مرصد الإفتاء :يفضح إنحراف داعش !

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن طبيعة وسلوك وحال أعضاء تنظيم داعش يتناقض مع ما يروِّج له من أن عناصره مجاهدون في سبيل الله لا يبغون سوى الجنة، ولا يسعون وراء مال أو متاع، وإنما غايتهم الدفاع عن الدين والذود عن الأمة.

وأوضح المرصد أنه حصل على رسالة بعنوان: "أتينا لنبقى وإن بلغت القلوب الحناجر!" لإحدى عضوات التنظيم وتُدعى أحلام نصر "أم أسامة الدمشقية"، أكدت الرسالة أن عناصر التنظيم هم من الباحثين عن الشهرة والمال والمتاع؛ ما يؤكد أنهم أصحاب مصالح لا تمتُّ لرسالة أو دين بأدنى صِلة، ولا ترتبط من قريب أو بعيد بالجهاد.

ولفت المرصد إلى أن الرسالة الصادرة عن "مؤسسة الوفاء الإعلامية" إحدى الأذرع الإعلامية لتنظيم "داعش" الإرهابي تضمنت لومًا ونقدًا شديدين لأعضاء التنظيم وتطلعاتهم الدنيوية، وبررت الرسالة انحسار التنظيم وخسائره بأنه اختبار لتنقية الصفوف، التي "لحق بها كثير من المنتفعين"، الذين "عاشوا في خير التنظيم في السراء، وهاجروا في الضراء"، وثانيًا، لكون من تولَّى بعض المناصب في التنظيم ظنوا هذا "التكليف تشريفًا"، وثالثًا، لوجود أعضاء أنانيين في التنظيم "تخلَّوا عن الأرامل والأيتام والمستضعفين"، وكذلك لم يعدوا أنفسهم لمواجهة

الأزمة بأخلاق التعاون والتضحية والإيثار "بل أعدوا أنفسهم "بتخزين الطعام والمتاع"، وأخيرًا، لوجود "المرجفين" الذين يتطاولون على "الأمير" و"يجعجعون في الانتقاد دون أن يقدموا حلولًا". 

وأشار المرصد إلى أنه رغم أن صاحبة الرسالة من المؤيدين للتنظيم، فإنها على ما يبدو مؤمنة بشعارات التنظيم منتقدة لسلوكه على الأرض، معارضة لمآرب عناصره وتطلعاتهم الفردية التي تتناقض بالكلية مع شعارات التنظيم البراقة التي تجذب ضعاف النفوس وقليلي المعرفة الدينية.

وأشار المرصد إلى أن الهزائم المتوالية لتنظيم داعش جلبت الكثير من ردود الأفعال حتى انهالت عليه الكثير من الأقلام ترصد وتحلل أسباب الهزيمة الداعشية في معظم أرجاء خلافته المزعومة، دون الالتفات إلى آراء الدواعش أنفسهم في أسباب تلك الهزيمة وتكييفها الواقعي والشرعي، وهو ما الْتَفت إليه المرصد في متابعته الدقيقة لكل ما يصدر عن التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.

ودعا المرصدُ وسائلَ الإعلام إلى إبراز هذه الرسائل في التناول الإعلامي؛ كونَها رسالةً من داخل التنظيم تكشف عن طبيعة أفراده ومآربهم، ما يمكن أن يشكِّل رادعًا للشباب المنبهر بشعارات التنظيم عن الانضمام إليه أو الانسياق وراء دعايته، كما أنها تسهم في فضح التنظيم وكشف زيفه وتدليسه بما يدفع الكثيرين إلى الإعراض عنه.