

وذهبت مصادر قبلية إلى القول إن عملية تصفية عبدرب الشدادي، بهدف قصقصة اجنحة القبيلة اليمنية في مأرب التي ينتمي إليها الشدادي، وينتمي إلى قبيلة عبيدة أحد أشرس القبائل اليمنية، ويحظى بشعبية كبيرة في صفوف القبائل اليمنية في مأرب، ناهيك عن ان قيادات عسكرية موالية للأحمر، اشارت الى انه لم يكن مطيعا للجنرال في الكثير من القضايا وكان يقود القوات في مواجهة الحوثيين ويتقدم الصفوف.

ولعبدرب الشدادي "نجل يدعى سيف هو ضابط عسكري"، قاد الحرب العدوانية التي شنها الاخوان على الجنوب، وتعرضت قواته لخسائر فادحة في تخوم محافظة أبين، لكن عاد إلى مأرب ليتم الإعلان عن وفاته في ابريل نيسان/ 2021م، وتضاربت الأنباء واثيرت العديد من التكهنات حول أسباب وفاته، حيث زعمت منصات إعلامية انه توفي نتيجة اصابته بفيروس كورونا، في حين اشارت أخرى الى انه توفي متأثرا بجراح أصيب بها خلال المعارك مع القوات الجنوبية في أبين، وأخرى ذهبت الى انه تم تصفيته بتهمة الخيانة، لكن رحيله بتلك الطريقة اثار شكوك قبلية في مأرب، والتي لم تستبعد مصادر انه تم تصفيته لإضعاف القبيلة اليمنية في مأرب.

من الأحرق إلى المنصوري.. الإخوان في مواجهة القبيلة

في منتصف مايو/ أيار الماضي، اغتال مسلحون إرهابيون العميد الركن عبدربه صالح الأحرق أركان حرب اللواء 159 مشاة وسط مدينة مأرب، اشارت اتهامات قبلية الى الاخوان بالضلوع في عملية اغتيال، أحد أبرز القيادات العسكرية، التي تنتمي إلى قبيلة العبدية، أحد أبرز قبائل مأرب.

ولم تقف عملية التصفية للقيادات المأربية عند الأحرق، بل في ذات التأريخ، اغتيل الشيخ القبلي جبران المنصوري المنتمي إلى قبيلة القراميش، قالت مصادر قبلية ان أطرافا سياسية يمنية سعت للوقيعة بين قبائل مأرب، وحين فشلت المخططات نفذت تلك القوى السياسية هجوما على القبائل بقيادة أبن مأرب "بن معيلي"، الذي جدد حرب الإخوان على القبيلة اليمنية المناهضة للأذرع الإيرانية، بغية افساح المجال امام سيطرة طويلة لأذرع قطر على واحدة من اغنى المحافظات اليمنية.

وتظل حرب إخوان اليمن مع القبائل اليمنية في مأرب، معركة وجود، حيث تعتقد الاذرع القطرية أن تصفية القيادات العسكرية المأربية واضعاف القبائل هي أبرز خطوات سيطرة التنظيم على المحافظة الغنية بالثروات الغازية.