شراكة استراتيجية في ظل التحديات الإقليمية والدولية..

زيارة السلطان هيثم إلى روسيا: دور عُمان في الوساطة النووية وتعميق العلاقات الثنائية

تهدف الزيارة إلى إطلاع روسيا على تطورات هذه المحادثات التي تستضيفها مسقط، وحشد الدعم الدولي لإحياء اتفاق نووي جديد، وسط توترات إقليمية ودولية معقدة. كما تسعى عُمان من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الثنائي مع روسيا ومناقشة القضايا الراهنة، مما يعكس حرصها على تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المعنية والمساهمة في استقرار المنطقة.

عُمان في موسكو: مساعٍ دبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

عمان

يزور السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، العاصمة الروسية موسكو يومي الإثنين والثلاثاء، 22 و23 أبريل 2025، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ومناقشة قضايا إقليمية ودولية، لاسيما المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. تأتي هذه الزيارة في سياق دور عُمان البارز كوسيط محايد في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، وسط توترات إقليمية ودولية معقدة.

دعم المفاوضات النووية:

يرى المراقبون أن الزيارة تهدف إلى إطلاع روسيا على آخر تطورات المفاوضات التي تستضيفها مسقط بين الولايات المتحدة وإيران، بهدف إحياء اتفاق نووي جديد يشبه اتفاق عام 2015.

تسعى عُمان إلى حشد الدعم الدولي، وخاصة من روسيا، لضمان نجاح هذه المفاوضات، نظرًا للنفوذ الروسي في الملف الإيراني.

مناقشة التوازنات السياسية:

تشير التحليلات إلى أن السلطان هيثم سيحمل رسائل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتعلق بالمعادلة السياسية المعقدة في المفاوضات. الولايات المتحدة تطالب باتفاق سريع وملزم، بينما تتبنى إيران استراتيجية شراء الوقت وإصدار تصريحات متضاربة.

قد يحذر السلطان هيثم روسيا من دعم أي مناورات إيرانية قد تعرقل المفاوضات، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على علاقات إيجابية مع واشنطن.

تعزيز التعاون الثنائي:

أكدت كل من موسكو ومسقط أن الزيارة ستركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، إلى جانب مناقشة القضايا الدولية الراهنة.

السياق السياسي:

موقف الولايات المتحدة: تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق نووي حاسم في توقيت محدد، وتهدد بالتصعيد في حال الفشل.

موقف إيران: تعتمد طهران استراتيجية التأخير، مع تصريحات متناقضة تارة تصف المفاوضات بالإيجابية وتارة تعبر عن "شكوك جدية" تجاه الطرف الأمريكي.

دور روسيا: عززت روسيا علاقاتها مع إيران في السنوات الأخيرة، وأبدت استعدادها للمساهمة في تسوية الخلافات حول البرنامج النووي. ومع ذلك، يرى المراقبون أن إيران تعول على دعم روسيا لتخفيف الضغوط الأمريكية.

مخاوف الغرب: تشتبه الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، في أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض مدنية.

تصريحات رسمية:

الكرملين: أعلن أن الرئيس بوتين سيستضيف السلطان هيثم في 22 أبريل لمناقشة التعاون الثنائي والقضايا الدولية.

ديوان البلاط السلطاني العُماني: أكد أن الزيارة ستتناول تعزيز التعاون بين البلدين والتشاور حول الموضوعات الإقليمية والدولية.

روسيا وإيران: أشار الكرملين إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع بوتين مؤخرًا، مما يعكس التنسيق الوثيق بين موسكو وطهران.

تحليل: تُعد زيارة السلطان هيثم إلى موسكو خطوة استراتيجية تعكس دور عُمان المحوري كوسيط موثوق في المنطقة. من خلال هذه الزيارة، تسعى السلطنة إلى تحقيق توازن دقيق بين الأطراف المتنازعة، مع الحفاظ على مصالحها الخاصة وتعزيز علاقاتها مع روسيا. ومع ذلك، فإن نجاح المفاوضات النووية يعتمد على مدى استعداد إيران لتقديم تنازلات ملموسة، ودور روسيا في دفع طهران نحو هذا الاتجاه.

تُبرز زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى موسكو التزام عُمان بدورها كجسر للحوار بين القوى الدولية، مع التركيز على إنجاح المفاوضات النووية وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، تظل عُمان لاعبًا رئيسيًا في السعي نحو حلول دبلوماسية مستدامة.