طهران تستدعي السفير الألماني..

إيران تتهم دول غربية بالوقوف وراء الاحتجاجات ومرادخاني تندد بـ«القمع الواضح والصريح»

بلغ عدد القتلى في صفوف المحتجين 450 شخصاً، من بينهم 63 طفلاً، بحسب إحصائية نشرتها وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، في وقت متأخر السبت. وقالت الوكالة إن عدد المعتقلين وصل إلى 18173 شخصاً في 156 مدينة و143 جامعة هزتها الاحتجاجات.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أ.ب)

طهران

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين أن لدى طهران أدلة على تورط دول غربية في الاحتجاجات التي تعم البلاد.

وتشكل الاحتجاجات، التي اندلعت بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى «سوء الحجاب»، أحد أقوى التحديات التي تواجهها المؤسسة الحاكمة منذ ثورة 1979.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني قوله: «لدينا معلومات محددة تثبت أن الولايات المتحدة ودولا غربية وبعض حلفاء أميركا كان لهم دور في الاحتجاجات».

كما استدعت الخارجية الإيرانية سفير ألمانيا في طهران هانز - أودو موتسل إلى مقر الوزارة للاحتجاج على التصريحات الألمانية «التدخلية».

وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، اليوم، بأن استدعاء السفير جاء عقب مبادرة ألمانيا بعقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان بشأن الاضطرابات الأخيرة في إيران، وتكرار تصريحات السلطات الألمانية «التدخلية التي لا أساس لها من الصحة».

وأبلغت الخارجية الإيرانية السفير الألماني أن القرار الأخير الصادر عن الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان، هو «خطوة خاطئة تقوم على نهج سياسي، ولن تقوم إيران بالتعاون مع أي آلية محددة على أساسها».

وأوضحت الخارجية الإيرانية أن «تعاون ألمانيا ودول أوروبية أخرى مع عقوبات الولايات المتحدة أحادية الجانب، التي سببت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران، تجعل هذه الدول تفتقر إلى أي سلطة واختصاص لرفع دعاوى حقوق الإنسان»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وطالب نائب إيراني، الأحد، بمساءلة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير داخليته، على خلفية استخدام الذخائر الحية ضد المحتجين، فيما أخذت الإضرابات المواكبة للحراك الاحتجاجي أبعاداً جديدة بانضمام سائقي الشاحنات إلى إضراب عمال مصانع وشركات في قطاع النفط، فيما يواصل المحتجون حراكهم بأشكال مختلفة، في تحدٍ للإجراءات الأمنية المشددة في أنحاء البلاد.

وتجددت الاحتجاجات الليلية، مساء السبت، في عدة مدن إيرانية، مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الحادي عشر، بما في ذلك طهران وأصفهان (وسط) ورشت (شمال البلاد). وعاد الطلاب، الأحد، لمواصلة التجمعات الاحتجاجية في عدة جامعات، حسب فيديوهات نشرتها اللجنة التنسيقية لنقابات الطلاب.

وقال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي: «مع الأسف، يتماشى بعض من في الداخل مع أوهام الأعداء، إنهم يحلمون، يرون سراباً». وأضاف: «النظام والباسيج سيهزمون القوى الكبرى».

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد منح قوات «الباسيج»، أول من أمس، ضوءاً أخضر لتكثيف دورهم في حملة القمع التي تشنها السلطات ضد المحتجين.

ودعا عضو البرلمان من مدينة مهاباد، النائب جلال محمود زاده، إلى مساءلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وزير داخليته، الجنرال أحمد وحيدي، عن إدارة الاضطرابات الأخيرة، خصوصاً إطلاق النار على محتجين في المدن الكردية خلال حملة القمع التي تشنها السلطات لإخماد الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ 10 أسابيع.

وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومة أن محمود زاده، في خطابه، أشار إلى إحصائية قتلى مهاباد والمدن الكردية، دون الإشارة للعدد الذي ورد على لسان النائب. وذكر موقع «اعتماد أونلاين» الإخباري أن النائب أشار إلى سقوط 105 قتلى في المدن الكردية.

واعتقلت السلطات الإيرانية فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد علي خامنئي، بعدما سجّلت مقطع فيديو تصف فيه السلطات التي يقودها خالها بـ«النظام المجرم وقاتل الأطفال»، وندّدت فيه بـ«القمع الواضح والصريح» الذي يتعرّض له الإيرانيون، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي.

ودعت مرادخاني، وهي ناشطة معروفة في مجال حقوق الإنسان، الحكومات الأجنبية إلى قطع علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات لكبح احتجاجات حاشدة أطلقت شرارتها وفاة شابة وهي قيد احتجاز الشرطة.

وحظي بيان في مقطع فيديو لفريدة، وهي مهندسة كان والدها شخصية بارزة في المعارضة وتزوج شقيقة خامنئي، بانتشار واسع على الإنترنت بعد ما ذكرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان «هرانا»، عن اعتقالها في 23 نوفمبر (تشرين الثاني).

ونقلت «رويترز» عن مرادخاني، قولها في الفيديو: «أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم أن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال... هذا النظام ليس وفياً لأي من مبادئه الدينية، ولا يعرف أي قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة».

واشتكت مرادخاني من أنّ العقوبات التي فُرضت على النظام بسبب حملته القمعية كانت «مثيرة للضحك»، معتبرة أنّ الإيرانيين تُركوا «بمفردهم» في كفاحهم من أجل الحرية، حسبما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتشكّل الاحتجاجات، التي اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أن اعتقلتها «شرطة الأخلاق» بسبب «ملابس غير لائقة»، أحد أكبر التحديات التي تواجهها المؤسسة الحاكمة في البلاد منذ ثورة 1979.

ونشر محمود مرادخاني، شقيق فريدة المقيم في فرنسا، الفيديو على «يوتيوب» يوم الجمعة. ويعرّف محمود نفسه في حسابه على «تويتر»، بأنه «معارض للجمهورية الإسلامية». وأعاد نشطاء إيرانيون بارزون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان، نشر الفيديو.