بعد سيطرة المعارضة على دمشق..

قرقاش يحث السوريين على التعاون لتجنب الفوضى: "المصدر الرئيسي للقلق هو الإرهاب"

أنور قرقاش يؤكد أن مبعث القلق الرئيسي في سوريا هو التطرف والإرهاب، مشددا على عدم السماح للأطراف غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي.

المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش

أبوظبي

حث المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، الأحد، السوريين على التعاون من أجل تجنب الفوضى، مشيرًا إلى أن أكبر مصدر للقلق في سوريا هو التطرف والإرهاب، وذلك بعد إعلان فصائل معارضة دخول دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد.

وقال قرقاش خلال مداخلته في منتدى المنامة الذي يُعقد في البحرين: "نأمل أن يعمل السوريون معًا لتجنب حدوث فوضى جديدة".

وكانت فصائل المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، قد أعلنت، السبت، سيطرتها على العاصمة دمشق إثر هجوم مفاجئ، مما أدى إلى إنهاء خمسة عقود من حكم حزب البعث وهروب الرئيس الأسد.

وفيما يتعلق بالتكهنات حول مكان وجود الأسد، رفض قرقاش تأكيد أو نفي إمكانية لجوء الأسد إلى الإمارات. وأوضح قائلاً: "عندما يسأل الناس عن مكان توجه بشار الأسد، فإن هذه مجرد معلومة ثانوية في التاريخ". وعندما كرر الصحافيون السؤال، أضاف: "لا أعتقد أن هذا مهم. في النهاية، هذه مجرد معلومة هامشية مقارنة بالأحداث الأكبر".

وأكد قرقاش أن سوريا لا تزال تعاني من التهديدات، مشيرًا إلى أن التشدد والإرهاب لا يزالان مصدرين رئيسيين للقلق في البلاد. وأضاف: "الأحداث الأخيرة في سوريا تمثل فشلًا سياسيًا واضحًا، وتكشف عن الطبيعة المدمرة للصراعات والفوضى".

وشدد على ضرورة أن لا تسيطر الجماعات المسلحة على الأدوار الدفاعية والعسكرية في سوريا، قائلاً: "يجب أن نمنع الأطراف غير الحكومية من استغلال الفراغ السياسي". وأوضح أن الوضع الحالي في سوريا هو نتيجة لفشل سياسي، مشيرًا إلى أن الـ24 ساعة الماضية أظهرت أن المنطقة لا تزال تمر بأوقات صعبة ومتوترة.

وتابع قائلاً: "علينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث في سوريا بعد ذلك. الحل يكمن في دولة يمكن الوثوق بها".

وأوضح قرقاش أن التهديدات التي تواجه أراضي سوريا تشكل مصدرًا رئيسيًا للقلق. وأضاف أن "تفكير الردع الإيراني تحطم بسبب الأحداث في غزة ولبنان وسوريا، لكن إيران لا تزال طرفًا مهمًا في المنطقة"، مؤكدًا ضرورة استغلال هذه اللحظة للحديث مع إيران بشأن تطورات المنطقة.

وأشار قرقاش إلى أن الوضع بشأن سلامة أراضي سوريا لا يزال "ضبابيًا للغاية"، مضيفًا أن سوريا قد عانت طويلاً من الأزمات والمعاناة الإنسانية. وذكر أن سوريا تمتلك طاقات وموارد بشرية غنية وتاريخًا عريقًا.

وأكّد قرقاش أن سياسة الإمارات تجاه سوريا منذ البداية كانت عملية، قائمة على دعم التنمية والتطور في البلاد، موضحًا أنه منذ عام 2011، عندما طلب النظام السوري مساعدة في مواجهة المظاهرات، كانت الإمارات تفضل أن تُحل القضية داخليًا من خلال الحوار والنقاش.

وأكد أن ما حدث هو نتيجة معاناة دامت عشر سنوات، وأن التطورات كانت نتيجة طبيعية للوقائع على الأرض. وأشار إلى أن هناك فشلًا سياسيًا رئيسيًا، حيث لم يستخدم الأسد الفرص التي قدمتها له العديد من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات، للانفتاح وإجراء حوار دستوري ولم يسعى لتحسين العلاقات مع تركيا.

وأضاف: "نحن قلقون بشأن السيادة في سوريا ونتمنى أن يكون هناك تحرك إيجابي نحو التغيير الأفضل لصالح سوريا وشعبها".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن، الأحد، أن الرئيس بشار الأسد "غادر البلاد إلى مكان غير معلوم"، في تصريح يتماشى مع ما قاله ضابطان كبار في الجيش السوري، اللذان أفادا لوكالة "رويترز" بأن الأسد غادر على متن طائرة. وقد أعلن المسلحون سيطرتهم على دمشق فجر الأحد بعد ساعات من السيطرة على مدينة حمص.