حرب نفسية على الإنترنت..

حرب الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تواكب النزاع في سوريا

لم تتوقف عملية نشر الأخبار والصور المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي السورية في الأيام القليلة الماضية خصوصا عقب التطورات العسكرية في البلاد، في حملة تضليل إعلامي مقصودة يقوم بها كل الأطراف بهدف التأثير النفسي.

الرئيس السوري بشار الأسد

دمشق

في ظل التصعيد المستمر للأحداث في سوريا، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حرب موازية تتمثل في الشائعات والأخبار المضللة والفيديوهات المفبركة، وهي جزء من حرب نفسية تزداد حدة مع تقدم المعارك. أحد الفيديوهات التي أثارت الجدل كان يظهر الرئيس بشار الأسد وهو يتحدث عن "التنحي ونقل الصلاحيات إلى رئيس مجلس الشعب"، ما دفع وزارة الإعلام السورية إلى إصدار بيان تحذيري ينبه المواطنين من "مقطع فيديو مفبرك باستخدام الذكاء الاصطناعي" والذي يروج لتنحي الأسد.

وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن هذه الفيديوهات تستهدف الدولة ومؤسساتها العليا بهدف خلق حالة من الفوضى والإرباك بين المواطنين. وقد تواصلت الأخبار المتضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد سيطرة الفصائل المعارضة على مدينة حماة في وسط سوريا، التي تلت سيطرة المعارضة على حلب.

تستمر منصات التواصل الاجتماعي في نشر صور قديمة، مقاطع فيديو من دول أخرى، وأحيانًا مشاهد من أفلام وألعاب إلكترونية، جميعها تُستخدم في حملات التضليل الإعلامي التي يصعب حصرها. وتقوم مجموعة من الناشطين الإعلاميين برصد هذه الأخبار المضللة وتفكيكها. وفي ظل هذه الحرب الإعلامية، قام صحافيون بتأسيس منصات إلكترونية تدقق الأخبار الكاذبة الصادرة عن مختلف الأطراف المعنية بالصراع، سواء من المعارضة أو النظام.

وتعتمد هذه المنصات بشكل أساسي على جهود رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يساعدون في التأكد من صحة الأخبار المنتشرة. يتنوع عملهم بين البحث العكسي للصور وفحص الفيديوهات عبر مصادر ميدانية ومراسلي الصحف. وتزداد وتيرة العمل في تلك المنصات مع كل هجوم عسكري جديد في سوريا، حيث تزداد الأخبار الكاذبة التي تحتاج إلى التصحيح يوميًا.

ويجري التأكد من صحة الأخبار عبر عدة طرق، منها المراجعة الميدانية والبحث العكسي على الإنترنت، وكذلك من خلال تقارير المراسلين. كما قامت منصات على موقع فيسبوك بإنشاء صفحات مخصصة لتمكين المواطنين من التحقق من صحة الأخبار التي تنتشر بسرعة كبيرة.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن نفيها لانسحاب قواتها من حمص، مؤكدةً أن الجيش السوري ما زال موجودًا في المدينة وريفها. كما أصدرت صحيفة "الوطن" السورية بيانًا دعت فيه المواطنين إلى عدم الإصغاء للشائعات واثقة في الحكومة التي تعمل على تقديم الخدمات في هذا السياق.

استخدام الشائعات في الحروب النفسية هو تكتيك قديم يعود إلى الحروب الإقليمية والدولية، حيث تستهدف زعزعة الثقة بين الجنود وقيادتهم، مما يؤدي إلى تراجع المعنويات. وفي سوريا، تم استخدام الشائعات بشكل مكثف لاستهداف الأطراف المختلفة، بما في ذلك الترويج لأخبار كاذبة عن الانشقاقات والفساد والهزائم العسكرية، بهدف نشر القلق والفوضى بين الجنود والمواطنين.