استجابة للأزمات العالمية..
التزام إماراتي ثابت بالإنسانية: مبادرات ومساعدات تخطت الحدود التقليدية
بفضل رؤية قيادتها استثمرت الإمارات في بناء نموذج فريد من القوة الناعمة يعتمد على تقديم المساعدات الإغاثية والتنموية عبر العالم، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا.
منذ تأسيسها، جعلت دولة الإمارات العمل الإنساني جزءاً لا يتجزأ من سياستها الخارجية، حيث تبنت رؤية شاملة تهدف إلى مساعدة الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والفقر. تجاوزت المساعدات الإماراتية الحدود التقليدية للإغاثة الطارئة، لتشمل مشاريع تنموية طويلة الأمد، مثل بناء المدارس والمستشفيات، وتحسين البنية التحتية، وتوفير المياه النظيفة، ودعم التعليم، مما يعكس التزام الإمارات برفع المعاناة عن المحتاجين.
وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً، قدمت الإمارات مساعدات بلغت قيمتها نحو 360 مليار درهم (98 مليار دولار)، ما يعكس التزامها الثابت بالإنسانية. في عام 2023 وحده، بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية 3.178 مليار دولار، توزعت بين المساعدات الحكومية وصندوق أبوظبي للتنمية والهلال الأحمر الإماراتي، مما يعكس دور الدولة البارز في دعم الشعوب المتضررة.
وفي عام 2024، شهد العمل الإنساني الإماراتي تطوراً كبيراً من خلال إطلاق مبادرات رائدة. أبرزها مبادرة "إرث زايد الإنساني" بقيمة 20 مليار درهم، التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم المجتمعات الأكثر احتياجاً، وحملة "وقف الأم" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم التعليم المستدام عالمياً. كما أعلنت الإمارات عن تأسيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، ما يعزز تنظيم الجهود الإنسانية ويضع الدولة في موقع الريادة.
في قطاع غزة، أطلقت الإمارات عملية "الفارس الشهم 3" لتقديم الإغاثة، والتي شملت توفير أطراف اصطناعية للمصابين، وحملات تطعيم للأطفال، وإصلاح شبكات المياه. وفي لبنان، قدمت الدولة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، إلى جانب إرسال طائرات وسفن تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية. أما في السودان، فقد استجابت الإمارات للأزمة الإنسانية بإرسال 159 طائرة محملة بعشرات آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية، بالإضافة إلى إقامة مستشفيات ميدانية لتوفير الرعاية الصحية العاجلة.
وامتدت المساعدات الإماراتية لتشمل مناطق الكوارث الطبيعية حول العالم، مثل أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث دعمت مبادرات لمكافحة الجوع والأوبئة، ومولت مشروعات تنموية لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة. من خلال هذه الجهود، عززت الإمارات مكانتها الدولية كدولة مانحة كبرى، مستخدمة العمل الإنساني كوسيلة لتحقيق السلام والتنمية، مما أكسبها سمعة عالمية إيجابية ودعماً لمواقفها في المحافل الدولية.
وتظهر الإمارات من خلال هذه المبادرات نموذجاً فريداً في تقديم المساعدات الإنسانية، حيث تستخدم هذه الجهود كأداة للقوة الناعمة لبناء علاقات دولية متينة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، مما يرسخ مكانتها كدولة تسعى لتحقيق عالم أكثر عدالة وأماناً.