"الرياض تناصب عدن العداء"..

التطبيع السعودي الإيراني.. تفكيك ألوية عسكرية يمنية مناهضة للحوثيين

"بشأن التطبيع المرتقبة بين السعودية وإسرائيل، تتطلع واشنطن إلى أن تراجع الرياض بشكل كبير علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع بكين وموسكو وتعزز الهدنة التي أنهت الحرب في اليمن"

السعودية تفكك ألوية عسكرية يمنية مناهضة للحوثيين وتبحث التطبيع مع اسرائيل - أرشيف

الرياض

أعلنت مصادر عسكرية يمنية إن المملكة العربية السعودية التي كانت تقود تحالفا عسكريا مناهضا للأذرع الإيرانية في اليمن، فككت ألوية عسكرية يمنية مناهضة للحوثيين، كان يرابط في جنوب البلاد، في الحدود مع اليمن، فيما صعدت نخب سياسية سعودية من الخطاب العدائي تجاه الجنوب، الأمر الذي خلق العديد من التفسيرات.

وقالت مصادر عسكرية يمنية في مأرب لصحيفة اليوم الثامن إن السعودية فككت ثلاثة ألوية عسكرية يمنية "يمن سعيد وقوات خاصة"، كانت ترابط على الحد الجنوبي للمملكة، دون ان تصرف مستحقاتهم بعد ان ظل منتسبو هذه الألوية يرابط في الحدود لسنوات.

وقال جنود مسرحون في تصريحات صحفية إنهم اضطروا الى بيع هواتفهم الخلوية مقابل الحصول على أموال تساعدهم على العودة الى ديارهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك قوات عسكرية، فقد تم تفكيك لواء قوات خاصة جنوبي كان يرابط على الحدود اليمنية السعودية.

وجاءت هذه التطورات غداة لقاء جمع ولي العهد السعودي وسلطان سلطنة عمان في مسقط، كرس لمناقشة ترتيبات اتفاق يجري التحضير له في السلطنة بمشاركة الحوثيين الموالين لإيران.

وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن وفدا من الاذرع الإيرانية في صنعاء، يستعد للذهاب الى الرياض للتوقيع على اتفاق جرى التفاهم بشأنه في مسقط.

ومن المتوقع ان يحضر الحوثيون الاجتماع الذي يتوقع ان يشارك فيه مسؤولون إيرانية وعمانيون وسعوديون، ينص الاتفاق على انسحاب القوات السعودية من اليمن، مع بقى نفوذها في الجنوب، ودفع المرتبات وإعادة الاعمار وجبر الضرر في مناطق سيطرة الحوثيين.

وقال  أ.د. عبدالله بن مبارك إن السعوديين سوف يكونوا في المستقبل حجر عثرة امام مضي الجنوب في تقرير مصيره، واستعادة دولته السابقة، وان الرياض من المتوقع ان تدخل في معركة كسر عظم مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف الغيثي في تدوينة على اكس :" قيادات المجالس الوطنية السعودية في المحافظات الجنوبية ستقوم بلعب دور البديل للمجلس الإنتقالي الجنوبي في قبول نتائج مفاوضات عُمان بين السعودية و الحوثيين ، و هذه خيانة عظمى للقضية الجنوبية لا ينبغي للمجلس الإنتقالي الجنوبي الاستمرار في التسامح مع من يخون شعب الجنوب و تضحياته".

وشن نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية الرسمية عبدالله ال هتيلة، هجوما على الجنوبيين، واتهمهم بالعمالة لإيران، بدعوى انهم يسعون لعرقلة اتفاق سلام في اليمن بين السعودية والحوثيين، ذراع طهران في صنعاء.

على صعيد التطبيع السعودي الإسرائيلي المرتقب، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الدفاع يوآف غالانت، طلب من منسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريت ماكغورك توضيحات بشأن برنامج نووي سعودي محتمل خلال لقائهما في نيويورك، وفقا لمجموعة من التقارير الإعلامية العبرية يوم الأربعاء".

ورد أن المملكة العربية السعودية طلبت من الولايات المتحدة إعطاء الضوء الأخضر لتطويرها لبرنامج نووي مدني كجزء من شروطها لتطبيع المملكة للعلاقات مع إسرائيل.

وفقا لإذاعة الجيش الاسرائيلي، فقد قدم غالانت لمسؤولي البيت الأبيض قائمة بالمخاوف الإسرائيلية بشأن هذه الجهود، بناء على التقييمات التي قدمها له مسؤولون أمنيون قبل رحلته إلى الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى المخاوف الإسرائيلية بشأن الطاقة النووية السعودية المحتملة، ورد أن اسرائيل تسعى أيضا للحصول على توضيحات بشأن الأسلحة المتقدمة التي قد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة ببيعها إلى الرياض كجزء من أي صفقة.

وقال التقرير إنه لم يتم تقديم إجابات فورية من قبل المسؤولين الأمريكيين في الاجتماع، ولكن من المتوقع أن تكون الردود وشيكة.

وألمح بيان رسمي من غالانت بعد لقائه مع ماكغورك يوم الثلاثاء إلى مثل هذا الخط من الاستجواب، مشيرا إلى أن وزير الدفاع "شدد على أهمية الترتيبات الأمنية" في توسيع العلاقات مع الجيران الإقليميين، وكذلك "أهمية الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل" وسط هذه الجهود.

والجهود مستمرة منذ أشهر للتوسط في نوع من اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بدعم من الولايات المتحدة. وينظر إلى مطالبة الرياض بالحصول على ضوء أخضر من واشنطن لتطوير برنامج نووي على أنه جزء من المحادثات الأمريكية السعودية الأوسع نطاقا التي يمكن أن تشهد إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية. ويعتقد أيضا أن السعوديين يسعون للوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الأمريكية المتقدمة وتحالف دفاعي مع الولايات المتحدة.

ومن جانبها من الصفقة، تتطلع واشنطن إلى أن تراجع الرياض بشكل كبير علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع بكين وموسكو وتعزز الهدنة التي أنهت الحرب في اليمن.

ومع ذلك، أكد المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا أن مثل هذه الصفقة لا تبدو وشيكة، وستتطلب أيضا تنازلات بعيدة المدى للفلسطينيين من قبل إسرائيل، وهو أمر يبدو من غير المرجح أن يتم تأمينه في المناخ السياسي الحالي.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في مقابلة إن إسرائيل ليس لديها بالضرورة مشكلة مع برنامج نووي مدني سعودي. وأصدر مكتب نتنياهو في وقت لاحق بيانا قلل فيه من شأن التصريح، على الرغم من أن وسائل الإعلام العبرية نقلت عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء تأكيده على أن إسرائيل "لا تستبعد" فكرة تخصيب الرياض لليورانيوم.

"لديك دول في المنطقة يمكن أن يكون لديها طاقة نووية مدنية. هذه قصة مختلفة عن برنامج الأسلحة النووية "، قال ديرمر في مقابلة مع PBS. وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على امتلاك السعودية "قدرة نووية مدنية، بما في ذلك التخصيب" مقابل التطبيع، أجاب ديرمر: "مثل أشياء كثيرة، الشيطان يكمن في التفاصيل، وسيتعين علينا النظر فيما يتم الاتفاق عليه في نهاية المطاف".

ورد أنه من المقرر أن يسافر وفد من كبار المسؤولين الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية في الأسابيع المقبلة لمناقشة المطالب التي من المقرر أن تقدمها الرياض لإسرائيل كجزء من اتفاق تطبيع محتمل.

في الأسبوع الماضي، ذكرت أكسيوس أن ديرمر لم يقدم سوى القليل من الإيماءات للفلسطينيين خلال سلسلة اجتماعاته الأخيرة في واشنطن، قائلا إن تنازل إسرائيل هو موافقتها على تطوير المملكة العربية السعودية لبرنامج نووي مدني.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الثلاثاء أن المملكة العربية السعودية اقترحت تجديد مساعداتها للسلطة الفلسطينية – وهي علامة محتملة على أن الرياض تتطلع إلى إقناع رام الله بدعم جهود التطبيع.

ويزعم التقرير أن ولي عهد السعودي محمد بن سلمان قدم لأول مرة عرضا لتجديد المساعدات – التي تم تجميدها بالكامل في عام 2016 وسط مزاعم الكسب غير المشروع – عندما زار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المملكة الخليجية في أبريل.

ومن المرجح أن لا يحظى التوصل إلى اتفاق مع القدس بشعبية بالنسبة للعديد من السعوديين نظرا للمشاعر القوية المؤيدة للفلسطينيين في الدولة الخليجية. لذلك، فإن ختم موافقة رام الله على اتفاق التطبيع مع إسرائيل يمكن أن يساعد في التخفيف من رد الفعل العام في المملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي على نطاق أوسع.