"الصحافة الإسرائيلية تتحدث جملة من الأسباب"..

"نايف السديري" أول سفير سعودي لدى فلسطين.. هل إلغاء زيارته إلى المسجد الأقصى؟

ذكرت تقارير فلسطينية -نقلتها صحيفة هآرتس- أنه كان من المتوقع أن يزور الوفد السعودي المسجد الأقصى بمناسبة المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء. ولم تؤكد هذه التقارير مصادر رسمية فلسطينية أو سعودية أو تنفيها.

نايف السديري السفير السعودي المعين حديثا لدى فلسطين، ألغى زيارة كانت مقررة يوم الأربعاء إلى المسجد الأقصى

القدس

قالت تقارير صحافية إسرائيلية إن المبعوث السعودي لدى فلسطين إلغاء زيارته التي كانت متوقعة إلى المسجد الأقصى لتجنب “رد فعل فلسطيني عنيف”، مشيرة إلى أن الزيارة التي كان مخططا لها يوم الأربعاء الماضي تم تأجيلها وسط معارضة رام الله والدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لتعطيلها، حيث يعتبرها البعض علامة على التطبيع مع إسرائيل.

 وأفادت تقارير أن نايف السديري، السفير السعودي المعين حديثا لدى فلسطين، ألغى زيارة كانت مقررة يوم الأربعاء إلى المسجد الأقصى كجزء من زيارته الحالية للضفة الغربية.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الدبلوماسي السعودي نائف السديري سيزور ثالث أقدس موقع في الإسلام في إحدى رحلاته المستقبلية.

ويمثل وصوله إلى رام الله يوم الثلاثاء المرة الأولى التي ترسل فيها المملكة السعودية وفدا دبلوماسيا إلى الضفة الغربية منذ توقيع اتفاقية أوسلو في عام 1993. 

وقدم السديري، الذي يشغل أيضا منصب سفير في الأردن، أوراق اعتماده كسفير غير مقيم لدى فلسطين والقنصل العام في القدس الشرقية.

وذكرت تقارير فلسطينية -نقلتها صحيفة هآرتس- أنه كان من المتوقع أن يزور الوفد السعودي المسجد الأقصى بمناسبة المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء. ولم تؤكد هذه التقارير مصادر رسمية فلسطينية أو سعودية أو تنفيها.

وكانت هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد سعودي رسمي منذ أن استولت إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية من الأردن في حرب “الأيام الستة” عام 1967.

 وأشارت التقارير إلى أن السعوديين كانوا يهدفون إلى إبقاء الأمر بعيدا عن الأضواء لمنع التدخل الإسرائيلي في تفاصيل الزيارة ومنع الاحتجاجات الفلسطينية.

الزيارة المزمعة، أثارت ردود فعل منتقدة من قبل الفلسطينيين، حيث اعتبرها البعض علامة على التطبيع مع إسرائيل وطالبوا بمنعها.

وبحسب ما نقلته هآرتس عن مصادر فلسطينية فإن الوفد السعودي فهم حساسية الموضوع بالنسبة للفلسطينيين، وقرر تأجيل الزيارة.

وتأتي زيارة السفير في الوقت الذي تقترب فيه إسرائيل والسعودية من توقيع اتفاق تطبيع. وقد طالب السعوديون بعدد من التنازلات للفلسطينيين، في حين تخلوا عن مطالبهم السابقة المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية لعام 2002 لإنشاء دولة فلسطينية.

وكان سفير السعودية لدى الأردن والسفير غير المقيم لدى فلسطين، نايف بن بندر السديري، قد وصل صبيحة الثلاثاء الماضي إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، حيث التقى وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، قبيل لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لتقديم أوراق اعتماده الأصلية والبراءة القنصلية كـ"قنصل عام في القدس".

وتسلم وزير الخارجية الفلسطيني نسخة من أوراق اعتماد السديري سفيرا للسعودية في الأراضي الفلسطينية وقنصلا عاما غير مقيم في القدس. 

وقال السديري للصحفيين بعد لقائه المالكي: "أنا سعيد بأن أكون موجودا (في الأراضي الفلسطينية)... كما اتفقنا مع معالي الوزير أن بلدي فلسطين".

وأكد السفير السعودي لدى الأردن والسفير غير المقيم لدى الأراضي الفلسطينية، نايف السديري، أن المملكة تطمح للوصول إلى علاقات "طبيعية" مع كافة الدول العالم، وذلك في إطار رده على سؤال حول إمكانية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله، الثلاثاء.

وقال السديري في رد على سؤال إحدى الصحفيات حول موقع "القضية الفلسطينية" في ظل الحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل: "كلمة تطبيع تُوضع في سياق غير مناسب أحيانا، فالتطبيع باللغة العربية يعني الطبيعي أي الشيء الطبيعي"

وأردف السفير السعودي قائلا: "الطبيعي بين كل الشعوب والدول هو السلام والاستقرار، فنأمل ونرجو مثلما تحدث سمو سيدي ولي العهد أن يكون هناك علاقات طبيعية مع كافة دول العالم".

الزيارة الأولى من نوعها لوفد سعودي رسمي منذ توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 1993 التي سمحت بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية. وتأتي الزيارة في وقت تقود واشنطن محادثات بين إسرائيل والسعودية لتطبيع العلاقات، ما يثير قلقا فلسطينيا.

وبدأت قبل أشهر عديدة الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت في العام 2020 إلى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ضمن "اتفاقات أبراهام" بوساطة الولايات المتحدة.

وقالت وكالة فرانس برس نقلا عن مسؤولين سعوديين ان الرياض تبحث مع الجانب الإسرائيلي ضمانات أمنية ومساعدتها في برنامج نووي مدني، لكن دون التمسك بشروط حصول الفلسطينيين على "حق إقامة دولة"، وفق للمبادرة العربية التي أعلنتها الرياض قبل أكثر من عقدين.

ولطالما قالت السعودية إن أي تطبيع محتمل مع إسرائيل سيلتزم بالموقف العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

من ناحيته اعتبر مات داس من مركز السياسة الدولية ومقره واشنطن، أن أي اتفاق ستكون له "تداعيات سلبية" على الفلسطينيين.

وقال إن "وجهة نظر اليمين الإسرائيلي قامت على الدوام على أن لا أهمية للقضية الفلسطينية وأن بإمكان إسرائيل القيام بأي أمر ترغب به من دون الحاجة لتقديم أي تنازلات تذكر للفلسطينيين".

وأضاف في إيجاز عبر الإنترنت "أعتقد بأن (الاتفاق) سيؤكّد على هذه الجزئية"، وينظر الفلسطينيون إلى اتفاقات التطبيع على أنها "طعنة في الظهر".

العام الماضي، وصلت وفود إسرائيلية إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة.

وشاركت إسرائيل الشهر الجاري في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967 وضمت لاحقا القدس الشرقية في خطوة لم تحظ بالاعتراف الدولي.

كما أنها تفرض حصارا على قطاع غزة حيث نفّذت إسرائيل ضربة بمسيّرة الثلاثاء استهدفت موقعا عسكريا لحماس خلال تظاهرة ما أدى إلى إصابة 11 فلسطينيا بجروح.