اتفاقية باريس للمناخ

واشنطن ستفوت أهدافها الواردة في اتفاقية باريس للمناخ

اتفاقية باريس للمناخ

وكالات (أبوظبي)

أكد تقرير نشر اليوم السبت على هامش مفاوضات الأمم المتحدة للمناخ في بون أن الولايات المتحدة ستفوت التزامات تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة التي قطعتها في اتفاقية باريس.

وأوضح التقرير أن الجهود المتزايدة على المستوى الداخلي لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأمريكية لن تكفي في مواجهة قرار الرئيس دونالد ترامب إلغاء سياسات سلفه المناخية والاستعاضة عنها بتعزيز استخدام الوقود الأحفوري.

وقال التقرير من 120 صفحة بعنوان "عهد أمريكا" "نظراً إلى السياسات المعلنة للإدارة الأمريكية الحالية، لا تكفي الالتزامات غير الفدرالية الراهنة للوفاء بالتزامات الولايات المتحدة المقطوعة في اتفاقية باريس".

وشارك حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ في مؤتمر إطلاق التقرير الصادر عن معهد الموارد العالمية ومعهد روكي ماونتن، بحضور أمينة سر اتفاقية المناخ الأممية ورئيس وزراء فيجي فرانك باينيمراما الذي يرأس المحادثات التي تستمر 12 يوماً.

والتزمت الولايات المتحدة في الاتفاقية التي أبرمتها 196 دولة قرب العاصمة الفرنسية في 2015، تخفيض انبعاثاتها حتى العام 2025 بنسبة 26 إلى 28% مقارنة بمستويات 2005، وشكلت هذه الاتفاقية المرة الأولى التي تحدد فيها الدول كافة، بما فيها الدول الناشئة العملاقة كالصين والهند، أهدافاً معينة للحد من أثر اقتصاداتها على البيئة.

ولكن رغم التقصير الأمريكي ستؤدي طفرة في الجهود المناخية إلى استمرار تراجع نسبة الانبعاثات بحسب التقرير.

وأكد المعهدان صاحبا التقرير في بيان أن "الولايات والمدن والأعمال تولت دوراً قيادياً على مستوى أنشطة مكافحة تغير المناخ الأمريكية، وهي تكثف الالتزامات لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة"، وأضاف البيان "لو كانت هذه الجهات غير الفدرالية دولة، لاحتل اقتصادها المرتبة الثالثة عالمياً".

وتطرق التقرير إلى تبني 20 ولاية و110 مدن وأكثر من 1400 شركة تدير عمليات في الولايات المتحدة، أهدافاً قابلة للقياس في تحفيض الانبعاثات، وتمثل هذه الجهات مجتمعة 25 تريليون دولار في رسملة السوق، وحوالي مليار طن من غازات الدفيئة في العام.

وبلغت الانبعاثات العالمية الإجمالية حوالي 42 مليار طن في 2015 بحسب "غلوبال كاربون بروجكت".

وتبنت كاليفورنيا بين الولايات الأمريكية الأهداف الأكثر طموحاً وتقضي بتخفيض نسب غازات الدفيئة 40% دون مستويات 1990 حتى العام 2030.

وصرح رئيس مركز حلول المناخ والطاقة في ارلينغتن بولاية فرجينيا بوب بيرتشاسيبي أن تقرير "عهد أمريكا وائتلافات مثل ما زلنا ملتزمين تظهر أن العمل المناخي الأمريكي ما زال قوياً ومتنامياً، رغم انعكاس التوجهات في واشنطن".

ونفذ ترامب منذ تولي منصبه اثنين من وعود حملته الانتخابية، هما الانسحاب من اتفاقية باريس وإلغاء خطة الطاقة النظيفة التي أطلقها سلفه باراك أوباما وعززت الطاقات المتجددة ساعية للمرة الأولى إلى تخفيض انبعاثات مصانع الطاقة الأمريكية، ولكن تنفيذ ترامب تعهده إنعاش صناعة الفحم الأمريكي، الذي قوضه هبوط حاد في أسعار الغاز الطبيعي، سيكون أكثر صعوبة بحسب خبراء.

وقال مدير الاستراتيجية والسياسة في "اتحاد العلماء المعنيين" في واشنطن آلدن ماير إن "التوجه واضح جداً، فالاستثمار في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتوسعهما في نمو متزايد".

وسجل التوظيف في قطاع الطاقة الشمسية ارتفاعاً بنسبة 24.5% في 2016 مقارنة بالعام السابق وسجل قوة عاملة قوامها 374 ألف شخص تقريباً بحسب وزارة الطاقة الأمريكية، وكما سجلت أكثر من 100 ألف وظيفة في قطاع الطاقة الهوائية الأمريكي في نهاية العام الفائت.

وبالمقارنة، وظف قطاع الطاقات الأحفورية التقليدية الذي يشمل النفط والغاز 187 ألف شخص.