بعيدا عن الإعلام..

تقرير: مأرب السبئية.. انتهاكات جسيمة وافراح عسكرية

حاكم مأرب سلطان العرادة يتوسط قائد عسكري سعودي والجنرال محمد المقدشي المعين وزيرا للدفاع

خاص (عدن)

كانت اليمن تتجه نحو الانهيار، فيما مأرب تسير نحو التطور  والنهضة التي لم تشهدها المحافظة النفطية وعاصمة مملكة سبأ السابقة، لا شيء حدث غير ان من حكم البلاد اراد لها ان تتطور على حساب العاصمة عدن المحررة منذ ثلاثة اعوام.

في مأرب باتت المدينة اليمنية الأولى المضيئة على مدار الدقيقة، وعلى الأرض تتزاحم الجيوش وتشيد المباني والطرقات، وكأن مأرب مدينة في غير اليمن.

عسكريون زاروا المحافظة التي كانوا يعملون فيها قبل الحرب، ما اثارهم حالة التطور الكبير الذي أصبحت عليه مأرب.. فأين السر في ذلك؟

انه محافظ مأرب سلطان العرادة، الذي نجح بدعم قطري وسعودي في اقامة دولة مستقلة وسط صحراء مأرب، دولة هو حاكمها الأول والأخير، وخلفه قوى سياسية يمنية واطراف اقليمية وفرت كل هذا الدعم حتى أصبحت مأرب العاصمة الحقيقية لليمن.

من هو حاكم مأرب؟

سلطان بن علي مبخوت العرادة (1958) محافظ مأرب ولواء بالجيش اليمني ونائب سابق في البرلمان اليمن، انخرط في العمل السياسي منذ أواخر السبعينات، اختير كرئيس لإقليم سبأ الذي تعد مأرب العاصمة الاقليمية له، وقد عين محافظا لمأرب في فبراير (نيسان) 2012م، وهو أول محافظ يستمر في منصب كل هذه المدة.

يعرف العرادة بأنه عضو اللجنة الدائمة عن حزب المؤتمر الشعبي العام منذ مطلع الثمانيات، غير انه فاز في دورتين انتخابيتين كعضو مجلس النواب وكان مرشحاً توافقياً للأحزاب السياسية من بينها حزب الإصلاح الإسلامي.

ارتباطاته زعيم مأرب

يرتبط العرادة ارتباطا وثيقا بالنظامين القطري والسعودي، وهو ما مكنه في البقاء في منصب محافظ مأرب طوال هذه الفترة، ناهيك عن امتلاكه لدعم قبلي وعسكري في المحافظة التي توجد فيها أكبر القبائل اليمنية.

ويتهم العرادة بانه على صلة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في مأرب وعزز ذلك واقعة مقتل شقيقه في غارة جوية للطيران الأمريكي الذي وجه العديد من الضربات لتنظيم القاعدة في مأرب.

دولة مأرب المستقلة

تؤكد العديد من المصادر ان مأرب باتت دولة مستقلة ان لم تكن عاصمة حقيقية لليمن، فهي كما يكون زعيمها بعيدة عن الحرب في اليمن، على الرغم من ان الحوثيين لا يزالوا يتواجدون بقوة في بلدة صرواح التابعة.

ما هو بعيد عن الإعلام

في مأرب يحكم سلطان العرادة المحافظة بدكتاتورية إخوانية، فقد اصبحت هذه الجماعة تمتلك جيشا جرارا يتوافق على 200 ألف مقاتل معززين بترسانة عسكرية، كان للسعودية وقطر الفضل في ذلك، فالرياض ارادت بناء جيش عسكري وطني لهزيمة الحوثيين، غير ان محافظ مأرب قال في احدث تصريحات له "إنه نجح في ابعاد الحرب عن مأرب"، لكن ما تمارسه السلطات القمعية في المحافظة لم يعد خافياً.

فالسجون السرية التي أصبحت بعيدا عن اعين الاعلام والمنظمات الحقوقية الدولية تمارس ابشع انواع التعذيب، فهي لم تكتف بالاعتقال لكل من ينتقد حكم الإخوان، فقد أكدت مصادر حقوقية في مأرب لـ(اليوم الثامن) "أن أكثر 200 سجن سري تمتلكها الجماعات الحزبية والقبلية والعسكرية في المحافظة، يعد أبناء مأرب هم الأكثر من طالهم الاعتقال والتعسف.

فقد تم الزج بالعشرات في السجون السرية بتهمة تنظيم تظاهرة مناوئة لحكم الزيود في المحافظة، وهي الاعتقالات التي دفعت منظمات دولية من بينها هيومن رايتس ووتش التي تقول مصادر انه تم عرقلة وصول محققين إلى مأرب.

وكشفت مصادر عن أخر الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات إخوانية ضد صحافيين أحدهم مراسل قناة اليمن الرسمية.

وبحسب المصادر فقد اعتدت عناصر مسلحة على مراسل قناة اليمن الرسمية وأبرحوه ضربا، بدعوى تصوير تجمع عسكري.

وقالت مصادر حقوقية "إن ناشطا يمنيا أختفى في ظروف غامضة بمأرب، دون ان يعرفوا اي شيء عن مصيره، بعد ان كان في مهمة توعوية".

وأوضح مصدر حقوقي لـ(اليوم الثامن) " أن الدكتور فوزي الشامي، مستشار مؤسسة لأجل الجميع ورئيس منظمة سراج ويعمل مستشارا لمنظمة سبارك الهولندية ومع منظمات اخرى بصنعاء، ذهب لمأرب في مهمة توعية تبع برنامج السلام الذي تنفذه مؤسسة لأجل الجميع للتنمية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان، لكن تعرض للاعتقال في نقطة السائلة قبل مأرب، ونقل إلى المحافظة دون ان يعلم أحد عن مصيره".

افراح عسكرية

على الرغم من اشتداد المعارك في العديد من الجبهات ابرزها الساحل الغربي وكرش والبيضاء، إلا ان جنود قوة مأرب العسكرية، تركوا معاركة جبهة نهم، وانصرفوا للبحث عن النصف الأخر، واقامة مراسيم زواج جماعية للمئات كل شهر".

وقالت مصادر يمنية في مأرب "إن العديد من العسكريين تزوجوا للمرة الثانية، جراء تقديم حكومة مأرب اموال لمن يرغب بالزواج".

ونشرت وسائل إعلام (حزبية) صورا للاحتفالات التي نظمت خلال الاشهر الماضية.

واستطاعت قوات مأرب ان تحول الحرب من حرب ضد الانقلابيين إلى افراح عسكرية، غير موجودة في الكثير من المعسكرات وابرزها معسكرات العاصمة الجنوبية عدن، التي يشكوا جنودها من عدم حصولهم على مرتباتهم الشهرية، ناهيك عن قيام قادة المعسكرات".