محادثات حول الأمن واليمن..

طهران تستقبل وزير الدفاع السعودي: بحث التوازنات الإقليمية في ظل التحديات الأمنية

تبرز زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران خطوة استراتيجية لتعزيز الحوار ودعم التهدئة، في ظل ضغوط أمريكية متصاعدة على طهران وأذرعها بالمنطقة. تهدف الزيارة إلى بحث ملفات حيوية، أبرزها اليمن، والتعاون الدفاعي، مما يعكس تحولاً في السياسة السعودية نحو الحلول السلمية وتعزيز التعاون الإقليمي.

زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران: مساعي لتهدئة التوترات الإقليمية

الرياض

بدأ الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، يوم الخميس 18 أبريل 2025، زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، في إطار جهود إقليمية ودولية لتخفيف التوترات التي تشمل إيران، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي والصراع في اليمن. تأتي هذه الزيارة في ظل ضغوط أمريكية متصاعدة على إيران وأذرعها في المنطقة، لا سيما جماعة الحوثي في اليمن، مما يجعل الدور السعودي محوريًا في تهدئة الأوضاع ودعم استقرار المنطقة.

أهداف الزيارة
تتركز أجندة الزيارة على مناقشة قضايا إقليمية حساسة، أبرزها:

الصراع اليمني: يُعد الملف اليمني أولوية سعودية، حيث تسعى المملكة لتعزيز التهدئة ودعم الحلول السلمية، خاصة بعد تحول سياستها من الحل العسكري إلى رعاية السلام.

العلاقات الدفاعية: تهدف المباحثات إلى تطوير التعاون العسكري والدفاعي بين الرياض وطهران، بما يدعم الأمن والاستقرار الإقليمي.

مكافحة الإرهاب: تسعى الزيارة إلى التنسيق في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

التوترات الإقليمية: تأتي الزيارة في سياق حراك دولي لنزع فتيل التوترات، خاصة مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط.

السياق الإقليمي والدولي
تشهد المنطقة توترات متصاعدة بسبب الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، والتي تهدف إلى الضغط على إيران في ملفاتها النووية والصاروخية وتدخلاتها الإقليمية. في هذا الإطار، تحتاج إيران إلى دور سعودي لتخفيف التصعيد، بينما تدرك السعودية نفوذ طهران على قرارات الحوثيين. من جهة أخرى، تسعى الرياض إلى الحفاظ على الاستقرار في محيطها لدعم رؤيتها التنموية الطموحة، التي تعتمد على استثمارات ضخمة تتطلب بيئة آمنة.

دور الأمير خالد بن سلمان
يُعد الأمير خالد بن سلمان رمزًا للتحول في السياسة السعودية تجاه اليمن، حيث أشرف على الانتقال من المواجهة العسكرية إلى جهود السلام. ساهم بشكل كبير في استمرار التهدئة في اليمن رغم انتهاء الهدنة الرسمية في أكتوبر 2022، من خلال ممارسة "الصبر الاستراتيجي" في مواجهة تصعيد الحوثيين. كما عززت زيارته إلى واشنطن في فبراير 2025 التزام الإدارة الأمريكية بالشراكة مع السعودية، مع تأكيد عدم انخراط المملكة في أي عمليات عسكرية ضد الحوثيين.

تطور العلاقات السعودية-الإيرانية
تمثل زيارة الأمير خالد تطورًا بارزًا في العلاقات بين الرياض وطهران منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية في مارس 2023 بوساطة صينية. وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول دفاعي سعودي رفيع إلى إيران، بعد زيارة رئيس هيئة الأركان السعودي في وقت سابق. خلال الزيارة، تسلم المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة من الملك سلمان، فيما أكد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

التحديات والتوقعات
تواجه الزيارة تحديات كبيرة، منها:

الضغوط الأمريكية: قد تُعقد استراتيجية التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين وإيران جهود التهدئة.

تعنت الحوثيين: يظل موقف الجماعة عقبة أمام تحقيق تقدم ملموس في الملف اليمني.

التوازن الإقليمي: تسعى السعودية إلى تحقيق توازن بين مصالحها مع إيران وحلفائها الغربيين.

ومع ذلك، تُظهر الزيارة إصرار السعودية على نهجها السلمي، مع توقعات بتعزيز التنسيق مع إيران في قضايا الأمن والاستقرار، مما قد يسهم في تخفيف التوترات الإقليمية.

تُعد زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران خطوة استراتيجية تعكس رؤية السعودية للعب دور محوري في تهدئة الصراعات الإقليمية، مع الحفاظ على مصالحها التنموية والأمنية. وفي ظل التحديات الراهنة، يبقى نجاح هذه الزيارة مرهونًا بقدرة الطرفين على التوصل إلى تفاهمات عملية تدعم الاستقرار وتُجنب المنطقة مزيدًا من التصعيد.