قصة قصيرة..

خيانة من الداخل

أغتيال ذلك المشهد التراجيدي الحزين

ماجد الداعري (عدن)

التقاها فجأة مع إحدى شقيقاتها ذات صباح جنوبي حار، بعد أكثر من 11عاما على آخر لقاء جمعهما بحفل تخرج جامعي مجنون كان له من الدموع أضعاف مضاعفة من لحظات الفرح الاحتفائي بالمناسبة لديها.

وفجأة وعلى غير سابق ميعاد،وجد نفسه يقف في مواجهة عاطفية غير متكافئة مع أنثى تبتسم في وجهه منتصف شارع مزدحم بالمارة والباحثين عن بقايا ذكريات عشق منتهي الصلاحية في تلك المدينة المحترقة من شدة الحر .
وبدون أي مقدمات سألها بجرأة غير معتادة من قروي خجول مثله:
هل مازلتي تحبينني؟
ابتسمت مصدومة وهي تحاول سحب عينيها بسخرية مفتعلة وغرور أنثوي ماكر،من عينيه،قائلة له:
ومتى أحببتك أصلا، حتى تسألني عن مصير حب لا وجود له في عالمي المتحرر من كل التزامات عاطفية أو مشاعر غرامية كعشاق الغفلة وحبيبي الوقت الضائع.
وبسرعة مدروسة سابقا،رمقها بنظرة استغراب قاتلة وهو يرد عليها ،بلغة عاشق واثق من فاعلية مشاعره وقوة موقفه المفتعل ويخلق بنظره في زاوية بعيدة منها:
ومن قال لك أن سؤالي موجه لك انتي أصلا حتى تنكري؟
انهارت قواها حينها وتبعثرت في عينيها كل اوراق ثقتها المصطنعة بنفسها ذلك الصباح،وتمنت لو ان الشارع يقوى على ابتلاعها مع سفر ذكرياتها المؤلمة،بعد ان بدت ملامح وجهها أمامه وكأنها خارطة دولة أفريقية رسمت بليل ماطر،وهي تتلفت،بكل حقدها،ومرارة خيبتها، نحو من تقف حولها مبتسمة برقة عدنية سمراء طال رؤيتها على محياها منذ سنوات طويلة،قبل أن تحاول انهاء الموقف الصادم بأي طريقة ممكنة ولو باغتيال ذلك المشهد التراجيدي الحزين المرتسم بقوة قاتمة أمام عينيها وواقعها الملبد بخيباتها المتواصلة..
لتعود لحظتها الى الاكتفاء بهز راسها وهي تنفث بعض شرر حقدها على من حولها قائلة لها :
آه .. يعني خيانة من الداخل؟!