بحضور شخصيات أوروبية..

عشرات الآلاف يتظاهرون في باريس للتضامن مع الانتفاضة الجارية في إيران

سار الإيرانيون المحبون للحرية وهم يحملون لافتات تضامنية مع الشعب الإيراني ويحثون الحكومات الغربية على دعم مطلب الشعب الإيراني بإقامة إيران ديمقراطية وغير نووية من خلال الاعتراف بحق الإيرانيين في الدفاع عن النفس

أكثر من عشرة آلاف إيراني ينظمون تجمّعاً حاشداً في باريس للتضامن مع الثورة الجارية في إيران

باريس

 نظّم الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية في فرنسا وأنصار منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الأحد 12 شباط/ فبراير مسيرة حاشدة وتجمعاً في باريس لدعم الثورة المستمرة في إيران واستذكاراً لثورة 1979 ضد نظام الشاه الدكتاتوري. 
وشارك في التجمع - الذي يُعد الأكبر بعد التجمع الذي أقيم في الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي في برلين - عدد من الجمعیات الكردیة الإيرانیة‌ وشخصيات أوروبية وعالمية.

وردد المشاركون في التجمّع هتافات مواطنيهم المنتفضين الذين وقفوا بشجاعة في وجه القوات القمعية التابعة لنظام الملالي، مثل "الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الملالي" ، ويبرهن هذا الشعار على الطبيعة الديمقراطية للانتفاضة الحالية وكيف أن الاحتجاجات مستمرة والإيرانيون موالون للتراث الديمقراطي وجوهر ثورة 1979 التي استولت عليها للأسف الثيوقراطية الحاكمة.
وتم تسليط الضوء على هذه الحقيقة من قبل المتحدثين في التجمّع، ولا سيما رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، التي كانت المتحدث الرئيسي، إذ قالت في كلمة لها :" إن الدكتاتورية هي دكتاتورية، سواء كانت بعمامة أو تاج ".
وأضافت :" أن كلمة الثورة انتصرت وحطمت دكتاتورية الشاه والملالي، وهي تضيء مشرقة، وتقاتل، ومصممة على تحقيق الحرية في النصر، إننا نجد أنفسنا في خضم ثورة ديمقراطية جديدة، حيث يسعى شعبنا لإقامة جمهورية ديمقراطية خالية من التعذيب والعنف والقمع والتبعية، دعونا نتذكر أن الدكتاتورية، سواء كانت مغطاة بعمامة أو تاج، تظل ديكتاتورية ".
وجددت السيدة رجوي التذكير بمطالب الشعب الإيراني، قائلة :" يجب إضافة حرس الملالي إلى قائمة المنظمات الإرهابية المصنفة من قبل الاتحاد الأوروبي، يجب حل حرس الملالي ووزارة المخابرات، اللتين تم استخدامهما كواجهة دبلوماسية لمؤامرات التفجير والاغتيال المدبرة من قبل النظام، هذا ما يطالب به الشعب الإيراني ولا غنى عنه لتعزيز السلام الإقليمي والعالمي ".

مِن جانبه، عبّر العمدة السابق للدائرة الأولى في باريس، جان فرانسوا ليجاري،  عن دعمه للسيدة رجوي وخطتها ذات النقاط العشر لمستقبل إيران.
وقال في كلمة ألقاها خلال التجمع :" إن هذا النظام يهدد العالم، نحن هنا من أجل رسالة مشتركة: يجب أن نقاتل، فالحرية والديمقراطية يجب أن تنتصر في إيران، نحن ندعم برنامج مريم رجوي، يجب أن يدعم هذا الكفاح ثلاث كلمات: الديمقراطية، الجمهورية، الحرية ".

وانضم العمدة السابق لمنطقة باريس الثانية ونائب عمدة وسط باريس جاك بوتو، إلى زميله في دعم المقاومة والشعب الإيراني.
وقال في كلمة له :" نحن ندعم الثورة للتخلص من النظام، إن ثورة 1979 سرقها الملالي قبل 44 عاما، نحن الديمقراطيون نتضامن معكم ".
من جهتها، ألقت السيناتور الكولومبية السابقة والمرشحة الرئاسية، السيدة إنغريد بيتانكورت، كلمةً قالت فيها :" إنه لأمر رائع أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ، هنا مع الشتات الإيراني، تضامناً مع المتظاهرين في إيران".
وأكدت :" أن ثورة 1979 كانت ثورة ديمقراطية سرقها الخميني الذي حل محل الشاه، استغل قمع الشاه للمعارضة للاستيلاء على السلطة. اليوم، عادت المعارضة إلى الشوارع، ويهتف المحتجون (الموت للديكتاتور سواء كان الشاه أو الملالي! ) ، لقد حان الوقت لكي ننهض ونتوقف عن الخوف وعن الركوع أمام النظام الإيراني - ليس فقط بالنسبة للشعب الإيراني ولكن بالنسبة لنا أيضاً هنا في أوروبا، إن نضال الشعب الإيراني هو نضالنا، نحن رهائن من قبل هذا النظام ".

أما النائب البلجيكي (رئيس الوزراء السابق) غي فيرهوفشتات، فقال في كلمة ألقاها خلال التجمّع، أنه :" خلال ثورة 1979، كان عمري 26 عاماً، كنت آمل أنه مع رحيل الديكتاتور، كان لدى الشعب الإيراني فرص جيدة في نيل الحرية، ولكن لسوء الحظ، حل دكتاتور جديد محل الدكتاتور القديم ". 
وأعرب عن تضامنه مع الشعب الإيراني وحث الدول الأوروبية على محاسبة طهران وإدراج حرس الملالي للنظام في القائمة السوداء، قائلاً :" بصفتنا أوروبيين، نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، يجب أن نحاسب النظام على جرائمه، وأن نفرض عقوبات شديدة على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، يجب كسر العمود الفقري للنظام الإيراني، حرس الملالي، وأن ندين أيديولوجية النظام ونشاطه الإجرامي. يجب قطع التمويل عن حرس الملالي والتأكد من إدراجه ككيان إرهابي ".
وأضاف :" نحن نقف بالضد من الدكتاتورية، ونطالب بالديمقراطية للشعب الإيراني الذي طالت معاناته ".

وفي السياق ذاته، ألقى رئيس الرئيس السابق لمجلس العموم البريطاني جون بيركو، كلمةً قال فيها :" لكي لايحاول أي شخص تحريف تمثيلنا، فإننا نجتمع هنا بمناسبة الذكرى 44 للإطاحة بالشاه الشيطاني، وأننا لانريد العودة إلى تلك الدكتاتورية تحت أي ظرف من الظروف، وإذا أردنا مساعدة الشعب الإيراني على رسم مسار للديمقراطية الحقيقية، يجب أن ندرك أن الوقت قد حان لحظر أولئك الذين لا يؤمنون بالديمقراطية والحرية، بل يؤمنون فقط بالتطبيق الفاشي للقوة، ويمثل حرس الملالي بالضبط تلك الروح الوحشية الخطيرة الموجهة نحو العنف، يجب حظرها واعتبارها منظمة إرهابية ".

من جهتها، قالت السيدة مهناز سليميان السكرتير الأقدم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في كلمة لها :" ان النظام يحاول عرقلة البديل الديمقراطي، لكن بتضحيات هذه المقاومة التي قدّمت أكثر من 120 ألف شهيد وبنشاط وحدات المقاومة والشباب سيسقط هذا النظام وتتخلص المنطقة والعالم من شروره ".
وأضافت :" لن نغفر ولن ننسى، يجب أن لاننسى كلَّ إنسان عذبه وقتله الملالي ونظام الشاه ".

أما عضوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومحررة صحيفة نبرد خلق، السيدة زينت ميرهاشمي، فقد علّقت قائلةً :" إن جرائم نظام الملالي يجب ألّا تجعلنا ننسى جرائم نظام الشاه".

وتحدث العديد من أفراد الجاليات الإيرانية في أوروبا خلال التجمّع الذي شارك فيه أكثر من عشرة آلاف شخص، مؤكدين رغبة الشعب الإيراني في تغيير النظام وعدم السماح لأي شكل من أشكال الدكتاتورية بالمجيء الى سدة الحكم في إيران، سواء كانت دكتاتورية الشاه أو نسخة أخرى من نظام الملالي الحاكم.
كما سار الإيرانيون المحبون للحرية وهم يحملون لافتات تضامنية مع الشعب الإيراني ويحثون الحكومات الغربية على دعم مطلب الشعب الإيراني بإقامة إيران ديمقراطية وغير نووية من خلال الاعتراف بحق الإيرانيين في الدفاع عن النفس.