في خضم تصاعد العمليات العسكرية بين موسكو وكييف..

زيارة وزير الخارجية السعودي الى اوكرانيا.. دبلوماسية نشيطة تحظى بثقة أطراف النزاع

زيارة وزير الخارجية السعودي الى كييف ولقائه بعدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس زيلنسكي تعزز دور المملكة كلاعب إقليمي ودولي وزان يحظى بثقة مختلف الأطراف المشمولة بالصراع الروسي الأوكراني.

السعودية واوكرانيا توقعان اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تفوق 400 مليون دولار

كييف

تشير الزيارة التي يؤديها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أوكرانيا ولقائه بعدد من المسؤولين على رأسهم الرئيس فلاديمير زيلنسكي إلى إمكانية أن تلعب الرياض دورا في إنهاء التوتر بين كييف وموسكو من خلال وساطة حيث ترتبط السعودية بعلاقات قوية ووثيقة مع روسيا وأوكرانيا.

والزيارة تعتبر الأولى لوزير سعودي منذ 30 سنة والأولى لمسؤول عربي رفيع منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا وتأتي في خضم تصاعد العمليات العسكرية بين موسكو وكييف ومحاولات الغرب تشديد الخناق على السلطات الروسية وهي تعزز دور المملكة كلاعب اقليمي ودولي وزان يحظى بثقة مختلف الأطراف المشمولة بالصراع.

واجتاحت القوات الروسية الأراضي التركية في 24 فبراير/شباط 2022 ما اثار انتقادات دولية ورغم ان السعودية رفضت الهجوم لكنها أصرت على لعب دور حياد ورفضت التنديد بروسيا والمشاركة في محاولات عزلها وهو ما أثار انزعاج الولايات المتحدة الحليف الرئيسي للرياض في منطقة الشرق الأوسط.

ويبدو ان الخيار الذي اتخذته السعودية اثبت جدواه حيث حافظت الرياض على علاقاتها مع الدولتين العدوتين وهو ما يمكنها من لعب دور الوسيط بينهما بهدف احلال السلام في خضم جهود اخرى بذلتها دول مثل تركيا ولكنها لم تسفر الى حد الان عن انهاء الصراع.

ووفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية واس الأحد "فقد نقل وزير الخارجية تحيات الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده  الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الاوكراني وحكومة وشعب أوكرانيا".

واكدت الوكالة انه "جرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ووقعت السعودية واوكرانيا اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تفوق 400 مليون دولار في شكل مساعدات انسانية وذلك بحضور وزير الخارجية السعودية ورئيس مكتب الرئيس الاوكراني أندريه يرماك.

وقال الأمير فيصل للصحفيين إن المسؤولين وقعوا اتفاقيات تنص على كيفية إنفاق حوالي 410 ملايين دولار في شكل مساعدات إنسانية أجازتها الحكومة السعودية لأوكرانيا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

من جانبه قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا في لقاء مع وزير الخارجية السعودي و ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك "أن أوكرانيا مصممة بقوة على تطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية ليس فقط على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف ولكن أيضا على المستويات الإقليمية، وكذلك البحث المشترك عن طرق لتعزيز مكانة دولتنا في جنوب الكرة الأرضية".

وتحدث  كوليبا إلى أهمية الزيارة الأولى لوزير خارجية المملكة العربية السعودية إلى كييف منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية وقال "نرحب بالوزير ونبدي التزامنا التام بتطوير علاقاتنا. وسوف نبحث معا سبل تعزيز مواقفنا في الجنوب العالمي، وخاصة في أفريقيا."

واضاف "نرى تفاعلاً مع المملكة العربية السعودية ليس فقط على المستوى الثنائي، وليس فقط على المستوى متعدد الأطراف في سياق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ولكن أيضا على المستوى الإقليمي، وسوف ننسق جهودنا."، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".

وقال أن هناك الكثير من المهام المختلفة أمامنا، بيد أن الشيء الرئيسي هو أن الاتصالات التي أجراها الرئيس زيلينسكي مع ولي العهد السعودي والأمير فيصل تؤتي ثمارها لكلا البلدين.
وأضاف "بأنه تم توقيع وثيقتين ترسيان أسس تطوير التعاون على مسارات وزارتي إعادة الإعمار ووزارة الطاقة" حيث توقع "أن يتم تشكيل مجالات واتجاهات محددة، حيث سيتم فيها تنفيذ مشاريع قوية جديدة".

وترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع روسيا كذلك حيث ينسق الجانبان الخطوات في إطار تحالف اوبك+ حيث اثار هذا الموقف غضب الولايات المتحدة التي اتهمت الرياض بمحاولة كسر الخناق على موسكو من خلال قرار التخفيض في الإنتاج بأكثر من مليوني برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي فيما أكدت الرياض أنه اقتصادي بحت ويستهدف الحفاظ على استقرار الأسواق.

وتطورت العلاقات بين روسيا والسعودية بشكل كبير في الآونة الأخيرة ونجحت الرياض قبل أشهر بفعل هذه العلاقة في تأمين الإفراج عن 10 أجانب أسرهم الروس واتهموهم بالقتال مع القوات الأوكرانية بينهم خمسة بريطانيين وأميركيين اثنين.

ولم تتوقف الاتصالات الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والامير محمد بن سلمان منذ الغزو الروسي لأوكرانيا كان أخرها نهاية الشهر الماضي للبحث في ملف أسعار النفط.
وتنظر الولايات المتحدة بكثير من القلق والانزعاج للتقارب السعودي الروسي بينما تسعى لعزل موسكو دوليا.