انفتاح على تسوية سياسية مستقبلية..
الجولاني يكشف عن استعدادات طويلة للإطاحة بالأسد: الحرب مستمرة
في تصعيد خطير للأحداث في سوريا، كشف زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الواسع الذي شنته فصائل المعارضة على مواقع الحكومة السورية، مؤكداً أن الهدف النهائي هو إسقاط نظام بشار الأسد.

زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني في محافظة إدلب السورية
كشف زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، الذي يقود تحالف الفصائل المسلحة السورية في العمق السوري الذي تسيطر عليه دمشق، أن قواته كانت تستعد للعملية العسكرية منذ فترة طويلة. وأوضح أن هدف الفصائل هو الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدًا انفتاحه على تسوية سياسية في المستقبل لإنهاء الحرب، ولكنه أشار إلى أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لذلك.
في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نُشرت يوم الجمعة، أعرب الجولاني عن ثقته في أن الفصائل المسلحة ستحقق المزيد من الانتصارات ضد القوات الحكومية السورية، التي وصفها بأنها "ضعفت" و"انخفضت معنوياتها". وأضاف أن "هدفنا هو تحرير سوريا من هذا النظام القمعي"، مؤكدًا أن العملية التي بدأتها الفصائل المسلحة قد "كسرت العدو".
ولم يخف الجولاني مفاجأته من "سهولة" انتزاع الأراضي من القوات الحكومية، على الرغم من أنها تتمتع بأسلحة متفوقة وداعمين دوليين مثل روسيا وإيران.
وتعد "هيئة تحرير الشام"، التي يترأسها الجولاني، جماعة سابقة كانت مرتبطة بتنظيم "القاعدة" وسيطرت على معظم محافظة إدلب شمال غرب سوريا لفترة طويلة. ورغم محاولات هذه الجماعة كسب "شرعية دولية"، إلا أنها لا تزال مصنفة كـ"منظمة إرهابية" من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة. ونجح الجولاني في تشكيل تحالف مع مجموعة متنوعة من الفصائل المسلحة الأخرى، بعضها مدعوم من تركيا، ويتبنى البعض منها وجهات نظر "أكثر اعتدالًا".
وأشار الجولاني إلى أن مجموعته كانت تستعد لهذا الهجوم لمدة عام، حيث قامت بتدريب عناصرها وكذلك مسلحي الجماعات المتحالفة، ما جعلهم أكثر تسليحًا وتنظيمًا وانضباطًا. وأكد أن العملية العسكرية حققت نتائج "هائلة"، لافتًا إلى أن الفصائل المسلحة تواصل القتال بنفس الهدف الذي بدأت به، وهو "التخلص من الأسد".
وتطرق الجولاني إلى "القمع والعنف" الذي يمارسه النظام السوري، موضحًا أن النظام أوقف جميع الحلول السياسية واستخدم القمع والاعتقالات والأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وفي حين أن الجولاني أبدى انفتاحًا على التسوية السياسية في المستقبل لإنهاء الحرب، أكد أن "الوقت ليس مناسبًا الآن" لذلك. كما ذكر أن استراتيجيتهم العسكرية تشمل محاولة السيطرة على المطارات لتقليص قدرة الحكومة السورية على تنفيذ الغارات الجوية، مشيرًا إلى أن الفصائل المسلحة سيطرت بالفعل على مطار حلب الدولي وخمس قواعد جوية عسكرية، في حين لا تزال العديد من المطارات خارج نطاق سيطرتهم.
وعن تأثير الهجوم على المدنيين، ألقى الجولاني اللوم على النظام السوري، قائلًا: "بالتأكيد هناك تكلفة للحرب، ولكننا ندافع عن أنفسنا، ثم يأتي النظام لتنفيذ هذه الضربات".
في وقت سابق من العام، نظم بعض سكان محافظة إدلب احتجاجات ضد الجولاني وإدارته، متهمين إياه بسجن وتعذيب المعارضين وفرض ضرائب مرتفعة، في وقت كانت فيه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة للغاية. رد الجولاني على هذه الانتقادات قائلاً: "لا توجد حكومة يقبلها الجميع" واتهم بعض المحتجين "بتدمير الممتلكات".
فيما يتعلق بالأقليات والطوائف في سوريا، أكد الجولاني أنه سعى منذ بداية الهجوم إلى طمأنة الأقليات الدينية والطائفية. وقال إن حلب كانت "ولا تزال" ملتقى للحضارات والثقافات، وأمر مسلحيه بعدم إثارة الخوف بين الناس من مختلف الطوائف.