وقود صواريخ ومواد مشبوهة..
انفجار بندر عباس: مئات الجرحى ودمار هائل يُضاف إلى سجل جرائم النظام الإيراني
في مدينة بندرعباس الإيرانية، وعلى وقع انفجار مدوٍ هز أرجاء ميناء رجائي يوم السادس من مايو/أيار، تتكشف مجدداً حقيقة مُرة عن نظام الملالي الحاكم في طهران. هذا الانفجار، الذي خلف مئات الجرحى ودماراً واسعاً، لم يكن مجرد حادث عابر، بل هو تجسيد صارخ لإهمال نظام يعتبر شعبه وقوداً لمصالحه.


في يوم السبت الموافق 6 مايو/أيار، هز انفجار مدوٍ ميناء رجائي في مدينة بندرعباس الإيرانية، مخلفاً مئات الجرحى ودماراً هائلاً، ليُعيد إلى الأذهان حقيقة النظام الملالي الذي لا يُقيم وزناً لحياة الشعب الإيراني. هذا النظام، الذي يعتبر شعبه عدواً لنظامه المتهاوي، يزرع بذور الموت يومياً عبر الإعدامات، الفقر، الأمراض، الحوادث، الانتحار، والآن عبر الكوارث المفتعلة التي تُزهق أرواح الأبرياء.
إن تخزين المواد الكيميائية والتسليحية بشكل عشوائي دون أدنى مراعاة لمعايير السلامة، وتكرار الكوارث المميتة، ليس سوى دليل آخر على الطبيعة اللاإنسانية لهذا النظام. وكما أكدت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة تقع على عاتق نظام ولاية الفقيه. هذا النظام الذي، بعد مجازره في الحروب والسجون والشوارع، يُحرق اليوم الشعب الأعزل في نيران الانفجارات. وقد عبّرت السيدة رجوي عن تعازيها ومواساتها لأهالي بندرعباس، مؤكدة أن هذا الانفجار يعود سببه إلى التخزين العشوائي للمواد الكيميائية والذخائر في مستودعات غير مؤهلة، على غرار كارثة مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020.
تفاصيل الكارثة
هز الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء رجائي، التابع لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية، مدينة بندرعباس والمناطق المجاورة. وبحسب وسائل الإعلام الحكومية، كان الانفجار قوياً لدرجة أن صوته سُمع على بعد عدة كيلومترات، فيما اهتزت الأرض بعنف. وأفاد المتحدث باسم منظمة الطوارئ في النظام بأن ما لا يقل عن 406 أشخاص نُقلوا إلى المستشفيات، بينما لم تُعلن بعد إحصائيات رسمية عن عدد الضحايا الذين قضوا في الحادث.
وذكرت تقارير إعلامية حكومية أن أصوات انفجارات أخرى سُمعت في الميناء، مع تصاعد أعمدة دخان كثيفة غطت سماء المنطقة. وأبلغ شهود عيان عن تحطم زجاج المباني في محيط يمتد لعدة كيلومترات، فضلاً عن شعورهم بالهزات الأرضية. وأكد حسين ظفري، المتحدث باسم إدارة الأزمات في النظام، أن قوة الانفجار تسببت في اهتزاز الأرض على بعد 50 كيلومتراً.
ووفقاً للتقارير، وقع الحادث في منطقة تخزين الحاويات "سينا"، ويُعتقد أن الانفجار نجم عن تخزين مواد كيميائية وسلع خطرة. ورغم أن السبب الدقيق للحادث لا يزال قيد التحقيق، إلا أن وكالة "تسنيم" التابعة لقوات القدس الإرهابية أشارت إلى احتمال انفجار خزان وقود أو مواد نفطية حساسة. كما أفادت وسائل إعلام حكومية بوقوع انفجار ثانٍ أدى إلى انهيار مبنى.
ونتيجة لهذه الكارثة، توقفت جميع الأنشطة في الميناء، وهرعت القوات الأمنية وفرق الإغاثة للسيطرة على الوضع. لكن التناقضات في تصريحات المسؤولين الحكوميين حول أسباب الحادث وأعداد الضحايا لا تزال مستمرة، مما يُعزز الغموض حول الأبعاد الحقيقية للخسائر.
تقارير دولية تكشف الحقيقة
وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، أسفر الانفجار الذي وقع في 26 أبريل/نيسان 2025 عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 500 آخرين. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحادث مرتبط بشحنات وقود صواريخ تابعة للنظام الملالي. وأفادت شركة "أمبري" الأمنية الخاصة أن الميناء استقبل في مارس/آذار شحنة من مادة "بيركلورات الصوديوم"، وهي مادة تُستخدم كوقود صاروخي، تم نقلها من الصين إلى إيران. وكانت هذه الشحنة جزءاً من عمليات نقل كشفت عنها صحيفة "فايننشال تايمز" في يناير/كانون الثاني، وكانت مخصصة لتجديد مخزون الصواريخ بعد هجمات النظام الأخيرة على إسرائيل خلال حرب غزة.
وأوضحت "أمبري" أن الحريق الذي تسبب في الانفجار نجم عن سوء إدارة هذه الشحنة الخطرة. كما أظهرت بيانات تتبع السفن، التي حللتها "أسوشيتد برس"، أن إحدى السفن التي كانت تحمل هذه المواد الكيميائية رست بالقرب من ميناء رجائي في مارس/آذار. ورغم ذلك، لم يُعلن النظام الملالي عن استلام هذه الشحنة، كما رفضت بعثته في الأمم المتحدة الرد على طلبات التعليق.
ظلال كارثة بيروت
يثير هذا الحادث تساؤلات حول سبب عدم نقل النظام لهذه المواد الكيميائية بعيداً عن الميناء، خاصة بعد كارثة مرفأ بيروت عام 2020، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص وأصابت أكثر من 6000 آخرين نتيجة اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم. الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من لحظة انفجار بندرعباس، والتي أظهرت أعمدة دخان حمراء، تُشير إلى وجود مركبات كيميائية متورطة في الحادث، وفقاً لخبراء.
إن هذه الكارثة تُظهر بوضوح الطبيعة اللاإنسانية للنظام الملالي وتجاهله لحياة الشعب الإيراني. فطالما بقي هذا النظام قائماً، سيظل الشعب الإيراني عرضة لجشعه وجنونه في سعيه للبقاء. الحل الوحيد يكمن في إسقاط هذا النظام، ليتمكن الشعب من استعادة كرامته وحقه في الحياة. إن طريق الخلاص هو الإطاحة بهذا النظام الظالم، وهو ما يتطلب تضافر جهود كل الإيرانيين الذين يتوقون إلى الحرية والعدالة.