«طهران على محك زاهدان»..

إيران.. مأزق السياسة الطائشة.. تظاهرات في الداخل وحراك سياسي دولي يواجه نظام الملالي

«خلال العقود الأربعة الماضية، سعى التحالف الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشكل مستمر ودون كلل إلى التغيير الديمقراطي»

مؤاتمر باريس للمعارضة الايرانية

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن
باريس

وجه متحدثون في جلسات مؤتمر “ايران حرة” انعقد في باريس مؤخرا انتقادات للسياسة الامريكية تجاه ايران، طالبوا بتغيير اساساتها، واخذ العديد من الحقائق المتعلقة بها في عين الاعتبار، لا سيما الخطر الذي يمثله نظام الملالي.
شارك في الجلسة التي ترأسها نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق لينكولن بلومفيلد كل من المدعي العام الأمريكي السابق مايكل موكيزي، النائب السابق لوزير الخارجية الامريكي روبرت جوزيف، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا تشاك والد، ومدير السياسات في الخارجية الأمريكية ميتشل ريس.
قال موكيزي في مداخلته ان الخارجية الامريكية ادرجت مجاهدی خلق في قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997 مشيرا الى ان القرار كان سياسيا، يهدف الى استرضاء الملالي، لم يسبقه تحقيق حول المنظمة والمجلس الوطني للمقاومة، او يأخذ في عين الاعتبار انها منظمة ديمقراطية تتمسك بحقوق الإنسان، واستمر الإدراج غير العادل 15 عامًا، ثم الغي بأمر من المحكمة، وصف المسؤول الامريكي الأسبق سياسة الاسترضاء بالمخزية، مشددا على خطأ الاستراتيجية الامريكية التي تريد التوصل إلى اتفاق مع نظام الملالي الذي لا يمكن الوثوق به ولا يلتزم بأي اتفاق.
من ناحيته أكد الجنرال تشاك والد على سخف الاتفاق النووي مع النظام الإيراني، محذرا من حصول نظام الملالي على قنبلة ذرية، ومشددا على عدم امكانية تجاهل غباء سياسة الاسترضاء.
تطرق المتحدثون في مداخلاتهم إلى عدم شرعية حكم الولي الفقيه، حذر السفير ريس من خطورة النظام الإيراني على العالم، مشيرا الى افتقاره للمشروعية الشعبية، حيث يتظاهر الشعب الإيراني ضده كل يوم، وركز على عبثية فكرة أن یصبح نظام الملالي معتدلا بالتدريج، لا سيما وان النظام لا يتمتع بمشروعیة‌ شعبیة، ويأخذ منحى التوحش يوما بعد يوم، فيما شدد جوزيف على ان الشعب الإيراني أكبر تهديد للنظام، واكد فشل سياسة الاسترضاء سواء في مجال التعامل مع إرهاب النظام أو عدوانه في المنطقة، مبدأ حصوله على القنبلة الذرية، وانتهاكه لحقوق الإنسان، معربا عن اعتقاده بان النظام غير مستقر ونهايته وشيكة، وانتقد جوزيف عدم وجود معلومات صحيحة حول إيران قائلا انه “في عام 2002 تعرفت على منظمة مجاهدی خلق والمجلس الوطني للمقاومة، في ذلك الوقت، كنت في البيت الأبيض، مسؤولًا عن نزع السلاح النووي.، شرح لي رئيس مكتبي تفاصيل مؤتمرات المنظمة، سألت كيف يعرف المجاهدون أكثر مني عن البرنامج النووي لهذا النظام، كيف يمكن لما يسمى جماعة إرهابية أن تتخذ بضع خطوات بعد المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض وتكشف مثل هذه التقارير، ثم أدركت حجم التضحيات التي يقدمها أعضاء هذه الحركة وعلمت بفقدان الكثير منهم أشقاء أو آباء، لم یبخلوا لتحقيق المثل الأعلى للحرية، وعلمت بان الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي قدمت بديلاً للنظام الإيراني بطرحها برنامج النقاط العشر.
في التأكيد على ضرورة اعتماد المعلومات والحقائق كأساس للسياسة والمبادئ الصحيحة قال الجنرال تشاك والد ان “مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية يعتبران بديلا فعالا” داعيا الى دعم هذا البديل بدلا من عدم المبالاة، وعدم اعطاء المجال للنظام باتفاق نووي مزيف” فيما شدد روبرت جوزيف على ضرورة “دعم المعارضة الديمقراطية” من جهة وتقييد النظام من جهة أخرى كي لا يأخذ فرصة للتنفس، مع وضع حقوق الإنسان في صميم السياسة.
مرة اخرى علق المتحدثون الامريكيون الجرس، بتأكيد رفضهم للسياسة الطائشة والعقيمة التي تتبعها الولايات المتحدة في ايران، مممثلة بالاسترضاء، ووضعهم التصورات المناسبة لمواجهة خطر نهج الملالي الذي يهدد الاستقرار والسلم العالميين، ووفروا بذلك مخرجا من المأزق السياسي الذي يواجهه المتورطون في مجاراة حكم الولي الفقيه.
 

بان كي مون وجوردون براون وأناتولي كیناك يدعمون برنامج السيدة مريم رجوي المكون من 10 بنود

 

انضم بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وجوردون براون، رئيس وزراء إنجلترا السابق، وأناتولي كيناك، رئيس وزراء أوكرانيا الأسبق، إلى البيان العالمي الداعم لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية مع فصل الدين عن الدولة على أساس لا لنظام الشاه ولا لنظام ولاية الفقيه، ودعم خطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، الرئیسة المنتخبة للمقاومة لفترة نقل السلطة إلى الشعب إلإيرانیة.
وبذلك، يشمل البیان العالمي الآن 120 توقيعًا لزعماء العالم السابقين وأغلبية 29 برلمانا ومجلسًا، بما في ذلك 3600 شخص منتخب من دول مختلفة في 5 قارات. هذا بالإضافة إلى دعم 75 فائزًا بجائزة نوبل في جميع المجالات.
وتنص رسالة القادة السابقين لـ 46 دولة على ما يلي: تتضمن الخطة المكونة من 10 نقاط التي قدمتها السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، انتخابات حرة، وحرية التجمع والتعبير، وإلغاء عقوبة الإعدام، ومساواة بين الجنسين، وفصل الدين عن الدولة، والحكم الذاتي للقوميات الإيرانية، وإيران غير النووية هو برنامج متوافق مع القيم الديمقراطية ويستحق الدعم. 
وأضاف 120 من قادة العالم في رسالتهم أن الشعب الإيراني أوضح من خلال شعاراتهم أنهم يرفضون كل أشكال الديكتاتورية سواء كان الشاه المخلوع أو النظام الديني الحالي، وأنهم يرفضون أي علاقة معهم. 
وأكد قادة 46 دولة في العالم أننا نؤمن بأن الشعب الإيراني هو الذي يقرر مستقبله. في الوقت نفسه، نعلم أنه خلال العقود الأربعة الماضية، سعى التحالف الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشكل مستمر ودون كلل إلى التغيير الديمقراطي. 
ونصح 120 من قادة العالم رؤساء الولايات المتحدة ورئيسي وزراء إنجلترا وكندا وزعماء أوروبا بأننا نحثكم على الوقوف متضامنين مع شعب إيران في رغبته للحصول على جمهورية ديمقراطية وفصل الدين عن الدولة. لا يوجد فيه أي شخص، بغض النظر عن وضعه لا يتمتع فيه الانتماء الديني أو الوراثي بأي ميزة على الآخرين 
وأضاف القادة أن عقودًا من الصمت والتقاعس الواضح من جانب المجتمع الدولي قد غذت ثقافة الإفلات من العقاب في إيران. منذ الثمانينيات، أعدمت السلطات في إيران عشرات الآلاف من المتظاهرين والسجناء السياسيين 
  في إشارة إلى مجزرة السجناء السياسيين في إيران عام 1988، قالوا إنه بشكل مأساوي، في عام 1988 وحده، تم اعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي، غالبيتهم العظمى من أعضاء مجاهدي خلق المعارضين، بطريقة وحشية.
 

البلوش يتظاهرون ضد نظام الملالي
 

واصل المواطنون البلوش على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين تظاهراتهم الغاضبة، مرددين هتافاتهم الرافضة لدكتاتورية الملالي والشاه، رغم قمع اجهزة الملالي.
نزلوا الى شوارع زاهدان بعد صلاة الجمعة ورددوا هتافات “الموت لخامنئي“، “سأقتل من قتل أخي”   لاظهار غضبهم مما آلت اليه الامور في البلاد، حملوا يافطات كتبت عليها عبارات تشير الى ” جريمة النظام الشاه ونظام ولاية الفقيه في بلوشستان”، تدعو الى انهاء مئة  عام من جريمة ارتكبها النظام الشاه ونظام ولاية الفقيه، وتذكر برفض الأهالي مساومة النظام الشاه وعدم استعدادهم لمساومة نظام ولاية الفقيه.
تفجر غضب المنتفضين البلوش مرة اخرى  ضد نظام القتل والمجازر في اليوم التالي، استهدف مركز شرطة المجرمين المتورطين في الحادث الدموي الذي وقع  يوم الجمعة 30 سبتمبر من العام الماضي، للتأكيد على عدم نسيانهم محاولة الحرس القتلة خنق أصواتهم في تلك “الجمعة الدامية” بفتح وابل من الرصاص ادى الى سقوط أكثر من 100 شخص في تلك المجزرة، تلتها جمعة دموية أخرى في خاش بعد 35 يومًا، سفك الحرس خلالها دماء 20 آخرين من البلوش الأبرياء، ورد الاهالي بصرخات “الموت لخامنئي”، “الباسيج، الحرسي، أنتم داعشيون فينا” و”سأقتل كل من قتل أخي” لتستمر فعاليات غضب المواطنين البلوش المظلومين كل جمعة في أنحاء مختلفة من إيران، وتبقي شعلة الانتفاضة ضد نظام الجلادين مستمرة.
استمرت المواجهة مع عناصر خامنئي 4 ساعات يوم السبت، قتل خلال الهجوم حسب وسائل إعلام النظام ما لا يقل عن اثنين من عناصر النظام وأصيب عدد آخر، لكن بعض الشبكات الاجتماعية في بلوشستان أعلنت وصول عدد المرتزقة القتلى الى 17  قتيلا.
تمركزت قوات الشرطة والحرس في مدينة زاهدان بعد انتهاء الاشتباكات، لتفرض على المدينة حالة عرفية غير معلنة، تخللها إطلاق نار متفرق وأعمى لإثارة الرعب واعتقال العديد من الأشخاص. .
حاول خامنئي وأد الانتفاضة خلال الأسابيع الماضية بزيادة عمليات إعدام السجناء البلوش من جهة، وإرسال قادة الحرس إلى بلوشستان، بدءا من القائد العام لقوات الحرس  حسين سلامي، ووزير الداخلية العميد احمد وحيدي، والتوعد بكبح جماح الشعب وترهيبه، لكن أبناء بلوشستان والمقاتلين علموا سفاح ولاية الفقيه المتعطش للدماء درسًا كبيرا، افهموه بانهم لن يتنازلوا عن دماء اخوتهم واخواتهم وابنائهم، و لن يتم ترهيبهم بالقتل والقمع والإعدام.
يؤكد المواطنون البلوش بمواصلة احتجاجاتهم استمرار الانتفاضات والثورات كخيار للوصول الى هدف التغيير الذي ينشده الشعب الايراني، عجز نظام الملالي عن مواجهة الازمات التي تسبب في خلقها على مدى السنوات الماضية، عدم قدرة حكم الولي الفقيه على الاستمرار، والحاح الحاجة لتولي البديل الديمقراطي زمام الامور في البلاد.