امام ناظري معسكرات الإخوان..

تقرير: من يشجع مليشيا الانقلاب على التوغل في أرياف تعز؟

مدينة تعز

خاص (تعز)

شكلت أرياف مدينة تعز الواقعة الى الجنوب الغربي من اليمن، وجبة دسمة للمليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، التي نقلت هجماتها العسكرية من جبهات المدينة الى المناطق الريفية بعد أن وجدت طريقاً سالكاً تستطيع من خلاله تحقيق انتصارات سريعة وبخسائر قليلة، وارتأت أن القتال على أسوار المدينة أمراً صعباً ومكلفاً من مختلف النواحي.

 

الأرياف بدلاً عن المدن

 موجة الحرب التي شهدتها مدينة تعز خلال الفترة الماضية بدأت تتراجع بشكل كبير وسط هدوء حذر من قبل الطرفين، فالجبهة الشرقية التي تقاتل فيها كتائب "أبو العباس" بالتعاون مع قوات اللواء "22 ميكا" توقفت المواجهات فيها بشكل تام إلا من اشتباكات بسيطة تحدث بين الفينة والأخرى كمناورات يجريها طرفي القتال لإثبات وجودهم نحو أي هجوم محتمل.

 إضافة الى الجبهة الشمالية التي تربط مدينة تعز من اتجاه الشمال ويتمركز الحوثيين هناك في شوارع "الثلاثين والستين والخمسين"  والمناطق القريبة فيها مثل الدفاع الجوي.

وحاول الحوثيون مؤخراً الهجوم من الجبهة الغربية للمدينة، والمتمثلة بجبل هان الاستراتيجي، الذي يمكن المُسيطر عليه من التحكم بالمنفذ الوحيد الذي يغذي المدينة حالياً (خط الضباب) إلا أن الهجوم كان يائساً وفشلت المليشيات في تحقيق أهدافه، بعد أن تلقت خسائر كبيرة في المقاتلين، والذين سقط منهم 30 قتيلاً وأصيب العشرات بحسب تأكيدات مصادر عسكرية.

واتجه الانقلابيون الى استخدام استراتيجية جديدة للهجوم والسيطرة والتمدد على الأرض لتوسيع الرقعة الجغرافية التي يتمكنون فيها من التحرك بحرية، فكانت الأرياف هدفهم لتحقيق هذه الأهداف، وبدأوا تنشيط الجبهات الريفية في (حيفان، جبل حبشي، الصلو) وعززوا قواتهم العسكرية هناك بشكل كبير، سواء بالأفراد أو المعدات العسكرية.

 

 

أرياف جبل حبشي

 

وأثناء البحث عن معلومات أكثر خصوبة، تمكنت "اليوم الثامن" من الوصول الى عدد من المصادر التي اطلّعت على مجريات ما يحدث في الجبهات الريفية، وبالذات أرياف جبل حبشي التي شهدت خلال الفترة الأخيرة أحداث متواترة غيّب الإعلام الكثير من الحقائق فيها لما يدور فعلياً على الأرض.

يقول مقاتل محلي في جبهة "القوز" الواقعة في أطراف مديرية جبل حبشي والخاضعة حالياً لسيطرة المليشيات الانقلابية " كل ما يجري على الأرض مختلف تماماً عما يحدث في الواقع، هنالك تعتيم كبير للحقائق على الأرض، وكل ما ينقله الإعلام لا يتسق مع الواقع".

ويضيف المقاتل الذي ما زال مرابطاً في الجبهة ويفضلّ عدم ذكر اسمه " قيادة المحور دفعت بقوات عسكرية كبيرة الى منطقة " الأشروح" و شنت هذه القوات هجومين على مواقع المليشيات في القوز، وخلال ساعات تمكنت من طرد المليشيات وتكبيدهم أكثر من 70 قتيل وعشرات الجرحى".

ويؤكد المصدر أن المقاتلين الذين دفعت بهم قيادة المحور واللواء 17 مشاة وبعد تمكنهم من السيطرة على القوز، انسحبوا فوراً من المنطقة وتركوا مواقعهم للمليشيات الحوثية، والتي عاودت السيطرة على القرية وزرعها بمئات الألغام واستعادة تثبيت قواتها في القرية".

ولفت المصدر الى أن " كافة التعزيزات التي تم الدفع بها الى القرية غادرتها وتركت الأهالي يواجهون مصيراً مأساوياً من خلال القصف الذي يشنه الحوثيين بالدبابات وقذائف المدفعية على المنازل السكنية بشكل يومي".

 

معاناة السكان

 

شهدت المناطق الريفية في أرياف تعز نزوحاً كبيراً وتهجيراً قسرياً نفذته المليشيات الانقلابية ضد السكان، بعد توجيه تهم لهم بمساندة (الدواعش) الذين تقصد بهم المليشيات مقاتلي الشرعية والمقاتلين المحللين. وأصبحت العديد من القرى الريفية في المحافظة خاوية على عروشها بعد أن اصبحت في مرمى الاستهداف الحوثي وقذائفه التي تطلق باستمرار وبشكل عشوائي وكثيف.

ووصلت قبل أيام معلومات الى "اليوم الثامن" تفيد بأن القرى التي نزحت من مناطق (القوز، المدافن، معزولة) وصلت الى 117 أسرة، والغالبية منها كانت تعيش في مناطق نائية ومنازل تقليدية وتعتمد في مصادر دخلها على ( الأجبان، والدجاج، والمواشي، والحطب).

 وأصبح السكان المهجرون من منازلهم يعانون الويلات في مناطق النزوح، وسط غياب تام للأعمال الاغاثية والانسانية، فلا يجدون أماكن صالحة للمبيت، أو أطعمة كافية لإطعام انفسهم وأطفالهم.

 

تساؤلات متعلقة

                                        

يقول كثيرون أن المليشيات الحوثية ما كانت لتتقدم في هذه المناطق التي أصبحت اليوم مسرحاً للقتال ومكان مهماً تعتبره المليشيات، لولا افتتاح جبهات وبشكل متعمد من قبل الفصائل المحسوبة على الشرعية في المحافظة، ويؤكدون أن هذه المناطق كانت تعيش بأمان تام، الا أن فتح الجبهات فيها شجع الحوثيون على التقدم وسط تراجع كبير من قب القوات الشرعية.

ويتساءل الأهالي، لماذا لم تؤدي قيادة محور تعز واجباتها تجاه السكان الذين يقاسون مرارة لم يقاسوها من قبل؟, وقبل هذا لماذا تم فتح هذه الجبهات رغم أنه لم يكن ثمة أي لزوم لفتحها اساساً؟. إلا أن الأجوبة كثيرة وربما تكون محرجة لقيادة محور تعز العسكرية.