ضرب الجنوب المحرر بالمفخخات..

"أذرع تنظيم القاعدة".. أيديولوجيا خاسرة ومستقبل مجهول خلال العام 2023

تعيش جماعة الإخوان، وأذرعها السياسية في مختلف أنحاء الدول العربية، محنة أيديولوجية وتنظيمية غير مسبوقة، خاصة بعد سقوطها في مصر، والسودان، وتونس، وتراجعها إلى حد الاضمحلال في الجزائر، ودخولها في صراع وجودي بليبيا.

تنظيم القاعدة استغل النزاع الحاصل في اليمن واستفادته من التعاون الحاصل بينه وبين ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً

القاهرة

في خضم الأحداث الواقعة على الساحتين الإقليمية والدولية، أبرزها، الصراع الروسي الأوكراني، وانشغال دول المجتمع الدولي بالبحث عن مصادر بديلة لتأمين احتياجاتها من النفط، وتجنب التأثيرات السلبية لهذه الحرب على الاقتصاد العالمي؛ وانشغال دول المنطقة العربية بحل الأزمات التي تواجه بلدانها المأزومة (اليمن، سوريا، ليبيا)، في ظل هذه الأحداث؛ عادت التنظيمات الإرهابية مجددًا إلى الساحة بنشاط أوسع، في محاولة منها للهيمنة واستعادة المناطق التي فقدتها خلال السنوات الأخيرة بفضل تكاتف دول العالم في مجال مكافحة الإرهاب، ويعد «تنظيم القاعدة» بفروعه العربية والأفريقية؛ أحد أبرز التنظيمات الساعية للتمدد والانتشار خاصة خلال العام 2023.

وتعيش جماعة الإخوان، وأذرعها السياسية في مختلف أنحاء الدول العربية، محنة أيديولوجية وتنظيمية غير مسبوقة، خاصة بعد سقوطها في مصر، والسودان، وتونس، وتراجعها إلى حد الاضمحلال في الجزائر، ودخولها في صراع وجودي بليبيا.

ولا يختلف الأمر كثيرا في اليمن الذي يواجه فيه حزب التجمع الوطني للإصلاح، الذراع السياسية للجماعة انهيارا لنفوذه السياسي، وتآكل مراكز نفوذه العسكري، في شطري البلاد.

حزب الإخوان الذي نشأ في العام 1990، يعاني من تراجع المد الفكري، حتى صار مفتقدا للدعم الشعبي، وسط خيارات ضيقة للغاية من أجل العودة، في ظل فشل تقاربها مع جماعة الحوثي، لتضارب أطماع الطرفين في القفز على الحكم.

وعلى الرغم من تشابك الخيوط بين القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في اليمن، فإنها تتفق على إغلاق الطريق أمام محاولات حزب الإصلاح للعودة، من خلال ضرب شرعية المجلس الرئاسي، بالتصعيد ضد المجلس ورئيسه وإنكار شرعيته والتحريض عليه.

النظرة القريبة على التغيرات الديناميكية في الأوضاع على الأرض وداخل أروقة السياسة اليمنية، تشير إلى أفول نجم الأيديولوجيا الإخوانية، وما انبثق عنها من أحزاب يمنية، انتهجت العنف سبيلا للقفز على السلطة، وذلك على الرغم من أن الجماعة في اليمن ما زالت تتلقى دعما من بعض الدول.

حزب الإصلاح سيكون مجبرا على التحرك ببطء شديد بالتوازي مع عمليات جس نبض للحوثيين، هذا ما تشير إليه التحليلات، حيث سيدفع ببعض أجنحته التي فتحت اتصالات مع قيادات حوثية، للبحث عن أرضية مشتركة تراعي مصالح كلا الطرفين.

فقدان الإخوان لقوة الدفع السياسية، بدأت في أعقاب الثورة اليمنية، حين عملت الجماعة لمصالحها الخاصة على حساب شركاء الثورة، مما كلَّفهم تراجع الدعم شعبي من خارج العناصر التنظيمية للجماعة.

وهذا ما اعترف به الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، مؤسس ورئيس حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن، قائلا، إن الحزب تأسس في 13 سبتمبر 1990 كجزء من صفقة، مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بهدف معارضة الحزب الاشتراكي اليمني، شريك صالح في توحيد شطري البلاد، إلا أنه بمرور الوقت انقلب الحزب ضد حليفه السابق صالح، وأصبح حميد نجل الأحمر أبرز خصوم علي صالح.

ويمكن ملاحظة أن تحالف الإخوان مع نظام علي صالح لإسقاط الحزب الاشتراكي اليمني، بوصفه الكيان القادر على المنافسة الفعالة.

وعلى الرغم من ذلك تحالف الحزب الاشتراكي نفسه مع جماعة الإخوان ضد صالح، كجزء مما عرف بأحزاب اللقاء المشترك (JMP). وذلك لأن صالح بمجرد اكتمال هجومه على الحزب الاشتراكي، سعى إلى ضرب حلفائه في حزب الإصلاح التابع للجماعة، عبر سلسلة من القرارات، كتفكيك نظام المعاهد العلمية، الذي كان يشكل أهم الموارد البشرية والإطار التنظيمي المستخدم لنشر فلسفة الجماعة.

كما قرر صالح أيضا ضرب نفوذ الجماعة التاريخي في مجال التعليم، الذي مكنها من استقطاب وضم عشرات الآلاف من الطلاب والمعلمين.

وتأتي سيطرة الجماعة على التعليم، في أعقاب فترة بدأت خلال ستينيات القرن الماضي، اعتمدوا فيها على الانتماءات القبلية القوية للشعب اليمني، والحماسة الدينية، ليشاركوا في جميع مراحل التحول السياسي، حتى نجحوا في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي في تأسيس نظام تعليمي ديني مواز، ظل قائما حتى عام 2001.

ومع تغير أهداف الجماعة مرحليا، استطاعوا كسب ولاء رئيس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني لحزب الإصلاح، وسيطروا على عدد لا بأس به من المناصب الرئيسية في المؤسسات المدنية والعسكرية للدولة، غير عابئين بخسارة شركاء الثورة، الذين اعتبروا تحركات الإخوان محاولة لتهميشهم واحتكار السلطة والتراجع عن مبادئ الشراكة التي اتفقوا عليها جميعًا.

ونتيجة لذلك أصبح العديد من قادة وأعضاء أحزاب اللقاء المشترك معارضين للإخوان المسلمين، ومع الضعف النسبي لحلفاء الجماعة، واعتمادهم فقط على الخطاب السياسي، الذي يفتقر إلى قوة الواقعية، مقارنة بالجماعة نفسها، أو ما يملكه الخصم الرئيس وهو جماعة الحوثي، تمكنت الأخيرة من جذب وتجنيد بعض القادة الوطنيين واليساريين، وبالتالي تجريد الإخوان من مصداقيتهم بين حلفائهم.

على الرغم من التأثير الإعلامي المهم للإخوان داخل اليمن، فإن تركيز وسائلهم الإعلامية على معارك الإخوان خارج البلاد، قلل من نفوذهم واهتمام الجمهور اليمني بشئونهم.

وإذا نظرنا إلى الجنوب، فسنجد أن تحالف حزب الإصلاح الإخواني مع علي عبدالله صالح في حرب 1994 ضد اليمن الجنوبي، إلى اتخاذ الجنوبيين موقفًا سلبيًا تجاه الإخوان، كرد فعل على العلاقة التاريخية السيئة التي كانت قائمة بين الإخوان والجنوب.

هذا الطرح يجعل فرص الجماعة في استعادة قاعدة النفوذ السياسي في اليمن أمرا صعبا، خاصة بعد فقدان الشعب اليمني للشغب الأيديولوجي الإخوان، بسبب ما يعانيه من حرب أهلية طاحنة مستمرة منذ سنوات.

وعلى الرغم مما يتمتع به جناح الإخوان في اليمن من مهارة تنظيمية كبيرة، فإنهم باتوا يواجهون معدلات متدنية جدا من التأييد الشعبي لديهم، الذي يحرمهم من أي فرصة حقيقية في العودة للصورة، أو المشاركة بدور قوي في رسم ملامح اليمن بعد الحرب.

وتجدر الإشارة الى أنه منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري» في غارة أمريكية بأفغانستان، مطلع أغسطس 2022، ظن البعض أن التنظيم بمقتل زعيمه قد انتهي، إلا أن حقيقة الأمر، أن التنظيمات الإرهابية التي تحمل فكرًا ورؤية واضحة، لا تموت بمقتل زعمائها، والدليل على ذلك، أن تنظيم القاعدة ما زال قائمًا حتى الآن، وأنه بعد مقتل مؤسسه «أسامة بن لادن» في 2011، استمر التنظيم ولم يندثر ولم يقل نشاطه، بل توسع وتمدد في عدة بلدان عربية وأفريقية.

القاعدة في اليمن


وفي الوقت الحالي، نشهد تصاعدًا لنشاط تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية، للتوسع والتمدد في الأراضي اليمنية، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، ومطلع عام 2023، نفذ مسلحو القاعدة سلسلة من الهجمات لاستهداف القوات الجنوبية في عدة محافظات يمنية وخاصة الواقعة بجنوب اليمن حيث يستقر التنظيم الإرهابي، وهذه محاولة من قبل الأخير للتصدي لعملية «سهام الشرق» التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي بنسختيها الأولي في أغسطس الماضي والثانية في يناير الجاري، لدحر الإرهاب في جنوب اليمن.

وعليه، فإن تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وجد في اليمن بيئة خصبة للتمركز بها، مستغلًا الأوضاع والصراعات التي يشهدها هذا البلد العربي، الذي يعاني منذ أكثر من 9 سنوات من حرب، خاصة بعد أن فشلت الهدنة الأممية الموقعة بين مجلس القيادة الرئاسي اليمني وميليشيا الحوثي، بعد رفض الأخيرة الموافقة على تجديدها للمرة الرابعة بعد انقضائها مطلع أكتوبر الماضي، ولذلك من المتوقع أن يواصل تنظيم القاعدة خلال الفترة المقبلة نشاطه في الأراضي اليمنية طالما لم تتم تسوية الأزمة اليمنية.

القاعدة في سوريا

في يونيو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة نجاح قواتها في استهداف «أبو حمزة اليمني» القيادي بتنظيم «حراس الدين» (فرع القاعدة في سوريا منذ 2018)، كما أعلن الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي، وضع التنظيم الموالي للقاعدة وزعيمه «سامي العريدي» على لوائح الإرهاب، جراء تهديده للأمنين الإقليمي والدولي، وهو ما كشف عن وجود هذا التنظيم وتأثيره داخل الأراضي السورية خاصة بعد أن فك ارتباطه بجبهة تحرير الشام بعدما أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة، وعليه فإن عودة «حراس الدين» إلى الظهور داخل الأراضي السورية لن يتوقف على الأقل خلال الفترة المقبلة، إذ أن تنظيم القاعدة بجميع فروعه، يستغل في الوقت الراهن انشغال واشنطن بمحاربة « تنظيم داعش» الإرهابي في دول المنطقة وخاصة سوريا، والعراق.

القاعدة في أفريقيا

خلال النصف الثاني من العام الماضي، تنامى نشاط أفرع تنظيم القاعدة في دول القارة الأفريقية، إذ شنت «حركة شباب المجاهدين» (فرع القاعدة في الصومال شرق أفريقيا منذ إعلان ولائها للتنظيم في (2009) سلسلة من الهجمات الإرهابية لاستهداف القوات الأمنية والعسكرية الصومالية خاصة بعد وصول الرئيس الصومالي «حسن شيخ محمود» إلى الحكم في مايو الماضي وإعلانه عن إستراتيجية لمكافحة الإرهاب.

وبالتوجه إلى دول الساحل الأفريقي، نجد «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم "القاعدة" منذ تأسيسها عام 2017، والمكونة من اتحاد واندماج عدد من الميليشيا الإرهابية (أنصار الدين، كتيبة ماسينا، القاعدة في المغرب الإسلامي)، ومنتشرة في (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، فقد شنت هذه الجماعة الارهابية خلال العام الماضي سلسلة من الهجمات، ومن المتوقع أن تتزايد خلال العام 2023، بسبب أمرين، أولهما، هشاشة الأوضاع الأمنية داخل هذه البلدان الأفريقية التي تعد ساحة لتمدد الإرهاب بها، إذ تستغل الجماعات الإرهابية الثروات الطائلة بهذه البلدان للسيطرة عليها لتمويل أعمالها الإرهابية، أما الأمر الثاني، فهو انسحاب عدد من القوى الدولية لقواتها من بعض البلدان الأفريقية خلال العام الماضي، فعلى سبيل المثال، سحبت فرنسا، قوة برخان الفرنسية من دولة مالي في أغسطس الماضي، وقواتها من أفريقيا الوسطى في أكتوبر الماضي.

ويسعى زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي إلى حشد المزيد من العناصر والقادة بهدف تكثيف هجمات التنظيم ضد القوات اليمنية، وذلك بعد أن أصدرت القيادة العامة، قراراً بتوسيع بنك الأهداف واستهداف مناطق جديدة خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية خلال الفترة القادمة.

فمنذ انطلاق عملية "سهام الحق" نفذ عناصر التنظيم نحو 40 استهداف بعبوات ناسفة على القوات المشتركة في محافظة أبين، واستخدم التنظيم في "سهام الحق" تكتيك حرب العصابات، من خلال زراعة العبوات الناسفة في الطرق والأودية لضرب القوات، ورغم نجاعة تلك العمليات والتي استطاع من خلالها التنظيم استهداف القوات بشكل سلس وبدون خسائر، ألا أن باطرفي قرار إلى الانتقال إلى استراتيجية أشد عنفًا ضد قوات المجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي وقوات التحالف، يأتي ذلك في ظل انفتاح التنظيم على ميليشيات الحوثي.
ثمّة اعتقادًا لدى زعيم تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي، أن نجاح تنفيذ استراتيجيته الجديدة، يحتاج إلى إقناع عناصر وقادة التنظيم، بأن ليس هناك أي تخادم بين التنظيم وميليشيات الحوثي والنظام الإيراني، من خلال مسارين أساسيين، بهدف الدفع بهم إلى المشاركة في العمليات العسكرية التي ينوي التنظيم القيام بها خلال الفترة القادمة:

المسار الأول

وفقًا لمصادر يمنية ، عقد زعيم تنظيم القاعدة عدة لقاءات مع قادة ميدانيين وأمراء ولايات يمنية بهدف اطلاعهم على الاستراتيجية العسكرية الجديدة.

وفي أول لقاءاته، التقى باطرفي بعدة قادة ميدانيين وأمراء مناطق في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، ومنهم "أبو الهيجاء الحديدي، وأبو علي الديسي وأبو أسامة الدياني وأبو محمد اللحجي، وأيضا ا م العدني"، وطالبهم بتجهيز أفرادهم للقيام بعمليات هجومية بسيارات مفخخة وانغماسين، في محافظات شبوة وأبين وحضرموت وعدن

وفي الاجتماع أعلن زعيم التنظيم خالد باطرفي، تشكيل لجنة حشد للمقاتلين برئاسة القيادي "أبو علي الديسي"، كما وجه، أمير محافظتي شبوة وأبين أبو الهيجاء الحديدي، بحشد المزيد من العناصر، وفي المقابل سيعمل باطرفي على توفير كل متطلبات العمل العسكري في محافظة أبين وشبوة.

لكن أبو الهيجاء أشار، إلى أن حضور التنظيم في عدة مناطق في محافظتي شبوة وأبين تضاءل، بعد خلاف القبائل هناك مع التنظيم، موكداً أن هناك أزمة حقيقة بينهم وبين التنظيم، ولن نستطيع استقطابهم، حتى تنتهي تلك الخلافات والأزمات، كما طلب أبو الهيجاء من زعيم التنظيم، تلبية متطلبات عناصر التنظيم وتوفير احتياجاتهم، حتى يتمكن من حشدهم، وإخراجهم من منازلهم، ودون توفير ذلك، سيصعب من أمر حشدهم للعمليات القادمة.

وحول تنفيذ العمليات، أعلن زعيم التنظيم باطرفي، بتوسيع نطاق العمليات إلى محافظات عدن وحضرموت بالإضافة إلى أبين وشبوة، وأن تأخذ العمليات أشكال مختلفة، كتنفيذ عمليات استهداف بسيارات مفخخة وانتحاريين وعمليات انغماسيه، وهو ما رفضه أبو الهيجاء الحديدي، مبررًا رفضه، بأن التنظيم يعاني في تنفيذ العمليات في محافظة أبين، أثار عمليات الانتشار العسكرية للقوات المشتركة، مؤكداً أن العناصر يعانون أثناء الدخول إلى المناطق لزراعة العبوات الناسفة، والخروج منها، مؤكداً أن هذه العمليات ورغم صعوبتها، إلا أنها الأنسب في الوقت الحالي.

حديث أبو الهيجاء، قوبل برفض كلاً من باطرفي و أبو علي الديسي مسؤول الدعوة و مسؤول معسكرات التحشيد، الذي أصر على حشد العناصر، لتنفيذ عمليات كبيرة "اقتحامات وسيطرة.

وفي محاولة بائسة لإثبات جدية قرار تنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، عقد زعيم التنظيم القاعدة خالد باطرفي اجتماع آخر ضم قادة مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات المدعومة إيرانياً، وأبرزهم مراد الصومعي، وأبو علي البيضاني، وأبو صالح الجوفي، واثنين آخرين من مأرب، تسأل خالد باطرفي عن احتياجاتهم للعمل ضد الحوثي، مؤكداً أن التنظيم سيعيد زخم العمليات في كل المناطق.

جدية قرار تنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، سرعان ما تبخرت، فبعد انتهاء الاجتماع، عاد قادة المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي إلى مآويهم بخفي حنين، بعد أن فشلوا بالحصول على أي دعم مادي أو عسكري، فليس لدى باطرفي أي نية حقيقة للبدء بتنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، والهدف الحقيقي من وراء الاجتماع، هو قطع الطريق أمام أي اعتراض أو رفض أو عرقلة للتجهيزات التي يحظرها التنظيم لتنفيذ عمليات في المحافظات الجنوبية

المسار الثاني

ولأنه لم يتمكن من إقناع الجميع بأنه غير متواطئ مع إيران والحوثيين، خرج خالد باطرفي بخطاب هاجم فيه إيران والحوثيين، وذلك بعد الاجتماع التي عقدها مع المسؤولين والقادة عن المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي والحكومة اليمنية.

وفي ظهوره الإعلامي الأخير، خاطب زعيم التنظيم خالد باطرفي عناصر التنظيم بلغة الحرب، أثناء حديثه عن ميليشيات الحوثي وإيران، في محاولة للتأثير عليهم، والإيحاء بأن التنظيم يسعى إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد الميليشيات المدعومة إيرانياً، من خلال التأكيد على عداء التنظيم للحوثيين، ولكن من غير المتوقع أن تسهم هذه المحاولة في تغيير موقف عناصر التنظيم والقادة المعتزلين، وربما لو كان برر باطرفي موقفه المتخذ سابقاً من ميليشيات الحوثي، لكان تفهم العناصر ذلك، لكن إنكاره لذلك بدون يقدم أي أدلة قاطعة، لم يغير موقف القادة والعناصر الرافضين لقرارات باطرفي.

خطة استباقية

كان ظهور خالد باطرفي في خطابه الأخير، خطة استباقية، قبل تنفيذ الإستراتيجية الجديدة التي يسعى لتنفيذها عكس ما تناوله أغلب الخطاب، ومع استمرار توقف العمليات ضد الحوثيين، يسعى باطرفي إلى تكثيف العمل وتوسعته ضد القوات في مناطق سيطرة الحكومة، أكثر عنفاً و متزامنة في أكثر من منطقة.