الأبعاد الجيوسياسية لـ "الهجمات على السفن التجارية"..

تعاون قطري-يمني لمواجهة التحديات: تفاصيل زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى الدوحة

في تطور جديد في الصراع القائم، اعترفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتعرضها لضربة أميركية في محافظة الحديدة الساحلية بجنوب البحر الأحمر، والتي تُعد قاعدة رئيسية لشن الهجمات ضد السفن التجارية. يأتي ذلك عقب سلسلة من الغارات التي استهدفت الجماعة في محافظة إب، حيث أفاد الجيش الأميركي بتدمير ثلاث طائرات مسيرة ومنظومتين صاروخيتين.

جلسة مباحثات بين رئيسي وزراء اليمن وقطر تعزز الشراكات التنموية والاستثمارية

الدوحة

أجرى رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، جلسة مباحثات رسمية في الدوحة، تركزت على تطوير شراكات تنموية واستثمارية في مختلف المجالات.

وخلال زيارته التي بدأت الأحد، تناول بن مبارك جهود السلام وخريطة الطريق والتطورات في البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة تصحيح السرديات الخاطئة حول ربط التصعيد والقرصنة الحوثية ضد السفن التجارية بما يجري في غزة.

وأشاد بن مبارك بالعلاقات الثنائية بين اليمن وقطر، معبراً عن حرص البلدين على دفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب من التعاون. كما أثنى على موقف قطر الداعم للشعب اليمني وحكومته، وخاصةً في دعم المتضررين من كوارث الأمطار الأخيرة التي اجتاحت عدة محافظات يمنية.

كما ناقش الجانبان مستجدات الأوضاع على الصعيدين الوطني والإقليمي، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات، مع التركيز على دور قطر في دعم جهود الحكومة اليمنية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وتطرق النقاش أيضاً إلى التطورات في فلسطين والجهود القطرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

بدوره، رحب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة بن مبارك، مؤكداً التزام بلاده الدائم بدعم اليمن وتوسيع أطر التعاون مع الحكومة اليمنية. كما استقبل رئيس الوزراء اليمني قيادة صندوق قطر للتنمية برئاسة سلطان العسيري، حيث تم بحث مجالات التعاون في المشاريع التنموية والخدمية والإنسانية، بما في ذلك مشاريع الكهرباء وبرامج التكيف مع التغيرات المناخية.

تصعيد الحوثيين وتدخلات أميركية في البحر الأحمر

في سياق متصل، اعترفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتعرضها لضربة أميركية في محافظة الحديدة، والتي تستخدمها كقاعدة لشن هجمات ضد السفن. جاءت هذه الضربة بعد سلسلة من الغارات الجوية التي نفذها الجيش الأميركي ضد أهداف حوثية، مما أسفر عن تدمير ثلاث طائرات مسيرة ومنظومتين صاروخيتين.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة "إكس" إن هذه الضربات استهدفت أنظمة حوثية كانت تشكل تهديداً واضحاً للسلامة الملاحة الدولية. وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت "تحالف حارس الازدهار" في ديسمبر الماضي لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين، والتي تصاعدت منذ نوفمبر 2023.

الدوافع الحقيقية وراء الهجمات الحوثية

جددت الحكومة اليمنية اتهامها لإيران بدعم الحوثيين في هجماتهم، معتبرةً أن هذه الهجمات ليست نصرة للفلسطينيين، بل تهدف إلى خدمة مصالح إيران الاقتصادية. وأكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن إيران تستغل الأحداث في غزة لاختبار الأسلحة والمعدات العسكرية التي زودت بها الحوثيين، ويؤكد أن طهران تقف وراء هذه الهجمات تخطيطاً وتسليحاً وتنفيذاً.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في مواجهة التدخلات الإيرانية، مؤكداً الحاجة إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وتجفيف منابعها المالية والسياسية، لدعم جهود الحكومة اليمنية في فرض الاستقرار والأمن على كامل الأراضي اليمنية.