حسابات خاطئة..

قراءة: دور السعودية في الجنوب.. يخدم من؟

نصائح وتوجيهات من الملك سلمان بن عبدالعزيز للأمراء الشباب

خاص (عدن)

كشف مصادر يمنية في القاهرة عن حملة إعلامية مرتقبة لمناوئة المجلس الانتقالي الجنوبي دولة الامارات العربية المتحدة ودورها في الجنوب، بهدف عرقلة جهود مكافحة الإرهاب ودعم التنمية التي تقوم بها في الجنوب المحرر من مليشيات الحوثي الموالية لإيران.
وأفصح مصدر يمني في مصر لـ(اليوم الثامن) "عن وجود علم يجري التحضير له هدفه تقويض دور الإمارات العربية المتحدة، لمصلحة قطر التي تعتزم الدخول بقوة في المشهد السياسي بالجنوب خلال المرحلة القادمة عن طريق تنظيم جماعة الإخوان".
وبدأ الإخوان بالتمدد صوب الجنوب وخاصة في محافظة شبوة النفطية التي أكدت مصادر قبلية يوم امس "أن قوات من مأرب بدأت بالتوغل صوب الجنوب بغية السيطرة على منابع النفط.
وتأتي هذا التحركات وسط صمت من قبل المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لدعم الشرعية في اليمن، حيال التحركات التي تقول مصادر جنوبية انها تخدم الانقلابيين في صنعاء وحلفاء قطر.
وبات دور السعودية في الجنوب مستغربا، حيث تقول مصادر عديدة "إن السعودية تدعم توجه اخوان اليمن في السيطرة على الجنوب عسكريا واخضاعه لقطر التي تسير نحو الانتصار لحليفتها قطر".
وأقصت قرارات جمهورية قيادات جنوبية مناوئة لتنظيم الإخوان الذي شارك في الحرب الأولى على الجنوب، ومكنت تلك القرارات قيادات موالية لنائب الرئيس اليمني والجنرال العسكري الإخواني المقرب من الدوحة.
وارفق هذا التحركات هجوم اعلامي على التحالف العربي ودولة الامارات العربية المتحدة التي تقود الحرب على التنظيمات الإرهابية في الجنوب، وهو ما يفسر ان هناك من يرفض قتال التنظيمات الإرهابية التي نفذت هجمات أوقعت مئات القتلى والجرحى من الجنوبيين.
لا تستبعد مصادر جنوبية دعم السعودية للإخوان في التمدد نحو الجنوب بهدف منع الانفصال (استعادة الدولة السابقة)، الذي بات عقب الحرب واقعا على الأرض.
منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري عقد في مركز الملك فيصل للبحوث و الدراسات الإسلامية بالسعودية ندوة حول اليمن مابعد صالح، حضرها الأمير تركي الفيصل وخالد بحاح و سفراء فرنسا و السويد و ممثل عن سفارة كندا.
وقد تساءل الأمير تركي الفيصل حول ماذا يريد الجنوبيين هل يريدون عودة النظام السابق الماركسي أم السلطنات؟، الأمر الذي دفع الدكتور حسين بن لقور إلى الرد عليه قائلا " الجنوبيون لم يعودوا معنيين لا بالحزب الاشتراكي و لا بالسلاطين، يريدون اليوم بناء دولة بعيدا عن اليمننة السياسية التي ارتبطت في الوعي الجمعي للجنوبيين بالظلم و القهر و الإقصاء و نهب الثروات خلال فترة ربع قرن من الوحدة".
ويفسر حديث تركي بان السعودية لا تريد اي حليف من الجنوبيين وتصرف على مواصلة تحالفاتها السابقة، لكن هذه التحالفات اوقعت السعودية في معركة استنزاف حقيقية، قد تنتصر فيها ايران او قطر في نهاية المطاف.
وترفض السعودية الاعتراف بوجود قضية جنوبية، وتقول ان تدخلها في اليمن هدفه الحفاظ على الوحدة اليمنية، لكن يبدو ان حسابات الرياض خاطئة، فتحالفات الأمس في الشمال لم تعد كما هي بعد ان تمكن الحوثي من الاستحواذ على التحالفات القبلية السابقة، حيث اصبحت القبيلة الشمالية تدين بالولاء ولو اجباريا لحلفاء إيران.
وتعتقد قبائل كبرى في الشمال ان الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، هي في الاساس عدوان على اليمن.
فحتى حلفاء الرياض في مأرب لم يكونوا جادين في قتال الحوثيين، فالعديد من المصادر تؤكد ان تلك القوات باتت تتمدد صوب شبوة في حين ان الحوثيين لا يزالوا يتحكمون في جزء كبير من مأرب وهي بلدة صرواح.
وترافقت تحركات الإخوان ناحية الجنوب، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مؤتمرية عن تقديم الدوحة دعما ماليا مستمرا للحوثيين في صنعاء.
وأحبطت قوات الحزام الأمني عملية تهريب 160 مليون ريال يمني كانت في طريقها إلى الحوثيين، تقول مصادر أمنية ان مصدر تلك الأموال إيران وانها هربت عن طريق قيادات إخوانية.
إن دور السعودية الداعم للإخوان في التمدد صوب الجنوب، لا يخدم سوى تحالف قطر وإيران، وخاصة الأخيرة التي خرجت ميليشياتها مهزومة في منتصف العام 2015م.
فقطر التي تقود حملة إعلامية مناوئة للسعودية، بات حلفاؤها يتمددون صوب الجنوب المحرر بدعم سعودي او على الاقل غض الطرف عن تلك التحركات المريبة.
فهل باتت السعودية تخدم تحالف قطر وايران دون علمها، حيث يرى الكاتب الصحافي جلال العوذلي "أن محاولة اسقاط الجنوب بيد الإخوان لا يخدم في الاساس سوى تحالف قطر وايران، اما السعودية فهي بعيدة عن اي مكاسب، وقد تخسر الكثير من الانتصارات التي تحققت في الجنوب.
ويقول "إن هناك تحركات هدفها اقصاء دور الامارات العربية المتحدة لصالح اطراف اقليمية هي في الاساس تقف في موقف العداء للجنوبيين وقضيتهم العادلة.