مجتمع غير حاضن للجماعات المتطرفة..

خبير: القاعدة في الجنوب "أفراد من الحرس الجمهوري"

الأكاديمي والمحلل السياسي د. علي صالح الخلاقي

خاص (عدن)

قال خبير ومحلل عسكري "إن عناصر تنظيم القاعدة في الجنوب هم عناصر من قوات الحرس الجمهوري التي كانت تتبع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

واستضافت قناة سكاي نيوز في برنامج (المساء) الليلة الأكاديمي والمحلل السياسي د. علي صالح الخلاقي، للحديث عن نجاحات قوات النخبة الحضرمية المدعومة بقوات التحالف العربي ضد جماعات القاعدة الإرهابية في وادي المسني، وكان السؤال الأول: لماذا كانت المهمة سهلة لقوات النخبة الحضرمية التي دخلت وادي المسيني وأيضا للقوات الإماراتية الداعمة من التحالف العربي، بينما الغرب وامريكا بقيت سنين طويلة لم تستطيع دحرهم من هذه المناطق، ولا الدولة اليمنية استطاعت ذلك خلال السنوات الماضية.. ما تفسيرك لما حدث؟

-     أجاب د. الخلاقي بالقول: تحية لأبطال النخبة الحضرمية ولقوات التحالف العربي التي ساندت هذه العملية ، وبالذات قوات الإمارات العربية المتحدة وحققت هذا النجاح الكبير في تحرير وادي المسيني من هذه العصابات الإرهابية التي احتمت في هذا الوادي الضيق واستغلت حلقة الوصل بين هذا الوادي مع الساحل ومع حضرموت الداخل للتهريب ولحرية الحركة والاحتماء بمنعطفات ومنحدرات هذا الوادي، واعتقد أن سؤالك هام جداً..ما هي عوامل النجاح لتحقيق هذا الانتصار الحاسم؟.. لا بد أن نعرف أن حضرموت أولاً بشكل عام مجتمع غير حاضن لمثل هذه الجماعات والافكار المتطرفة وهذا عامل مهم، إذ رأينا مثل هذا الالتفاف حول قوات النخبة في معركة تحرير المكلا من سطوة هذه الجماعات في ابريل من العام 2016م ولا شك أن كثيراً من أفراد تلك الجماعات الارهابية  قد اتضح أنهم ينتمون إلى قوات الحرس الجمهوري الذي كانت تتبع الرئيس المقتول صالح، ولا شك أن وجود مثل هذه العناصر قد مكنها على حضرموت الساحل والتحكم فيها، لكن تلك الضربة أعطت درساً لهذه الجماعات ومكنت قوات النخبة الحضرمية التي جرى اعدادها بدعم من التحالف وبالذات الإمارات العربية المتحدة واكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع هذه الجماعات وفرض الأمن في حضرموت وكان هذا من العوامل المهمة حيث جرى خلال الفترة الماضية تتبع ورصد مواقع هذه الجماعات والأماكن المحتملة لهروبها وهذا ما يتم التعامل معه حالياً ، حيث سمعنا حديث الأخ محافظ حضرموت ورئيس مجلس الدفاع الوطني بالمحافظة فرج سالمين البحسني الذي يشرف أيضاً مع قوات التحالف على هذه العملية مع قوات النخبة الحضرمية ولا شك أن مثل هذه العناصر قد فقدت المكان الهام الذي كانت تعول عليه وستصبح الآن مطاردة عناصرها هنا وهناك حيثما لجأت لأنها لن تجد الحاضنة الاجتماعية ولن تجد أيضاً مأوى لها ، ولا شك أن هناك رصداً لتحركاتها لإكمال هذه العملية التي بدأت ولن تتوقف إلا بالخلاص من خطر هذه الجماعات واجتثاث خطرها بالكامل من حضرموت.

  • سؤال: ما حجم التنظيم المتبقي الآن في جنوب اليمن هل نستطيع القول أن عناصره بالمئات ..بالآلف ..أكثر ..أقل ...ما تقييم الخبراء بالنسبة لتواجد التنظيم الآن في جنوب اليمن؟

-     جواب: في تقديري أنه بعد نجاح الحملات الأمنية والضربات التي وجهت لأفراد هذه الجماعات الإرهابية قد تقلّص نفوذها وعدد أفرادها في المحافظات الجنوبية ، خاصة ونحن نعرف أن وجود هذه الجماعات وحضورها القوي قد ارتبط بدعمها من النظام السابق المتمثل بالرئيس صالح منذ العام 2011م حين مكنها من الاستيلاء على محافظة أبين وإعلان إمارة وقار في جعار..

-     قاطع المذيع قائلا: الرئيس السابق رحل كما نعرف وذهب من هذه الدنيا .. كيف استمر فكر القاعدة ووجود هذه العناصر ..بعض المحللين قالوا هذا التحليل لربما يكون خاطئا؟

-     جواب : لا أعتقد أنه خاطئ.. رحل نعم الرئيس صالح في الوضع الذي رحل فيه، ولكن لم ترحل المشاكل التي خلفها إذ أن الكثير من هذه الجماعات ارتبطت أيضاً بمراكز قوى ونفوذ في النظام السابق ربما لا زال بعضها أيضاً يتدثر بلباس الشرعية وهذا ما نراه من ضعف أداء بعض الوحدات العسكرية التي لا تتفاعل مع ما تقوم به قوات التحالف العربي ومع قوات النخبة الحضرمية أو الشبوانية أو الحزام الأمني في ملاحقة هذه العناصر، كذلك ليس بخفي علينا ما أعلنه محافظ حضرموت السابق أحمد سعيد بن بريك حين قال: إن هذه العناصر تأوي وتحتمي بمعسكرات تحت مظلة الشرعية، لذلك يجب أن نكون واضحين أن أداء الحكومة ضعيف في مواجهة هذه الجماعات، وأن الاعتماد الأساسي هو على القوات التي تشكلت حديثاً وأُعدت تحت إشراف من التحالف العربي وبالذات من الإمارات العربية المتحدة وهذا ما نراه من النجاحات التي في الملاحقات لهذه القوى في عدن وفي لحج وفي أبين وفي شبوة تحت قيادة النخبة الشبوانية، وحاليا تحت قيادة النخبة الحضرمية، ولا شك أن هذه الجهود قد أعطت ثمارها لأن هذه القوات تقوم بأداء عملها بإخلاص وتمتلك أيضاً المعلومات والإعداد والتدريب العسكري وكذلك الدعم اللامحدود الذي تقدمه قوات التحالف العربي وبالذات الإمارات العربية لإنجاح هذه العملية وهو ما نأمل أن تتم ملاحقة العناصر التي لا يتعدى أفرادها المئات ممن لا زالت في بعض المناطق ويمكن أن تتخفى تحت لباس مدني أو تتنكر.