تداعيات إقليمية وتوترات متزايدة..
إسرائيل تشن هجمات عسكرية على قلب إيران: تصعيد جديد يهدد استقرار المنطقة
في تصعيد غير مسبوق للتوترات الإقليمية، شنت إسرائيل ثلاث موجات من الهجمات الجوية استهدفت نحو 20 هدفاً عسكرياً في قلب إيران، بما في ذلك محافظات طهران وخوزستان وإيلام. يعد هذا الهجوم الأول من نوعه منذ الحرب الإيرانية-العراقية، مما يثير مخاوف من تداعيات بعيدة المدى على أمن واستقرار المنطقة.
في تصعيد استثنائي ومتوقع للتوترات الإقليمية، شنت إسرائيل ثلاث موجات من الهجمات فجر السبت، استهدفت نحو 20 هدفاً عسكرياً في محافظات طهران، خوزستان، وإيلام. تعد هذه المرة الأولى منذ الحرب الإيرانية-العراقية التي يتعرض فيها "قلب إيران" لهجوم مباشر، مما يفتح فصلاً جديداً مقلقاً في الشرق الأوسط.
أظهرت القوات الإسرائيلية قدرات تشغيلية عالية من خلال نقل ترسانة كبيرة لأكثر من 1300 كيلومتر، وتمكنت من اختراق الدفاعات الإيرانية، مستهدفة مجموعة متنوعة من المنشآت العسكرية بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. هذا الهجوم يظهر قدرة إسرائيل على الضرب في عمق الأراضي الإيرانية، وهو تطور قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على أمن المنطقة.
اتسم الهجوم الإسرائيلي بالتركيز على أهداف عسكرية محددة، مثل قواعد تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار ومواقع الدفاع الجوي، فيما تجنبت إسرائيل استهداف المنشآت النووية والنفطية، مما يسلط الضوء على استراتيجيتها المحددة. في المقابل، استخدمت إيران سابقاً استراتيجيات هجومية بالصواريخ بغرض استنزاف أنظمة الدفاع وإحداث أضرار واسعة.
على الرغم من وجود أنظمة دفاع متطورة، أجبرت الهجمات الإسرائيلية السكان في بعض المناطق على اللجوء إلى الملاجئ. في المقابل، فإن المساحة الواسعة لإيران وغياب أنظمة إنذار فعالة يعني أن المدنيين هناك كانوا أقل تأثراً.
أبرزت الهجمات غياب رد فوري من "حزب الله"، الحليف الرئيسي لإيران في لبنان، وهو ما يفتح التساؤلات حول احتمالات تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة أو ربما اتخاذ قرار استراتيجي لتجنب التصعيد الفوري.
تلقت إسرائيل دعماً علنياً من الولايات المتحدة، التي اعتبرت الهجوم دفاعاً عن النفس، لكنها نفت أي مشاركة مباشرة في العملية، رغم التعاون الوثيق بين الحلفاء، وخاصة في ظل نشر أنظمة الدفاع الصاروخي THAAD في المنطقة.
تأتي هذه الهجمات في توقيت حساس مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي. تشير التوقعات إلى أن إيران قد تؤخر أي رد فعل كبير إلى ما بعد الانتخابات، مما قد يصب في مصلحة الإدارة الأمريكية الحالية بتجنب صراع إقليمي محتمل يؤثر على الناخبين.
تتزايد التكهنات بشأن رد إيران، مع عدة سيناريوهات محتملة تشمل التصعيد عبر هجمات صاروخية، التهدئة والادعاء باعتراض الهجمات بنجاح، أو تنفيذ هجمات متقطعة على مدى فترة زمنية طويلة.
يرى خبراء أن الأعمال العسكرية بحاجة إلى أن تقترن بمبادرات دبلوماسية استراتيجية لتجنب الانجرار إلى صراع مستدام. في الوقت نفسه، تواجه إسرائيل انتقادات داخلية حول غياب استراتيجية دبلوماسية تترافق مع نجاحاتها العسكرية.
من جانبها، أدانت إيران الهجمات واعتبرتها انتهاكاً لسيادتها، مؤكدة حقها في الرد. ورغم تقارير إعلامية إيرانية تقلل من حجم الأضرار، تواجه طهران ضغوطاً كبيرة في صياغة رد يحافظ على توازن القوة داخلياً وخارجياً.
على المستوى الإقليمي، أعربت دول عربية مثل السعودية، مصر، الإمارات، وعمان عن قلقها إزاء التصعيد، في حين دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى ضبط النفس والحوار لمنع اندلاع صراع أوسع.
تشكل هذه التطورات نقطة تحول خطيرة في العلاقات بين إسرائيل وإيران، ما يجعل التحرك الدبلوماسي أكثر أهمية لتجنب أزمة إقليمية قد تعصف بالاستقرار في الشرق الأوسط.