سياسيون يجيبون على ذلك..

تقرير: تنظيم القاعدة في أبين.. ينفذ أجندة من؟

قوات الحزام الأمني خلال حملة عسكرية على القاعدة في أبين

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

في جنوبي بلدة لودر وامام محطة كهرباء البلدة يرابط ثلاثة من الجنود يدققون في المركبات الخارج والداخلة، وعلى مقربة منهم ركام مركبة عسكرية دمرت في هجوم شنه مسلحون على نقطة التفتيش.

 بات الناس يشعر بالقلق ما الذي قد تؤل اليه الأوضاع في البلدة الاستراتيجية في الجنوب في حال ما اذا سقطت بيد القاعدة الجماعات المسلحة التي تشن هجمات مكثفة على قوات الحزام الأمني، خلفت قتلى وجرحى.

وليست لودر وحدها المهددة بالسقوط في اتون الفوضى ان لم يعلن التنظيم الإرهابي السيطرة عليها، بما في ذلك زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين وكذا بلدة جعار المجاورة التي ظلت معقلا رئيسيا للتنظيم خلال السنوات الماضية.

تقع بلدة لودر في سفح جبال الكور وتبعد عن عدن العاصمة الجنوبية  140 كيلو متر.

لودر بلدة ريفية، بشوارع متسخة وغياب تام للسلطة المحلية الحاكمة فيها، وانتشار المسلحين القبليين فيها بكثافة، فلودر تعرف بمرتع القبائل العوذلية والفضلية ودثينة.

هؤلاء المسلحون دخلوا في معركة طويلة مع تنظيم القاعدة في العام 2012م، عندما حاول التنظيم اسقاط لودر استكمالا لأسقاط زنجبار العاصمة الاقليمية لأبين.

 اسقط تنظيم القاعدة أبين، في العام 2011م، عقب تهديدات أطلقها المخلوع صالح بتسليم الجنوب اليمني لتنظيم القاعدة ردا على عزله من الحكم.

يمتطي الكثير من الرجال الأسلحة الشخصية كتقليد قبلي سائد في معظم مدن اليمن، لكن في لودر التي تخلو من قضايا الثأر يرى الناس ان حملهم للسلاح، لتأمين حياتهم في ظل التجارب المريرة مع العناصر الإرهابية التي هددت لودر أكثر من ثلا مرات.

 في العام 2012م، وقفت قبائل العواذل ودثينة سدا منيعا امام القاعدة، وتمكنوا من هزيمة التنظيم ولكن القبائل دفعت ثمن تلك الحرب بأكثر من 500 قتيل وجريح.

نفذ تنظيم القاعدة الذي استعان بمقاتلين افارقة سلسلة هجمات انتحارية خلفت قتلى وجرحى من اللجان الشعبة.

 

يقول حسين العوذلي وهو زعيم قبلي " إن تهديدات القاعدة بأسقاط ابين ليست وليدة اللحظة، بل كشفنا مكرها خلال اقتحام الانقلابيين للودرفي العام 2015م، كانوا يتجولون في سوق لودر دون ان تمسهم الميليشيات".

 وأكد العوذلي " إن ثلاثة اطراف يمنية مجتمعة تريد اسقاط ابين بيد القاعدة للضغط على الرئيس هادي".

وقال " نستغرب من هذه القاعدة المصنعة لماذا لا تقاتل الحوثيين الذين يتمركزون في مكيراس".. مشيرا إلى ان القاعدة في الجنوب تنفذ اجندة صالح والإخوان والحوثيين".

 ولفت إلى أن محافظة البيضاء تعد المعقل الرئيس للجماعات الإرهابية.

 

من جهته، قال الخبير العسكري العميد فيصل حلبوب " القاعدة في ابين هذه المحافظة التي اصبحت من سنوات اسيرة القاعدة الوهمية التي ﻻ يعترف بها التنظيم الدولي للقاعدة،  لهذا يتضح دائما ومنذ سنوات ان القاعدة في ابين هي لعبة ينشطها حكام صنعاء متى ما ارادوا ".

وأضاف حلبوب في تصريح خاص" هذه القاعدة التي كان احيانا يطلق عليها انصار الشريعة واحيان متطرفين دينيين واﻻن ثبت اسمها بالقاعدة، لتصبح متوغلة في دهاليز ابين دون ان تستطيع اﻻجهزة الأمنية من اكتشافها او محاولة معرفة كنهها حتى اﻻن ﻻنها تظهر وتختفي".

وتابع "برغم الحملات العسكرية التي شنت من قبل الجيش في عهد اللواء  سالم قطن وبعده حملة قادها محمود الصببحي الذي عين بعد ذلك وزيرا للدفاع واصبح اسير في يد الحوثيبن حتى اﻻن ولم يعرف عنه شيء ".

وأضاف " حملة اخرى بعد تحرير عدن قادها الجنرال احمد سيف يافعي ولم تستكمل هذه الحملة، بفعل تدخلات لشخصيات ﻻ تريد لهذا التنظيم ان يغادر محافظة ابين وﻻ يعرف سر ذلك برغم ان كثير من عناصر التنظيم كانت قد غادرت ابين قبيل الحملة المذكورة".

وأكد " بسبب توقف الحملة وعدم اكتمالها وتراجع قوات الجيش والحزام اﻻمني، عادت هذه العناصر الى المحافظة منتهزة تراجع القوات لتستطيع ترتيب اوارقها وتبسط نفوذها من جديد في الحواضن التي تستقبلها وتعينها على تنفيذ اجندتها بسرية مثل جبال المراقشة وغيرها. واﻻن بعد ان اسنعاد التنظيم نفسه بداء من جديد يلعب لعبته في ابين وماحدث في اليوميين الماضيين في زنجار اﻻ خير دليل على ما نقول ونتحدث به ".

وقال " ليس الخطر اﻻن يخص زنجبار او ابين وحدها ولكن اصبح الخطر يرواد الناس في دخول عناصر هذا التنظيم الى عدن بحطم عدم تنظيم وترتيب وتدعيم الخط الساحلي الذي طريقه ترلط ابين بعدن .وﻻ نستبعد دائما ان وﻻءات هذه العناصر هي لحزب الإصلاح الذي اصبح يدير شئونه الجنرال علي محسن اﻻحمر وهذه الحزب معروف للقاصي والداني ماذا يعمل من اجل خلخلة تكن واستقرار عدن والمحافظات الجنوبية".

 من جانبه أكد السياسي أحمد الربيزي " أن الإخوان يسعون لإسقاط أبين باسم القاعدة نكاية بدول التحالف العربي والإمارات تحديدا".

 

وأوضح الربيزي لـ"اليوم الثامن"   محافظة أبين تم أستهدافها في 2011م من قبل المخلوع (صالح) نكاية بالرئيس هادي  ومواقفه القوية".

وقال " ان الاستمرار في أهمال أبين أو تركها مفتوحة وعرضة لأحتلال "القاعدة" من جديد سيربك المشهد من جديد".. مشيرا إلى أن كل المؤشرات تؤكد ان أبين على وشك السقوط بيد "قاعدة" التابعة للجنرال والشيخ الزنداني والإخوان المسلمين".. مطالبا بوضع اجراءات توقف هذا المخطط ضد أبين ومحافظات الجنوب كافة، وان تمنع الشرعية  سقوط أبين بيد "القاعدة" التابعة للجنرال محسن والإخوان (المتاسلمين) والذي يخططون له نكاية بالأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ".

اما الصحافي ماجد الشعيبي قال " كلما اشتدت المعارك ضراورة في عمق الاراضي الشمالية تحديدا في جبهة البقع ومأرب واخيرا ذو باب  حاول نظام صالح القديم وشبكاته الارهابية نقل المعركة إلى الجنوب مع ادوات الارهاب وخصوصا في ابين التي اكتوت مرارا بنار الارهاب".

وأوضاف " هذه المرة نقف لنتذكر ابين وسنوات الارهاب وتجارة صالح بملف الارهاب كيف كان يستغل هذه الجماعات لضرب كل خصومة السياسيين اليوم يتجلى هذا الامر واضحا فضربات التحالف والشرعية الموجعة لصالح دفعته ودفعت شركائه إلى محاولة للخبطت الاوراق عبر الارهاب وابين لرمزيتها التاريخة وموقعها الاستراتيجي الهام للجنوب وباب المندب ولرمزيتها الاعتبارية بعتبارها مسقط رأس الرئيس هادي واغلب قيادات الشرعية التي يخوضون حرب ضد الانقلاب".

ولفت الشعيبي في حديث لـ"اليوم الثامن" إلى أن" ترك ابين ملعب للإرهاب بعد تحرير من الانقلاب   امر يهدد تواجد الشرعية اليمنية ويضعف رصيد انتصارها ويهدد من سلامة كل الانتصارات في باقي المحافظات وهذا يعني ان الشرعية مطالبة اليوم ببذل جهد اكبر على المستوى الامني والخدمي بداية باجراء عمليات تغيير حقيقة في هرم السلطة في ابين وتعزيز قدرات الأمن هناك وردفدهم بقوة حقيقة لمكافحة الارهاب بالتعاون مع السلطات المحلية في العاصمة عدن التي حققت نجاحات كبيرة في ملف مكافحة الارهاب ".