ملف إيران..

مجاهدي خلق تكشف مخطط النظام الإيراني لإنتاج صواريخ برؤوس نووية

تبرز مظاهرة 8 فبراير في باريس كحركة احتجاجية دولية يقودها الإيرانيون الأحرار لفضح جرائم النظام ورفض سياساته القمعية، في وقت يدعو فيه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد طهران، بما في ذلك تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الدولية لمنع حصول النظام على القنبلة النووية.

الكشف الجديد عن أنشطة النظام الإيراني النووية السرية من قبل المقاومة الإيرانية

محرر الشؤون الإيرانية
محرر الشؤون الإيرانية وبيانات المعارضة الإيرانية.
طهران

كشف مكتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة الأمريكية، عن أنشطة النظام الإيراني السرية في تطوير الأسلحة النووية، معتمدًا على أدلة موثقة تؤكد استمرار طهران في برنامجها النووي العسكري رغم التزاماتها الدولية.

خلال المؤتمر، أكدت السيدة سونا صمصامي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن مواقع الصواريخ في شاهرود وسمنان تعمل بتنسيق كامل مع منظمة سبند، الجهة المسؤولة عن تصنيع الأسلحة النووية في إيران. 

وأوضحت أن مذكرة داخلية سرية للنظام الإيراني كشفت عن محاولات طهران كسب الوقت من خلال التفاوض مع الدول الأوروبية، بهدف الإبقاء على الوضع القائم واستكمال برنامجها النووي العسكري. كما أبدى النظام قلقه من احتمال تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية عليه، حيث يسعى جاهدًا للحفاظ على الوضع الحالي لمدة ستة أشهر أخرى على الأقل.

وفي هذا السياق، كشف عليرضا جعفرزاده، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عن وجود برنامج سري لتطوير رؤوس نووية لصواريخ تعمل بالوقود الصلب بمدى يتجاوز 3,000 كيلومتر، وذلك في مواقع شاهرود وسمنان. وأوضح أن هذه المواقع، التي تم تقديمها سابقًا على أنها منصات لإطلاق الأقمار الصناعية، تعمل في الواقع على إنتاج رؤوس نووية لصاروخ "قائم 100"، والذي يتميز بمنصة إطلاق متحركة.

يُشار إلى أن منظمة سبند، التي تم الكشف عنها لأول مرة من قبل المقاومة الإيرانية عام 2011، تواصل تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني بشكل سري. وتشير التقارير إلى أن قسم الجيوفيزياء في سبند، المسؤول عن الاختبارات تحت الأرض وقياس قوة الانفجار النووي، يواصل نشاطه في موقع سمنان، في تحدٍ صارخ للمعايير الدولية.

خلال المؤتمر، استعرضت صمصامي سجلًا حافلًا من الخداع النووي الذي يمارسه النظام الإيراني منذ 2002، عندما كشفت المقاومة الإيرانية لأول مرة عن موقعي نطنز وأراك النوويين السريين. 

وأكدت أن الأساليب التفاوضية التي يعتمدها النظام الإيراني لا تهدف إلا لكسب المزيد من الوقت لاستكمال مشروعه العسكري، كما حدث بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015، عندما اعترف علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن النظام خدع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشأة المياه الثقيلة في أراك.

حذّرت المقاومة الإيرانية من أن النظام الإيراني، الذي بات أضعف داخليًا وأكثر عزلة على الساحة الدولية، يسعى إلى امتلاك السلاح النووي كوسيلة لتغيير موازين القوى. وأشارت صمصامي إلى أن إيران شهدت أكثر من 1000 عملية إعدام خلال عام 2024، في محاولة من النظام لإحكام قبضته على الداخل، تزامنًا مع تسريع تطوير برنامجه النووي.

كما شددت على ضرورة إعادة فرض العقوبات الدولية وتفعيل آلية الزناد لإعادة القرارات الستة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ضد النظام الإيراني، مؤكدةً أنه يجب تفكيك جميع المواقع النووية للنظام، بما فيها منشآت تخصيب اليورانيوم، ومنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول الكامل إلى جميع المنشآت النووية، المعلنة وغير المعلنة.

في سياق متصل، يستعد الإيرانيون الأحرار لتنظيم مظاهرة حاشدة في باريس يوم 8 فبراير، بمشاركة الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية، بهدف فضح جرائم النظام الإيراني وكشف مخططاته النووية والعسكرية. 

وأكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن هذه التظاهرة ستُعبّر عن رفض الشعب الإيراني لاستمرار حكم الملالي ودعمه للمقاومة الإيرانية ولبرنامج السيدة مريم رجوي المكون من عشرة بنود لمستقبل إيران الحرة.

من جانبه، حذّر علي صفوي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من أن النظام الإيراني يُسخّر مشاريعه الفضائية كغطاء لتطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، مشيرًا إلى أن الصواريخ المستخدمة في هذه المشاريع مستوحاة من التكنولوجيا الكورية الشمالية المصممة لحمل أسلحة نووية.

اختتمت سونا صمصامي المؤتمر الصحفي بدعوة المجتمع الدولي إلى عدم الوقوع مجددًا في فخ خداع النظام الإيراني، وضرورة فرض رقابة صارمة على أنشطته النووية، وإلزامه بتفكيك منشآته العسكرية، مؤكدةً أن الاستمرار في سياسات الاسترضاء سيؤدي إلى نتائج كارثية على الأمن والسلم الدوليين.

يواجه المجتمع الدولي اليوم اختبارًا تاريخيًا؛ إما اتخاذ إجراءات حازمة ضد النظام الإيراني لمنعه من امتلاك القنبلة النووية، أو منحه فرصة جديدة لتهديد العالم بأسره.