تداعيات سقوط الأسد على الاقتصاد والسياسة..
وول ستريت جورنال: إيران تتلقى ضربة تاريخية بسقوط الأسد وتغيير موازين القوى بالشرق الأوسط
تواجه إيران تحديات جديدة تهدد استراتيجياتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك تراجع هيمنتها على حزب الله وفقدان جزء من نفوذها في "محور المقاومة".

إيران بين الفشل الاستراتيجي والتصعيد النووي

مع تغير معالم الشرق الأوسط وانهيار نظام بشار الأسد، يجد النظام الإيراني نفسه في مواجهة ضغوط استراتيجية غير مسبوقة. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 10 ديسمبر 2024، يشكل سقوط الأسد إحدى أكبر النكسات الاستراتيجية لإيران في العقود الأخيرة، مما يعيد صياغة توازنات القوى في المنطقة.
أنفقت إيران مليارات الدولارات خلال سنوات الصراع السوري لتعزيز نفوذها الإقليمي وحماية نظام الأسد، لكن انهيار هذا النظام قلب الطاولة على طهران. فقد أدى فقدان السيطرة في سوريا إلى إضعاف محور المقاومة الذي تقوده إيران، وعرقل التواصل المباشر مع حزب الله، مما أحدث فراغًا استراتيجيًا كبيرًا.
عكست التطورات الأخيرة موقف الشعب السوري المتزايد ضد النفوذ الإيراني، إذ شهدت دمشق استهداف السفارة الإيرانية من قبل الثوار، بينما ظلت السفارة الروسية بعيدة عن الأذى. هذا التطور يعكس حالة من الاستياء الشعبي تجاه إيران ودورها السلبي في سوريا.
على الجانب الآخر، تسعى طهران لتعويض خسائرها من خلال تصعيد أنشطتها النووية. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران زادت من إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، مما يثير مخاوف دولية بشأن برنامجها النووي واحتمالية استخدامه كورقة ضغط سياسي لتعويض تراجع نفوذها الإقليمي.
لم تقتصر تداعيات سقوط الأسد على إيران فقط، بل امتدت إلى حليفها حزب الله، الذي يعاني من تبعات اقتصادية وسياسية حادة. ووفقًا لتحليل نشرته وول ستريت جورنال، فإن فقدان سوريا كمنفذ للتهريب والتمويل أثر بشكل كبير على موارده الاقتصادية، مما يضع الحزب في موقف أكثر هشاشة.
في هذا السياق، دعا خبراء مثل نورمان رول، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق، إلى ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لمنع إيران من إعادة بناء شبكاتها الوكيلة. وأكد رول على أهمية استهداف البنية اللوجستية والتدريبية لطهران كخطوة أساسية لتقليص دورها في المنطقة.
مع سقوط الأسد، باتت إيران تواجه منعطفًا تاريخيًا يهدد طموحاتها الإقليمية ويضعها أمام تحديات جديدة. في ظل تصاعد الضغط الدولي وتراجع نفوذها، يبقى السؤال: هل ستتمكن طهران من تجاوز هذه الأزمة أم أن مشروعها التوسعي سيشهد مزيدًا من التراجع؟