الاحتجاجات الإيرانية..

اعتراف مسؤولي الملالي بمحورية شعار الموت لـ "خامنئي" ومؤسسة إيرانية تشيد بمهاجم سلمان رشدي

حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي المؤيدة للإصلاح نأت بنفسها عن الفتوى الصادرة أواخر التسعينات، فإن مكافأة بملايين الدولارات لمن يأتي برأس رشدي ظلت قائمة ولم تُلغ.

اعتراف مسؤولي النظام بمحورية شعار الموت لخامنئي في الانتفاضة

طهران

أعرب أحمد رضا رادان، قائد شرطة النظام، يوم الأحد، 19 فبراير، في خطاب له في جيلان، عن استيائه من شعارات الشعب الإيراني المناهضة لخامنئي.  

يعرف العدو أنه إذا تجاوز خندق ولاية الفقيه، فلن يكون هناك أي مانع أمامه للتسلل إلى البلاد، ولهذا السبب كان اتجاه الشعارات في الفتنة الأخيرة نحو موقع القائد المعظم.  

في وقت سابق، أقر العديد من قادة نظام الملالي بهذه القضية، وكان مهدي سياري، نائب رئيس جهاز استخبارات في الحرس قد قال، عن هذا: “في العام الماضي، خطط الأعداء لهذا بحيث كان كل التركيز على تدمير القائد، لذلك اليوم انتم تشهدون كل الشعارات ضده”.  

قال الملا رضا نوري إمام جمعة مدينة بجنورد يوم 17 فبراير بغضب عن ترديد شعارات الموت لخامنئي وإحراق صور السفاح  قاسم سليماني في شوارع إيران بأيدي شباب الانتفاضة والذي أصبح أمرا روتينيا: رأوا صورة المرشد الأعلى، مزقوها، والبعض أهانه، ورددوا شعارات ضده، وأهان الغرباء والمرتزقة صورة الشهيد سليماني داخل النظام، وبعضهم تصرف بحماقة وأحرق صورة هذا البطل القومي … حتى النهاية نعلن لحضرة السيد هذه الأمة ستعلن أيضا يا سيدي سنكون معكم حتى النهاية. (شبكة اترك التلفيزيونية للنظام 17 فبراير)  

هذه الاعترافات والتصريحات من  قبل مسؤولي النظام تشير إلى وعي المواطنين وشباب الانتفاضة داخل إيران، الذين حددوا التناقض الرئيسي والعقبة الرئيسية أمام قيام الجمهورية على أنها هي ولاية الفقيه.  

وعلى الرغم من جهود النظام لقيادة حركات التضليل والانحراف في الانتفاضة، فإن شباب الانتفاضة يدرك جيدًا أن مصدر كل المشاكل، بما في ذلك الحريات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والقضايا المتعلقة بالمرأة، كلها مرتبطة بشخص الولي الفقيه، وطالما تحكم هذه الجرثومة إيران، لا يمكن حل أي من هذه المشاكل. إن شكاوى وتذمر مسؤولي النظام تظهر بوضوح انحياز الشباب ونواياهم الصحيحة في مواجهة الحكومة.  

من جانب آخر أشادت مؤسسة إيرانية بالرجل الذي هاجم الروائي سلمان رشدي العام الماضي، وقالت إنها ستمنحه ألف متر مربع من الأراضي الزراعية على سبيل المكافأة، وفق ما أفاد به التلفزيون الرسمي اليوم (الثلاثاء) عبر حسابه على «تلغرام».

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء؛ خسر رشدي (75 عاماً) إحدى عينيه، كما فقد القدرة على استخدام إحدى يديه في الاعتداء عليه فوق خشبة مسرح بإحدى الفعاليات الأدبية بالقرب من بحيرة «إيري» بشمال الولايات المتحدة في أغسطس (آب) الماضي.

ودفع هادي مطر، وهو شيعي أميركي من نيوجرسي، ببراءته من تهم محاولة القتل والاعتداء من الدرجة الثانية.

وقال محمد إسماعيل زارعي، الأمين العام لـ«الشبكة الشعبية لتنفيذ فتوى الإمام الخميني»: «نشكر بصدق الشاب الأميركي على العمل الشجاع الذي قام به، وإسعاده المسلمين بفقء إحدى عيني رشدي وتعطيل إحدى يديه». وأضاف: «لم يعد رشدي الآن أكثر من مجرد ميت على قيد الحياة. ولتكريم هذا العمل الشجاع؛ سيجري إهداء نحو ألف متر مربع من الأراضي الزراعية لهذا الشخص أو لأي من ممثليه القانونيين».

وكان من المزمع أن يلقي رشدي محاضرة عن الحرية الأدبية في مؤسسة بمنطقة تشاوتاوكوا حينما سارع مطر إلى المنصة وطعنه؛ وفق ما أعلنته الشرطة.

يأتي الهجوم بعد 33 عاماً من إصدار الخميني؛ المرشد الأول في إيران، فتوى بإهدار دم رشدي بعد أشهر قليلة من نشر الأخير كتابه «آيات شيطانية». ووصف بعض المسلمين فقرات في الرواية عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنها كفر.

وتتحدر أسرة مطر من بلدة يارون في جنوب لبنان. وأظهرت مراجعة لجهات إنفاذ القانون؛ حول حسابات مطر على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه متعاطف مع التشدد الشيعي و«الحرس الثوري» الإيراني؛ وفق ما محطة «إن بي سي - نيويورك» الإخبارية التلفزيونية.

وتحمل شوارع يارون ملصقات للخميني. وقالت جماعة «حزب الله» في أغسطس الماضي إنها لم تكن على دراية بأي شيء بخصوص الهجوم على رشدي.

وقال علي تحفة؛ رئيس بلدية بلدة، إن والدَي مطر هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولُد مطر وترعرع، وأضاف أنه لا يملك معلومات عن توجهاتهم السياسية.

وأمضى رشدي؛ المولود في الهند لأسرة مسلمة من كشمير، 9 سنوات مختبئاً تحت حماية الشرطة البريطانية.

وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي المؤيدة للإصلاح نأت بنفسها عن الفتوى الصادرة أواخر التسعينات، فإن مكافأة بملايين الدولارات لمن يأتي برأس رشدي ظلت قائمة ولم تُلغ.

وجرى تعليق حساب المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، على «تويتر» في عام 2019 لقوله إن الفتوى ضد رشدي «نهائية».