"عودة الخلافات مجددا"..

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يرفض ترشيحات جنوبية بضوء أخضر سعودي

"الرياض قد وعدت الجنوبيين بالشراكة في الحكومة، الا ان ذلك لم يتحقق على الاطلاق، ولا يزال اتفاق الرياض متعثر بفعل رفض حلفاء السعودية تنفيذ بنوده"

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وقيادات عسكرية سعودية ويمنية في العاصمة عدن - ارشيف

الرياض

علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر دبلوماسية يمنية إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي المدعوم سعودياً، رفض ترشيحات جنوبية، تقدم بها عضو المجلس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، تتضمن تعيين نواب لعدة وزارات في حكومة الشراكة التي شكلت بناء على اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، العام 2019م.

وبينت وثيقة مسربة "أن الزبيدي تقدم بترشيحات لنواب في وزارات الشؤون القانونية، والخارجية، والإدارة المحلية، والنفط والمعادن، والشباب والرياضة، والإعلام والثقافة".

ويعود تاريخ تلك الوثيقة إلى الـ9 من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي 2022م، حيث تؤكد مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي إن مقترحات التعيين جاءت كاستحقاق جنوبي ضمن حكومة الشراكة التي يرأسها مسؤول يمني شمالي.

وقالت مصادر مقربة من الحكومة لصحيفة اليوم الثامن إن سكرتير عضو مجلس القيادة عبدالله العليمي، هو من سرب وثيقة ترشيحات الزبيدي".. مشيرة الى ان سكرتير العليمي، يدعى عبده فاضل سرب من العاصمة السعودية الرياض، الوثيقة الى جماعة الاخوان في تركيا".

وعبده فاضل، هو يمني زيدي من محافظة حجة الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية، ويقدم نفسه على انه عضو في تنظيم إخوان اليمن، وهو  شقيق وكيل وزارة حقوق الإنسان "ماجد فضائل"

وأكدت المصادر ان رشاد العليمي، ذهب فور تعيينه الى الاستعانة بشخصيات زيدية يمنية، لعل أبرز قراراته، تعيين تاج الدين مسلي، رئيس دائرة القيادات الادارية في مجلس الوزراء وهو سلاليا ينتمي إلى الحوثيين لكنه محسوب على رجل الاعمال الإخواني الزيدي حميد الأحمر، وقد عينه العليمي بناء على ضغوط مارسها حميد الأحمر المقيم بين الرياض وإسطنبول، على رئيس مجلس القيادة خلال زيارته إلى الرياض العام الماضي.

وفرضت السعودية، حكومة شراكة ولاحقا مجلس قيادة رئاسية يقوده يمنيون شماليون، ضمن ضغوط تمارسها الرياض لمنع ما تسميه بانفصال الجنوب؛ حيث يريد الجنوبيون العودة الى دولتهم السابقة التي دخلت في وحدة شراكة انتهت بالحرب والاحتلال العسكري في صيف العام 1994م.

ورضخ الجنوبيون لشروط سعودية، أقرت تشكيل مجلس قيادة رئاسي يرأسه شخصية أمنية عملت لعقود في الجانب الأمني مع الرياض، وهو وزير داخلية اسبق، في حين ان رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ومحافظ البنك المركزي، جميعهم يمنيون شماليون من مدينة تعز.

وعلى الرغم من ان الرياض قد وعدت الجنوبيين بالشراكة في الحكومة، الا ان ذلك لم يتحقق على الاطلاق، ولا يزال اتفاق الرياض متعثر بفعل رفض حلفاء السعودية تنفيذ بنوده.

وتطلق الرياض حملة إلكترونية يشرف عليها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، السيد محمد ال جابر، مناهضة للجنوبيين، بدعوى انهم يريدون تقسيم اليمن، وقد جاءت الحملة قبيل توقيع اتفاقية تطبيع بين الرياض وطهران في العاصمة الصينية بكين.

ويقول جنوبيون إن الإدارة السعودية المشرفة على الملف اليمني، تناصبهم العداء، الأمر الذي دفع تلك الإدارة الى دعم معركة اجتياح محافظة شبوة في أغسطس/ اب من العام 2019م.

وتقول السعودية إن موقفها مع ما تطلق عليه "وحدة اليمن"، على الرغم من استحالة هزيمة الحوثيين الموالين لإيران، والذين أصبحوا سلطة أمر واقع في محافظات اليمن الشمالي.