جيل جديد قادم من الإنترنت..

الميتافيرس.. التحديات الاقتصادية والمناخية بالعالم.. كيف ستنتهي في عام 2023؟

«الميتافيرس» مساحة رقمية يمكن من خلالها تداول الرموز غير القابلة للاستبدال والعملات والأصول الرقمية أو الافتراضية في شكل رقمي فريد من أشكال المقتنيات التي يتم شراؤها وبيعها من خلال العملات الافتراضية.

الميتافيرس

دبي

أصبحت الإنترنت عماد التفاعلات البشرية، بعد الظروف التي شهدها العالم خلال انتشار فايروس كوفيد - 19، سواء في التعليم عن بعد، أو العمل من المنزل أو الطب أو التسوق أو غيرها، ما دفع الكثيرين إلى التفكير في مستقبل الإنترنت بصورة عامة، وكذلك مستقبل التفاعلات البشرية التي بات محورها الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية.

ويعدّ الميتافيرس الآن هو عالم ما بعد الإنترنت، حسبما أكده إيهاب خليفة، رئيس وحدة التطورات التكنولوجية  في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، خلال ندوة نظمها المركز ضمن مشاركته في النسخة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، واختير لها العنوان “تحولات إستراتيجية: كيف سيكون العالم في عام 2023؟”.

وأطلق مركز التحكيم في سوق أبوظبي العالمي، المركز المتميز في مجال التحكيم وخدمات الوساطة في سوق أبوظبي العالمي المركز المالي الدولي في العاصمة الإماراتية، أول خدمة على مستوى العالم لتقديم خدمات الوساطة من خلال عالم "الميتافيرس". وهي الخدمة التي ستحدث نقلة نوعية في تقديم خدمات الوساطة في جميع أنحاء العالم وتحويل مباشرةً خدمات الوساطة الملحقة بمحاكم سوق أبوظبي العالمي إلى نهج الجيل التالي لتقديم هذه الخدمة.

وتعد خدمات الوساطة أساسية لتمكين أطراف النزاع من التفاوض لتسوية قضاياهم بمنتهى السرية من خلال وسيط محايد، وفق إطار توافقي لا يتم فيه فرض قرار على أي طرف من الأطراف. كما تساعد خدمات التسوية المبكرة للمنازعات من خلال الوساطة في الحفاظ على العلاقات التجارية وتُحدث توفير في موارد الشركات، مما يمنح المؤسسات القدرة على تركيز جهودها على أولويات العمل الأساسية.

وستوفر خدمة "الوساطة في الميتافيرس" من سوق أبوظبي العالمي تجربة ملائمة وشاملة باستخدام أحدث تقنيات المتاحة للجيل الثالث من الإنترنت (ويب 3)، والتي تعزز قيمة الوساطة الافتراضية من خلال السماح للمشاركين بالوصول إلى مساحات مكتبية ثلاثية الأبعاد. وستعتمد مساحات المكتبية الافتراضية هذه على شكل المساحات الفعلية داخل مركز التحكيم، لنقل صور المشاركين بالفيديو مع دمج المحيط الافتراضي. ويمكن الدخول إلى "مركز التحكيم الافتراضي" عبر الحواسيب بأنواعها بما فيها أجهزة الحاسوب والهاتف المحمول، دون الحاجة إلى الاستثمار في أجهزة إضافية. وبذلك يقدم "مركز التحكيم الافتراضي" تجربة شاملة، تحاكي العالم الواقعي وتعزز التواصل بين الأطراف المعنية.  

ويتماشى إطلاق "خدمة الوساطة في الميتافيرس" مع أهداف مركز التحكيم في سوق أبوظبي العالمي، المتمثلة في زيادة تفاعل الأطراف المعنية التي ترغب في استكشاف حلول منازعاتهم وفق ما يلائمهم وتقييم مدى فعالية هذه الخدمة عند عدم تواجدهم شخصاً في مركز التحكيم والقبول بالوساطة بوصفها طريقة رئيسية لحل المنازعات، وفي هذا الإطار يقتضي التنويه أن نسبة نجاح مركز التحكم في سوق أبوظبي العالمي في حل المنازعات عبر الوساطة تصل إلى 80%. كما تتماشى هذه المبادرة المبتكرة، مع التزام الدولة بالحد من الانبعاثات الكربونية لأنشطة تسوية المنازعات الدولية. ويعد إلغاء الحاجة إلى السفر لحضور الاجتماعات شخصياً وتوفير حلول رقمية لفض المنازعات من خلال الفضاء الافتراضي على نطاق عالمي، خطوة إيجابية وعلى جانب عالي من الأهمية خصوصاً في ظل الأهمية التي يوليها كبار التنفيذيين لاستدامة البيئية.

وقالت ليندا فيتز-آلان، المسجّل والرئيس التنفيذي لمحاكم سوق أبوظبي العالمي: "تتمتع محاكم سوق أبوظبي العالمي بسمعة قوية في مجال تقديم حلول مبتكرة لخدمات تسوية المنازعات المدنية والتجارية، وذلك منذ إطلاق منصة المحاكم الإلكترونية في سوق أبوظبي العالمي في عام 2018. كذلك تم تطوير مركز تحكيم سوق أبوظبي العالمي وفق نهج "الرقمنة أولًا"، وبذلك فإن ما نشهده يشكل تطور طبيعي للأفكار المبتكرة التي يقوم بتطبيقها والتزامه بتقديم خدمات فريدة للعملاء. ويسعدنا توسيع نطاق هذه التقنية لتشمل مجتمع حل المنازعات على المستويين المحلي والدولي ونتطلع إلى تطورها ونموها." 
يقول خليفة إن الشركات التكنولوجية الكبرى تجري تعديلات على إستراتيجياتها، منذرة بأن الجيل الجديد القادم من الإنترنت سوف يتحول من فضاء ثنائي البعد، يتم استخدامه عبر شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية، إلى فضاء ثلاثي الأبعاد، يمكن الدخول إليه والمشاركة في تفاعلاته والتجول بداخله وليس فقط مشاهدته، وهو ما يمهد الطريق إلى إلغاء فكرة الهواتف الذكية تماما من حياتنا.

واستعرض الباحث علي صلاح مظاهر الانتكاس التي شهدها النظام الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، بعد أن دخل في معتركٍ جديدٍ، وشهد تطورات سلبية عديدة تهدد مستقبله بشكل عام، حيث تبارت الدول في فرض رسوم جمركية على منتجات بعضها البعض، وعمت مظاهر الاحتكار، وغير ذلك من ممارسات تجتمع كلها تحت مسمى واحد وهو “الحروب الاقتصادية“.

أما عن التداعيات الإستراتيجية لتغيرالمناخ فرأى الباحث محمد العربي أنها أصبحت الشغل الشاغل للعديد من وسائل الإعلام ومراكز الفكر والحكومات ومنظمات المجتمع المدني خلال الفترة الماضية، وجاء هذا الاهتمام المتصاعد تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ قبل أيام في شرم الشيخ، وأيضا القمة التي ستعقد العام المقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

إن ما نشهده اليوم، وفقاً للعربي، من تغيرات مناخية يؤثر بلا شك على الموارد الأساسية، ولاسيما الغذاء والماء، وتساهم هذه التأثيرات في زيادة هشاشة الدولة ومشكلات الأمن في العديد من المناطق حول العالم.

وويمكن لعالم «الميتافيرس» أن يجمع الأصدقاء والعائلات في غرفة طعام افتراضية لمشاركة وجبة في بيئة رقمية غامرة، حيث يتجاوز الطعام مجرد تلبية للاحتياجات الغذائية، ليكون فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية لبناء مجتمعات أوثق.
ووفق تقرير لمركز دبي التجاري العالمي المنظم لمعرض جلفود للتصنيع الذي انطلقت فعالياته في دبي، أمس، فإن عالم «الميتافيرس» حظي باهتمام بالغ من قبل شريحة من الطهاة والمطاعم والعلامات التجارية في مجال الأطعمة والمشروبات والتي تسعى لإنشاء تجارب طعام افتراضية، وإطلاق أطباق حصرية، وبيعها عبر استخدام الرموز غير القابلة لاستبدال «NFTs». 


وأوضح التقرير أن هذه الاستثمارات في العالم الافتراضي تسهم في بناء علاقات أوسع ومشاركة أقوى مع العملاء، فضلاً عن تعزيز الوعي بالعلامة التجارية ولفت إلى أنه على الرغم من الحماس اللافت لقطاع الأغذية والمشروبات لاستكشاف الفرص والتطبيقات في عالم «الميتافيرس» والرموز غير القابلة للاستبدال «NFTs»، فإنه من الصعب تحديد كيف ستبدو عليه صناعة الأغذية في العالم الافتراضي في المستقبل القريب، لاسيما مع اتساع مساحة التطبيقات والابتكارات في هذا المجال.


ويعد «الميتافيرس» مساحة رقمية يمكن من خلالها تداول الرموز غير القابلة للاستبدال والعملات والأصول الرقمية أو الافتراضية في شكل رقمي فريد من أشكال المقتنيات التي يتم شراؤها وبيعها من خلال العملات الافتراضية.
 

وقال بشار الكيلاني، المدير التنفيذي، العضو المنتدب لشركة «إكسنتشر الشرق الأوسط»، لـ «الاتحاد»، إن «الميتافيرس» من شأنه أن يغير طريقة  التعامل في قطاع الأعمال، لافتاً إلى أن قطاع الأغذية والمشروبات يلحق حالياً ببقية القطاعات  الموجودة في هذا المجال الجديد.


ولفت إلى أن الهدف من توظيف «الميتافيرس» في مجال الأغذية والمشروبات الارتقاء بتجربة المستهلك في المطاعم ومحال التجزئة،  وتعزيز الكفاءة الإنتاجية  وتسريع الأعمال  وخفض التكلفة في المصانع، فضلاً عن تعزيز سلاسل التوريد.
وأشار إلى أن العديد من المصانع العاملة في هذا القطاع بدأت في تنفيذ توأمة رقمية لها في عالم «الميتافيرس»، ما يشكل تحولاً ملموساً متوقعاً إقبال المطاعم على استحداث نسخة افتراضية لها على «الميتافيرس»، ما يوفر تجربة غامرة للعملاء.

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة (ميتا)؛ في بيان، أنَّ الانكماش الاقتصادي الكلي تسبب في أن تكون الإيرادات: “أقل بكثير” مما كان يتوقع. ولم ترسم نتائج (ميتا) ربع السنوية صورة جيدة والتوقعات للربع القادم ليست متفائلة أيضًا.

في النتائج الربع سنوية الأخيرة، كشفت شركة (ميتا) أنَّ إجمالي المبيعات قد انخفض بنسبة: 4%، وانخفض دخلها التشغيلي بنسبة: 46% إلى: 5.66 مليار دولار.

وكشفت (ميتا) أيضًا أنَّ تكلفتها ومصروفاتها قد ارتفعت بنسبة: 19% على أساس سنوي، خلال نفس الفترة. كما بلغت نفقات الشركة: 22.1 مليار دولار؛ لذا من الواضح أنَّ خفض التكاليف أدى إلى فقدان الموظفين لأعمالهم.

وكانت هناك أسباب أخرى قدمها “زوكربيرغ”؛ لفقدان الوظائف. فقد ضرب: “الانكماش الاقتصادي الكلي” الأوسع نطاقًا جميع أسهم شركات التكنولوجيا بالتساوي، إذ بدأت الأرباح اليوم تبدو ألذ من النمو غدًا في أعين المستثمرين الذين يواجهون نهاية سياسة سعر الفائدة الصفرية في العالم الغربي. وقال إنَّ: “المنافسة المتزايدة” تسببت بأضرار أكثر، وكذلك: “خسارة إشارات الإعلانات”.

ولم يذكر “زوكربيرغ”؛ أسماء المنافسين الذين يأكلون حصص (فيس بوك) من المستخدمين. لكن من الواضح أنه كان يُشير إلى المنافسة من (تيك توك)، وهو تطبيق عصري يسرق المستخدمين ويُسيطر على روح العصر، بجانب تغيير السياسة في (آبل). في عام 2021، حدت شركة (آبل) من كمية البيانات، أو “الإشارات”، التي يمكن لـ (فيس بوك) جمعها حول سلوك مستخدمي (آي فون)؛ مما جعل من الصعب على الشركات الصغيرة استخدام إعلانات (فيس بوك) لاكتساب عملاء جدد بطريقة مربحة.

وصرحت (ميتا)؛ في وقتٍ سابق؛ بأنها عانت من خسارة قدرها: 10 مليارات دولار، منذ حصول (آبل) على ميزة شفافية تتبع التطبيقات، التي تمنح المستخدمين خيار عدم السماح للتطبيقات بتتبعهم.