اتهامات مستمرة..

"هجوم أصفهان".. هل يعيد برنامج الصواريخ الإيرانية المتطوّرة إلى دائرة الضوء؟

الهجوم يأتي بعد تزايد المخاوف الدولية، بشأن زيادة حجم وتركيز تخصيب اليورانيوم ونهج إيران في إنتاج اليورانيوم بالتركيز المطلوب لصنع أسلحة نووية، وتأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، من أن طهران دمرت فرصة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.

صور من غوغل تظهر المنشأة التي استهدفت في هجوم أصفهان

طهران

أكدت إيران، اليوم الجمعة، ضلوع أشخاص على ارتباط بإسرائيل في الهجوم الذي استهدف "مجمعا عسكريا" تابعا لوزارة الدفاع بمحافظة أصفهان وسط البلاد.

وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، إنه "ثبت تورط بعض التابعين لإسرائيل في هجوم أصفهان".

وكشفت قوات الأمن الإيرانية عن "إلقاء القبض على عناصر رئيسية في الهجوم الذي وقع بطائرات مسيرة على الموقع العسكري بأصفهان".

وكان مراقبون اعتبروا الهجوم، الذي اعترفت السلطات الإيرانية بوقوعه الأسبوع الماضي، بمثابة عودة لحرب الظل بين طهران وتل أبيب، من شأنه زيادة التوترات في المنطقة.

ويأتي الهجوم بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أن "إيران هي أكبر تهديد أمني لإسرائيل".

وكانت إيران حمّلت إسرائيل "مسؤولية" الهجوم، على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة، السفير أمير سعيد إيرواني، الذي أكد أن "التحقيقات الأولية تظهر أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الإرهابي على المجمع التابع لوزارة الدفاع".

ولم يقدم إيرواني -آنذاك- في الرسالة التي وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تفاصيل بشأن التحقيقات، لكنه أشار لتصريحات مسؤولين إسرائيليين لمّحوا فيها مؤخرا إلى احتمال استهداف بنى تحتية لبلاده.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية، قالت إن "الطائرات التي ضربت منشأة أصفهان كانت من طراز (مروحية رباعية)، وهي قادرة على حمل قنابل صغيرة".

وأشارت إلى أنها تسمى "المروحيات الرباعية"، لأنها تحتوي على أربع شفرات دوارة، وعادة ما يكون لديها مدى قصير ويتم التحكم فيها بواسطة جهاز تحكم عن بعد.

وكانت إيران نسبت عددا من الهجمات السابقة على منشآتها العسكرية والنووية الحساسة إلى إسرائيل.

وآخرها، ما زعمته وزارة الاستخبارات الإيرانية في يوليو/تموز الماضي، بإحباط "مؤامرة" لمهاجمة منشآت حساسة حول أصفهان.

كما اتهمت إسرائيل كذلك بتنفيذ هجوم في أبريل/نيسان 2021 على منشأة نووية تحت الأرض في نطنز.

لكن إسرائيل لم تعلق حتى الآن على الاتهام، ونادراً ما تعلن مسؤوليتها عن عمليات بإيران.

ورغم مرور أيام على الهجوم الذي استهدف منشأة عسكرية في إيران، فإن الحادث ما زال محل اهتمام العديد من المراقبين الذين اعتبروه بمثابة عودة لحرب الظل بين طهران وتل أبيب.

وأعلنت السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي "فشل" هجوم بطائرات مسيّرة صغيرة استهدف "مجمعا عسكريا" تابعا لوزارة الدفاع في محافظة أصفهان وسط البلاد.

وفيما لم تعلن إيران عن طبيعة نشاط هذه المنشأة العسكرية، إلا أن الخبراء يعتبرون هجوم الطائرات بدون طيار على هذه المنشأة جزءًا من "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل، والتي حذروا من أنها ستؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة.

الهجوم يأتي بعد تزايد المخاوف الدولية، بشأن زيادة حجم وتركيز تخصيب اليورانيوم ونهج إيران في إنتاج اليورانيوم بالتركيز المطلوب لصنع أسلحة نووية، وتأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، من أن طهران دمرت فرصة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.

كما يأتي بعد تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أكد فيها أن إيران هي أكبر تهديد أمني لإسرائيل، في تصريحات أثارت موجة غيوم في سماء المنطقة، مشابهًا لذلك الذي أحدثه الهجوم على أصفهان.

إلا أن تلك التصريحات قوبلت بأخرى من قبل إيران حمّلت فيها على لسان مندوبها إلى الأمم المتحدة إسرائيل "مسؤولية" الهجوم، مؤكدة أن "التحقيقات الأولية تظهر أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الإرهابي على المجمع التابع لوزارة الدفاع"، بحسب وكالة أنباء "إيسنا".

وفيما لم يقدم السفير أمير سعيد إيرواني في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تفاصيل بشأن التحقيقات، لكنه أشار لتصريحات مسؤولين إسرائيليين في الآونة الأخيرة، لمّحوا فيها لاحتمال استهداف بنى تحتية لبلاده.

ورأى المندوب الإيراني أن على مجلس الأمن الدولي "إدانة التصريحات العدوانية للسلطات الإسرائيلية، والطلب من هذا النظام التزام القوانين الدولية وإنهاء برامجه الخطرة ونشاطاته التدميرية في المنطقة".

وشدد إيرواني في رسالته على أن "إيران تحتفظ بحقها المشروع والمتأصل في الدفاع عن أمنها القومي والرد بحزم على أي تهديد أو مخالفة من النظام الإسرائيلي، أنّى وأينما رأت ذلك ضروريا"، وفق ما أوردت "إيسنا".

ونقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم، تأكيدهم أن إسرائيل هي التي تقف خلف العملية.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن الطائرات التي ضربت منشأة أصفهان كانت من طراز "مروحية رباعية" وتحمل قنابل صغيرة، تسمى "المروحيات الرباعية" لأنها تحتوي على أربع شفرات دوارة، وعادة ما يكون لها مدى قصير ويتم التحكم فيها بواسطة جهاز تحكم عن بعد.

وفي الصور التي نشرتها إذاعة وتلفزيون إيران لبقايا الطائرات بدون طيار، يمكن ملاحظة أنها طائرات بدون طيار تجارية "رباعية المروحية" يمكن شراؤها بسهولة.

وخلص خبراء وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية للأنباء إلى تضرر جزء من سقف هذه المنشأة بعد مقارنة صور الأقمار الصناعية التي سجلتها شركة الأقمار الصناعية الخاصة "بلانيت لابز بي بي سي".

وبعد تحليل صور الأقمار الصناعية وفيديو تلفزيون إيران، يمكن الاستنتاج بأن سقف هذا المرفق مصنوع من "درع قفص"، ما يشبه طبقات الحماية التي تثبت على سطح وحول برج المركبات المدرعة لمقاومة التعرض للصواريخ أو الطائرات بدون طيار التي تحمل القنابل.

ويُظهر استخدام هذه الطبقات الواقية على أسطح المنشآت العسكرية في أصفهان، أن إيران توقعت أن تكون هذه المنشآت مستهدفة بهجمات الطائرات بدون طيار.

وزارة الاستخبارات الإيرانية زعمت في يوليو/تموز الماضي، أنها أحبطت "مؤامرة" لمهاجمة منشآت حساسة حول أصفهان.

وفي نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بثت إيران جزءًا من "اعترافات" لأشخاص زعموا أنهم أعضاء في كومله، وهي مجموعة كردية معارضة مقرها في كردستان العراق، مشيرين إلى أن الموساد دربهم لمهاجمة مرافق الطيران في أصفهان.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المنشأة العسكرية في أصفهان هي مركز الطيران الذي ورد ذكره في هذه "الاعترافات".

ونُسب عدد من الهجمات السابقة على المنشآت العسكرية والنووية الحساسة لإيران إلى إسرائيل، بما في ذلك هجوم أبريل/نيسان 2021 على منشأة نووية تحت الأرض في نطنز.

ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية بعد على هجوم الطائرات بدون طيار الأخير. ونادراً ما تقبل السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن عمليات الوحدات العسكرية السرية للدولة أو الموساد.