مخاوف من تأثير عودة ترامب على اتفاق باريس..
أذربيجان تستضيف مؤتمر كوب 29 بمشاركة دولية كبيرة وأجواء تحذيرية
انطلقت في أذربيجان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، وسط دعوات عاجلة لاتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة التحديات المناخية المتفاقمة.
انطلقت يوم الاثنين في باكو، أذربيجان، الدورة التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، حيث شهدت الفعالية كلمات حماسية، مع تأكيد على ضرورة تحقيق نتائج ملموسة. ويشكل كوب 29 لحظة محورية لاتفاق باريس 2015، والذي ألزم الدول بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، بهدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ومع ذلك، شددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على أن تحقيق الهدف الأكثر أماناً يتطلب ألا تتجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، لتجنب عواقب كارثية. وسيتم خلال المؤتمر مراجعة مدى تقدم الدول في تحقيق هذا الهدف، وسط تحذيرات بأن الزيادة في درجات الحرارة قد تصل إلى 2.6-3.1 درجة مئوية، ما سيؤدي إلى نزوح جماعي وخسائر بشرية واقتصادية، خاصة في الدول منخفضة الدخل.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب تقارير تشير إلى أن عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق، وسط قلق من تأثير عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على التزامات الولايات المتحدة المناخية. وصرح الرئيس الأذري للمؤتمر مختار باباييف بأن المؤتمر يمثل "لحظة الحقيقة" لقياس مدى التزام العالم بمواجهة التحديات المناخية، مشيراً إلى ضرورة العمل الحاسم للحد من التدهور البيئي المتسارع.
بدوره، أكد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن تمويل الدول الغنية للعمل المناخي ليس "عملًا خيرياً" بل ضرورة مشتركة، فيما طالب رالف ريغنفانو، مبعوث فانواتو الخاص لتغير المناخ، بضرورة الحفاظ على زخم التحرك العالمي.
وأشار المراقبون إلى أن غياب العديد من زعماء مجموعة العشرين، التي تسهم دولها بنسبة كبيرة من الانبعاثات العالمية، يضعف المناقشات. وتظل قضية التمويل أحد أبرز الخلافات في المؤتمر، حيث تطالب الدول النامية بزيادة الدعم المالي السنوي البالغ 100 مليار دولار، بينما تأمل الدول المتقدمة في توسيع قاعدة المانحين لتشمل دولاً صناعية كبرى مثل الصين ودول الخليج.
وفي ظل التقلبات الجيوسياسية والتوترات الدولية، تمثل كوب 29 فرصة نادرة لإعادة توجيه الجهود العالمية نحو التزامات مناخية أكثر طموحاً.