فتح المجال أمام الهجرة الطوعيّة من غزة..
البيت الأبيض ينفي التزام ترامب بإرسال قوات إلى غزة والبنتاغون يراجع الخيارات
كشف وزير الدفاع الأميركي عن نهج جديد قد تعتمده الإدارة الأميركية في التعامل مع الأزمة، بينما أصدرت إسرائيل توجيهات بوضع خطط لـ"هجرة طوعية" لسكان القطاع، ما زاد من حدة التوترات في المنطقة.
![](/photos/022025/67a49b2c164ed.png)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع (أسوشييتد برس)
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أنها مستعدة لدراسة جميع الخيارات بشأن قطاع غزة، في ظل تصاعد الحديث عن احتمال إرسال جنود أميركيين إلى هناك، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إمكانية السيطرة على القطاع الفلسطيني.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الأربعاء، إن البنتاغون مستعد للنظر في جميع الخيارات المتعلقة بقطاع غزة، فيما نفت متحدثة باسم البيت الأبيض أن تكون تصريحات الرئيس التزامًا بإرسال قوات أميركية إلى هناك.
وأضاف هيجسيث، خلال اجتماع في مقر وزارة الدفاع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "فيما يتعلق بمسألة غزة، فإن تعريف الجنون هو محاولة تكرار الأمر ذاته"، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب "مستعد للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن حلول جديدة وديناميكية لمشاكل طالما بدت مستعصية".
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن ترامب لم يلتزم رسميًا بنشر قوات أميركية في غزة ضمن مقترحه للسيطرة على القطاع، قائلة: "الرئيس لم يلتزم بذلك حتى الآن. لم يقدم هذا الالتزام". وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية ستعمل مع شركائها الإقليميين لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني.
وأوضحت ليفيت أن الرئيس لم يدعُ إلى إعادة توطين دائم لسكان غزة في الدول المجاورة، بل اقترح إعادة توطين مؤقتة خلال فترة إعادة الإعمار، متراجعة بذلك عن تصريحاته السابقة.
وفي سياق متصل، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توجيهاته للجيش بتحضير خطط لفتح المجال أمام "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة، حيث نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عنه قوله: "يجب السماح لسكان غزة بالتمتع بحرية الخروج والهجرة كما هو متبع في أي مكان في العالم"، مشيرًا إلى أن الخطة ستشمل إمكانية الخروج عبر المعابر البرية، إلى جانب ترتيبات خاصة للمغادرة بحرًا وجوًا.
وقد أثارت تصريحات ترامب ردود فعل غاضبة من المجتمع الدولي، حيث أبدت روسيا والصين وألمانيا رفضها القاطع لهذه المقترحات، محذرة من أنها ستؤدي إلى "معاناة جديدة وكراهية جديدة". كما رفضت السعودية، التي تمتلك ثقلاً إقليمياً، هذا الطرح جملةً وتفصيلاً.
وفي الوقت ذاته، أكد هيجسيث أن البنتاغون سيعمل على تزويد إسرائيل بأسلحة نوعية "لم يتم توريدها من قبل"، وذلك لدعم عملياتها العسكرية في غزة. وأصدر ترامب تعليماته برفع الحظر الذي فرضه الرئيس السابق جو بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل، والتي تمتلك قدرة اختراق عالية وتخلق دوائر انفجار واسعة.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بأن إدارة بايدن أرسلت الآلاف من هذه القنابل إلى إسرائيل عقب هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، لكنها علقت شحنة واحدة لاحقًا.
ورغم المواقف المتباينة، لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيمضي قدمًا في مقترحه بشأن غزة، أم أنه يستخدمه كأداة للمساومة السياسية، كما فعل في قضايا أخرى.
يُذكر أن الحرب المستمرة منذ قرابة 16 شهرًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أدت إلى دمار واسع في قطاع غزة، حيث أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن عدد القتلى تجاوز 47 ألف شخص جراء القصف الإسرائيلي.